انفجارات تهز قاعدة بحرية قبرصية بسبب أسلحة إيرانية مصادرة

عشرات الضحايا ومن بين القتلى قائد البحرية.. ووزير الدفاع يقدم استقالته

TT

قدم وزير الدفاع القبرصي، كوستاس باباكوستاس، استقالته إلى الرئيس ديميتريس خريستوفياس، الذي قبلها بعد سلسلة الانفجارات التي وقعت أمس في قاعدة بحرية ومحطة كهربائية في جنوب الجزيرة، وأدت إلى سقوط ضحايا. كما أعرب الرئيس القبرصي ديميتريس خريستوفياس عن أسفه البالغ إزاء الانفجارات، ولم يُدلِ الرئيس ببيانات حول عدد ضحايا الحادث، إلا أن وسائل إعلام قبرصية ذكرت أن 15 شخصا، على الأقل، لقوا حتفهم وأصيب نحو 60 آخرين جراء انفجار حاويات ذخيرة في القاعدة البحرية.

وقالت الإذاعة القبرصية ووكالة الأنباء الرسمية: إن كبار الضباط في الحرس الوطني القبرصي اليوناني كانوا قد عبَّروا، في الأسابيع الماضية، عن قلقهم من ظروف تخزين شحنة الأسلحة الإيرانية التي كانت وراء الحادث.

ومن جهتها قالت الشرطة ان قائد البحرية القبرصية وقائد قاعدة عسكرية كانا بين القتلى في الانفجار.

كانت انفجارات ضخمة قد هزت أكبر قاعدة بحرية قبرصية يونانية في زيغي، جنوب الجزيرة المتوسطية، في وقت مبكر أمس، مما أدى إلى سقوط 15 قتيلا، على الأقل، حسب وسائل إعلام قبرصية. وتضررت محطة كهرباء مجاورة لموقع الانفجارات، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في القسم الجنوبي من الجزيرة المقسومة منذ 1974.

وقالت الإذاعة العامة: إن هذه الانفجارات وقعت في شحنة أسلحة إيرانية تمت مصادرتها على متن سفينة ترفع العلم القبرصي عام 2009، مضيفة أنه أسوأ حادث عسكري يقع في قبرص في زمن السلم. وأفادت وكالة الأنباء القبرصية الرسمية بأن بين القتلى 5 رجال إطفاء و4 جنود من الحرس الوطني القبرصي اليوناني واثنين من البحارة، وذلك نقلا عن مصادر عسكرية.

وقال شهود إن أضرارا جسيمة لحقت بسيارات ومنازل ومطاعم. وأظهرت الصور التي بثها التلفزيون سحب الدخان تتصاعد فوق موقع الانفجارات وسيارات الإسعاف تهرع إليه. وأغلق الطريق السريع في تلك المنطقة الواقعة بين لارنكا وليماسول.

وقال ناطق باسم المطارات القبرصية اليونانية: إن انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى تعطيل نشاط مطاري لارنكا وبافوس لبعض الوقت قبل أن يعود التيار الكهربائي وتستأنف العمليات مسارها الطبيعي.

ولم تعرف أسباب الانفجارات حتى الآن، لكن الإذاعة العامة نقلت عن قائد الحرس الوطني بتروس تساليكليدس أن الانفجارات وقعت في حاويات ذخائر إيرانية تمت مصادرتها عام 2009 من سفينة مونغورسك التي ترفع العلم القبرصي.

وتم اعتراض هذه السفينة في المتوسط في يناير (كانون الثاني) 2009 بينما كانت في طريقها إلى سوريا، وبعد عدة عمليات تفتيش تمت مصادرة الشحنة ثم تخزينها. وقد خلصت لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي في مارس (آذار) من تلك السنة إلى أن الشحنة كانت تشكل انتهاكا فاضحا لحظر الأسلحة المفروض على إيران، الذي اعتمد كجزء من العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وتسببت شدة الانفجار في حدوث أضرار في مناطق سكنية قريبة، كما تحطمت النوافذ وأبواب المطاعم في منتجع ساحلي يبعد 3 كيلومترات عن موقع الانفجار.

وقال متحدث باسم الشرطة لوكالة الأنباء القبرصية الرسمية: «كانت هناك 98 حاوية من البارود، واشتعلت النيران باثنتين منها ثم حصلت انفجارات ضخمة». وأضاف أن الانفجارات هي السبب المرجح لانقطاع التيار الكهربائي الذي حصل في أجزاء كبرى من قبرص.

وأشار التلفزيون القبرصي إلى أن الانفجارات سببت أضرارا في الأملاك المجاورة. كما تعرقلت حركة السير مع إغلاق الكثير من الطرقات الرئيسية.

وقال متحدث باسم هيئة الكهرباء القبرصية: إن الانفجار الضخم الذي وقع في القاعدة العسكرية بجنوب قبرص عطل أكبر محطة للكهرباء في الجزيرة.

وقال كوستاس جافريلديس لـ«رويترز»: «لا نستطيع تقييم حجم الأضرار» لكنه انفجار كارثي الأبعاد. وقد صودرت الأسلحة الإيرانية بموجب قرار العقوبات على إيران الصادر عام 2007 عن مجلس الأمن الدولي. وينص القرار على أنه «على إيران عدم تزويد أو بيع أو نقل أي أسلحة أو مواد مرتبطة بها من أراضيها، وعلى كل الدول أن تحظر الحصول على مثل هذه المواد من إيران».

كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أشارت إلى أنه يشتبه في أن السفينة كانت تنقل أسلحة إيرانية موجهة إلى قطاع غزة وأوقفتها السلطات القبرصية بناء على طلبات من إسرائيل والولايات المتحدة.