مراقبون لـ «الشرق الأوسط»: رسالة قوية للمجلس العسكري وعليه أن يتجاوب

بعد توافق القوى السياسية من جديد بالتحرير

متظاهر مصري يطلق شعارات مضادة للنظام السابق بميدان التحرير بوسط القاهرة أمس (رويترز)
TT

أجمع مراقبون على أن ميدان التحرير استعاد شرعيته الثورية مرة أخرى في مظاهرة الجمعة الحاشدة، رغم أنه لم يمنحها لقوى سياسية معينة دون أخرى، لكن آراءهم اختلفت حول جدوى وأهمية الاعتصام بالميدان حتى تحقيق المطالب.

ويرى حسن نافعة، المنسق العام السابق للجمعية الوطنية للتغيير أستاذ العلوم السياسية، أن مظاهرة الأمس كانت مهمة وضرورية وحاسمة لتأكيد إصرار الشعب المصري على مواصلة الثورة، وكذا وجود رغبة صادقة من قبل القوى السياسية على تنحية خلافاتها جانبا من أجل استعادة الثورة مجددا. وقال نافعة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الخطر الأكبر الآن يتمثل في طريقة محاكمة رموز النظام السابق، كما أن الدولة تدار بنفس الطريقة والسياسات القديمة»، مشددا على أنه لم تحدث تغيرات جوهرية في طريقة إدارة البلاد.

ويعتقد نافعة أن «جمعة الإصرار» أطلقت رسائل قوية في اتجاهات عدة، حيث قال «الرسالة الأولى للمجلس العسكري، وهي أن الشعب المصري لم يستكن، ولا يستطيع أحد مصادرة الثورة لحسابه، كما تضمنت الرسالة ضرورة أن يحدد المجلس هل هو مع الثورة أم لا»، مضيفا بقوله، إن «ثاني الرسائل وجهت للقوى السياسية لتتوحد وتنحي خلافتها الثانوية جانبا، بالإضافة لرسالة لعصام شرف بألا يقبل أن يفرض عليه ما لا يرضاه في وزارته، وإذا كان هناك ما لا يقبله فعليه الاستقالة».

ويتوقع نافعة أن يتفاعل المجلس مع رسائل المظاهرة الحاشدة بإيجابية كعادته، ولكنه استبعد تماما أن يتعامل المجلس أو الحكومة بعنف مع الذين قرروا الاعتصام في التحرير، حيث قال «أي إجراء عنيف في حق المعتصمين سيكون ذا عواقب جد وخيمة».

وأعرب الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين عن اعتقاده أن «جمعة الإصرار» نجحت في إعادة تجميع المصريين والقوى السياسية من جديد على قلب رجل واحد. وأوضح غزلان لـ«الشرق الأوسط» أن التجربة أثبتت أن المجلس العسكري يستجيب بإيجابية مع المظاهرات الحاشدة، حيث قال «أتمنى أن تصل رسالة المظاهرة للمجلس بأن التطهير أمر ضروري ولا يجب تأجيله».

وأشار غزلان إلى أن أهم رسالة حملتها مليونية الجمعة هي ضرورة تطهير المؤسسات التي لا يزال فلول الحزب الوطني يسيطرون عليها وينشطون فيها مثل الإعلام والجامعات والشرطة حسب رأيه. وقال «أتمنى أن تكون هناك شفافية أكبر في التعامل مع الأحداث عبر تعيين متحدث رسمي للمجلس لينقل تفسيرات حقيقية لكل الأحداث التي لا تجد من يفسرها غير الإعلام». واعترض غزلان على فكرة الاعتصام قائلا: «أنا مع دوران عجلة الإنتاج وضد أي تعطيل للحياة الطبيعية ومصالح الناس».

بينما تحدث الدكتور سيف عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بفرحة بالغة عن جمعة الإصرار التي وصفها بجمعة تجديد العهد بميدان التحرير. وقال عبد الفتاح لـ«الشرق الأوسط» إننا «جددنا ثورة 25 يناير. مخطئ من يعتقد أن الثورة انتهت ليلة 11 فبراير (شباط)»، مضيفا أن «الأكثر أهمية هو أن القوى السياسية جددت العهد بالميدان بأخلاقه وجامعيته وتوافقه».

من جانبه، يرى محمد عباس، عضو ائتلاف شباب الثورة، أن المظاهرة تعد بداية قوية للعودة مرة أخرى لميدان التحرير أصل الثورة المصرية. وتابع قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «أخيرا اتفقنا على مطالب محددة».

ويعتقد عباس الذي تحدث من قلب ميدان التحرير أن الرسالة الأقوى التي وجهها المتظاهرون بالأمس كانت مفادها أن على المجلس العسكري التفكير ألف مرة قبل اتخاذ قرارات تخالف إرادة الشعب المصري. عباس الذي يؤيد الاعتصام ويراه من زاوية كونه أداة ضغط قوية لتحقيق مطالب القوى السياسية والشعب المصري يقول إنه «جد من الصعب أن يتعرض أحد لمعتصمي الميدان بالسوء».

من جهته، تمنى شهير جورج، العضو المؤسس بحزب مصر الحرية الليبرالي، أن تتوحد القوى السياسية كلها في صف واحد وراء مطالب قوية وواضحة. وقال جورج لـ«الشرق الأوسط»: «الرسالة الأهم في رأيي أن على المجلس العسكري توضيح اللبس حول مستقبل بلد يضم 80 مليون نسمة، عليهم أن يضعوا خريطة طريق واضحة الملامح»، مضيفا أن «الرسالة الثانية كانت واضحة جدا، الشعب يريد محاكمات سريعة وعاجلة وعلنية لرموز النظام ولقتلة الثوار، لا يعقل أن يحاكم المدنيين بسرعة بالغة وأمام محاكم عسكرية، بينما يحاكم كبار الظالمين ببطء قاتل». وناشد جورج المجلس التوقف عن المحاكمات العسكرية بحق المدنيين والإفراج عن المدنيين المسجونين بالسجون الحربية.