أحمدي نجاد في إشارة إلى فريق المرشد: لن نسمح للآخرين بأن يفرضوا علينا أجندة عملنا

معارض إيراني لـ «الشرق الأوسط»: تاريخ نظام الملالي مليء بالصراع على السلطة

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لدى استقباله وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو في طهران أمس (رويترز)
TT

في تصعيد جديد للصراع الداخلي في إيران بين تيار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والذي يصفه خصومه بـ«المنحرف» والتيار المحافظ الذي يدين بالولاء للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أنه لن يسمح لمنتقديه بإخافته هو أو حكومته. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) الاثنين الماضي عن أحمدي نجاد القول عقب اجتماع للحكومة: «البعض (من الدوائر السياسية) يشن حملات من الافتراءات على الحكومة بهدف إخافتها، إلا أننا سنتجاهل هذه الحملات». وشهدت الشهور الأخيرة اتهامات من محافظين ورجال دين لأحمدي نجاد وحكومته ومستشاريه بالابتعاد عن المؤسسة الإسلامية وتشكيل ما يشير إليه المنتقدون بـ«تيار منحرف». ويقول البعض إن أحمدي نجاد وأبرز مساعديه يحاولون إرساء «نهج قومي» في إدارة شؤون البلاد وتقويض النظام الإسلامي. وقال أحمدي نجاد: «نحن (الحكومة) لن نسمح للآخرين بأن يفرضوا علينا أجندة عملنا، وسيلتزم كل وزراء الحكومة بكل حزم بالخطط الحكومية». وأكد أن «المهم في النهاية هي النتائج وليس الكلام». وكان أحمدي نجاد قد أوضح من قبل أنه يمثل نهجا سياسيا جديدا يختلف عن المحافظين وعن الإصلاحيين الذين كانوا يحكمون قبل وصوله إلى سدة الرئاسة عام 2005.

وفي تعليق له على الصراع المحتدم بين فريق خامنئي وفريق نجاد في النظام الإيراني أكد سعيد عبادي عضو لجنة الشؤون الخارجية للمقاومة الوطنية الإيرانية من باريس في اتصال مع «الشرق الأوسط» في لندن أن تاريخ نظام الملالي في إيران مليء بالصراع على السلطة بين أقطاب الفريق الحاكم و«قد تم استبعاد الخليفة الرئيسي لخميني (في إشارة إلى آية الله منتظري الذي وضع قيد الإقامة الجبرية حتى تاريخ وفاته) ورئيس وزراء خميني لمدة 8 سنوات وضع الآن قيد الإقامة الجبرية في منزله.

وفي أوائل عام 2011 تم استبعاد العمود الرئيسي لنظام الملالي الحاكم في إيران وهو (رفسنجاني) حيث أقصي عن منصبه كرئيس مجلس خبراء النظام الرجعي بكل إذلال واستخفاف». وأضاف عبادي «وحاليا نشب صراع قاس على السلطة بين خامنئي وأحمدي نجاد. لأن خامنئي يريد وبضربات متتالية احتواء الرئيس المنصب من قبل ولاية الفقيه أي أحمدي نجاد الذي لم يعد يريد البقاء في إطار دوره المحدود هذا. ولكن خامنئي وبقراره هذا يشبه شخصا يطلق النار على رجله بل أن يطلق خامنئي النار على كل نظامه». وأضاف عبادي أن هذا التصرف «يعكس التذمر والأزمة في (قاعدة النظام) الأمر الذي أربك (قمة) النظام وأن هذه هي الهزة التي تسبق سقوط النظام». وأكد عبادي أن نظام الملالي يشعر بالعزلة وهذا ما يجعله يفجر الصراعات هنا وهناك وحتى داخل أجهزة النظام ذاته، وأن ثورات الربيع العربي باتت تهدد النظام في طهران بعد أن «رأى هذا النظام أن الحكومة السورية أبرز حليف استراتيجي لحكام إيران باتت على حافة الهاوية». وقد تفجر الخلاف بين الرئيس والمرشد في السابع عشر من أبريل (نيسان) المنصرم، عندما قرر أحمدي نجاد فصل وزير الاستخبارات حيدر مصلحي من منصبه.

ولكن ما أن مضت بضع ساعات على قرار الفصل حتى قرر خامنئي دحض القرار وأمر بإعادة مصلحي إلى منصبه.

إلا أن أحمدي نجاد لم يرق له أن تدحض قراراته، وتقول تقارير إنه قرر الاعتكاف لمدة 11 يوما والامتناع عن المشاركة في جلسات الحكومة قبل أن يعود عن قراره ويستأنف حضور هذه الجلسات. ولم تفلح مقابلة بين الرئيس والمرشد في الخامس والعشرين من الشهر الماضي في إزالة أسباب توتر العلاقات بين الرجلين. وتقول التقارير الواردة من طهران إن خامنئي خير أحمدي نجاد بين القبول بإعادة مصلحي إلى منصبه أو التخلي عن الرئاسة. ويرى مراقبون أن الخلاف بين الرئيس والمرشد يتعلق بأكثر من وضع وزير واحد في الحكومة، بل يتعدى ذلك إلى كونه صراعا للسيطرة على المسار المستقبلي للجمهورية الإسلامية بأسرها.