اليمن: مبعوث أوباما يلتقي نائب الرئيس ونجله في صنعاء

استمرار المظاهرات المطالبة برحيل النظام ومواجهات مسلحة شمال صنعاء

TT

التقى عبد ربه منصور هادي، نائب رئيس الجمهورية اليمني، أمس، مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي جون برينان. وجرى خلال المقابلة بحث عدد من القضايا والموضوعات المتصلة بالعلاقات الطيبة بين البلدين الصديقين حسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ). ونسبت صحيفة 26 سبتمبر (أيلول) الحكومية إلى المسؤول الأميركي قوله «لقد سعدت كثيرا عندما رأيت فخامة الرئيس في تعاف وصحة جيدة، بعد الاعتداء الإرهابي المروع الذي تعرض له ورؤساء مجالس النواب والوزراء والشورى ونائبا رئيس الوزراء وعدد من المسؤولين في الدولة والحكومة أثناء أدائهم صلاة الجمعة». وذكرت الصحيفة أن هادي تناول طبيعة هذه الأزمة التي بدأت بالتفاقم بشكل أكبر وأوضح بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2006م التي فاز فيها الرئيس علي عبد الله صالح عن المؤتمر الشعبي العام بعد منافسة قوية وبحضور مراقبين عن المعهد الأميركي الديمقراطي والاتحاد الأوروبي ومراقبين دوليين من مختلف الجهات، بالإضافة إلى رقابة محلية من منظمات المجتمع المدني وغيرها من المؤسسات ذات الصلة بهذا الموضوع. واستعرض نائب الرئيس اليمني «التعقيدات والمكايدات والتوظيفات السياسية الموجهة التي بدأت بعد ذلك»، مستعرضا طبيعة تفاقم الخلافات ونشوء الأزمات وتطوراتها وتشعباتها حتى انفجار الموقف عسكريا في العاصمة صنعاء، وصولا إلى الاعتداء الإرهابي الذي استهدف فخامة رئيس الجمهورية وكبار قيادات الدولة والحكومة أثناء أداء صلاة الجمعة في جامع النهدين بدار الرئاسة. وتطرق هادي مع المسؤول الأميركي، حسب الصحيفة، إلى «التحركات التي قام بها لإسعاف المصابين بشكل عاجل وتفادي الموقف الخطير، وبما يحول دون انفجار الوضع بصورة شاملة، متطرقا إلى الإجراءات السريعة التي تمت بدءا من العمل على وقف إطلاق النار في العاصمة صنعاء وتنفيذ بقية النقاط المتمثلة في إخراج المسلحين من المدن وفتح الطرقات والشوارع وتوفير التموينات المختلفة». وأكد نائب رئيس الجمهورية «أنه قد تمت معالجة الكثير من الأمور وصولا إلى التهدئة الإعلامية والأمنية واللقاءات مع المعارضة بكل أطيافها بما في ذلك الشباب، مشيرا إلى أن هناك شبه اتفاق على الحوار بأسلوب جاد وبخطة جديدة بما يؤدي إلى الوئام والسلام وتجنيب اليمن المآسي وويلات الحروب. ونقلت الصحيفة عن المسؤول الأميركي قوله «نحن شركاء مع اليمن في الكثير من القضايا وفي المقدمة محاربة الإرهاب الذي يمثله تنظيم القاعدة». ومن المتوقع أن يلتقي المسؤول الأميركي أعضاء في تكتل اللقاء المشترك المعارض في صنعاء لبحث ترتيبات المرحلة القادمة والمبادرة الخليجية.

كما التقى المسؤول الأميركي وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي، الذي بحث معه «مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية». إضافة إلى بحث «مجالات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والنجاحات التي حققتها القوات الأمنية في مواجهة العناصر الإرهابية.. والسبل التي من شأنها أن تمضي باتجاه الوصول إلى حلول مناسبة، وفي مقدمتها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية في إطار ديمقراطي ودستوري وبما يحترم خيارات الشعب اليمني ويضع مصلحة اليمن فوق أي مصلحة حزبية ويجنب البلاد ويلات الحروب». وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول وقائد الحرس الجمهوري قائد القوات الخاصة العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، التقيا مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي جون برينان. وتأتي جولة برينان هذه في إطار الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة ودول الخليج للمضي في تطبيق مبادرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لحل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ ستة أشهر.

وعلى الصعيد الميداني، شهدت مدينة البيضاء الاثنين، مسيرة جماهيرية حاشدة، للتأكيد على ما سماه المتظاهرون رفض الوصاية الخارجية على الثورة، والاستمرار في العمل الثوري حتى تحقق الثورة كافة أهدافها، وللمطالبة بسرعة الحسم الثوري، وتشكيل مجلس انتقالي ثوري، يدير شؤون البلاد. وقد انطلقت المسيرة من ساحة أبناء الثوار، وجابت شوارع المدينة، ثم عادت مرة أخرى إلى الساحة، ورفعت خلالها لافتات، ورددت هتافات تندد بمواقف الدول الأوروبية ودول الخليج، وأميركا، الداعمة لنظام الرئيس علي عبد الله صالح. كما ردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى سرعة الحسم الثوري، وتشكيل مجلس انتقالي، وحكومة انتقالية تنقذ البلاد من حالة الفوضى الراهنة، وأكد المتظاهرون صمودهم حتى تحقق الثورة أهدافها. وفي تعز، شهدت المدينة، وتحديدا حي الروضة وشارع الستين، هدوءا نسبيا مشوبا بالحذر والتخوف من تكرار القصف الذي شنته خلال الليالي الماضية، قوات الحرس الجمهوري، على حي الروضة والأحياء المجاورة، وعلى القرى والعزل المحيطة بشارع الستين. ويأتي هذا الهدوء عقب وعد قطعه محافظ المحافظة، حمود خالد الصوفي، بوقف القصف على المدينة نهائيا، تمهيدا لإعادة الحياة إلى طبيعتها، والاستجابة لمطالب المواطنين بإعادة وحدات الحرس الجمهوري إلى ثكناتها، وانسحاب المسلحين القبليين من المدينة، وإنهاء كافة المظاهر المسلحة، على أن تتكفل قوات الأمن بحماية المتظاهرين والمعتصمين في ساحة الحرية. من جانبها، أعلنت أحزاب اللقاء المشترك في المحافظة بيانا عبرت فيه عن استنكارها وإدانتها للأعمال التي وصفتها بالبربرية، وحملت السلطة كل التبعات عن تلك الجرائم التي تتعرض لها المحافظة، نتيجة القصف العشوائي على المدينة وضواحيها.