آلاف المسلمين يتدفقون إلى سريبرينتسا في الذكرى الـ16 للمجزرة

بعد أسابيع على اعتقال ملاديتش المدبر المفترض لها

TT

تدفق آلاف الأشخاص إلى سريبرينتسا أمس في شرق البوسنة لإحياء الذكرى الـ16 للمجزرة بحق المسلمين بعد أسابيع على اعتقال الجنرال راتكو ملاديتش الذي يعتبر المدبر المفترض لها.

واتجهت عائلات نحو 8 آلاف من الضحايا إلى نصب بوتوكاري قرب سريبرينتسا حيث دفن 4524 شخصا نبشت رفاتهم من ضحايا المجزرة فيما ستجري مراسم دفن رفات 631 من الضحايا عثر عليهم في مقابر جماعية وتم تحديد هوياتهم منذ سنة.

وجاء أحمد سيهيتش 26 عاما ليدفن رفات والده الذي قتل مع اثنين من أعمامه أثناء محاولتهم الهرب في الغابات إلى الأراضي التي يسيطر عليها المسلمون.

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية «آمل في أن يكون الأمر أسهل بالنسبة إلى الآن! سأعرف مكانه والمكان الذي يمكنني أن آتي إليه لزيارة قبره».

وإحياء ذكرى المجزرة التي وقعت في 11 يوليو (تموز) 1995 في سريبرينتسا واعتبرت أسوأ عملية قتل جماعي في أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، تأتي بعد أسابيع على اعتقال الزعيم العسكري لصرب البوسنة آنذاك راتكو ملاديتش في صربيا.

ونقل ملاديتش إلى سجن محكمة الجزاء الدولية الخاصة في يوغوسلافيا السابقة حيث ينتظر بدء محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة.

ويعد راتكو ملاديتش الذي كان فارا منذ 16 عاما، ورادوفان كرادجيتش الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة الذي أوقف عام 2008 أبرز مسؤولين عن المجزرة التي اعتبرتها الهيئات القضائية الدولية إبادة.

وكان ملاديتش زار سريبرينتسا مباشرة بعد سقوط المدينة التي كانت خاضعة لحماية الأمم المتحدة ووعد اللاجئين الذين تجمعوا أمام ثكنات الأمم المتحدة بالقول: «لا تخافوا، لن يؤذيكم أحد».

وكانت قواته بدأت فصل الرجال عن النساء والأطفال والمسنين، ثم بعد أيام قامت بقتل نحو 8 آلاف رجل عشوائيا. وقد دفنوا في مقابر جماعية تم نبشها لاحقا وتوزيع الرفات على مقابر أخرى أصغر مشتتة من أجل إخفاء حجم المجزرة.

ويتذكر أحمد الذي كان عمره 10 سنوات آنذاك أنه كان مع والدته بين اللاجئين في بوتوكاري وقد رأى ملاديتش.

وأضاف «حين رأيت ملاديتش بعد اعتقاله وبعد مرور كل تلك السنوات تذكرت حين كان بالقرب مني في بوتوكاري ولا يمكنني أن أفهم الآن كيف أنه غير مدرك لما قام به ولماذا لا يتوب».

وقد رفض ملاديتش التهم الموجهة ضده وقال أمام المحكمة إنه كان آنذاك «يدافع عن بلاده». وتابع أحمد «أنا مسرور لاعتقاله لكن للأسف لقد مر وقت طويل، ويمكن أن يموت قبل أن تنتهي محاكمته».

وسيشارك في إحياء ذكرى المجزرة العضوان المسلم والكرواتي في الرئاسة الجماعية البوسنية بكر عزت بيغوفيتش وزيلييكو كومسيتش وكذلك الرئيس الكرواتي إيفو جوسيبوفيتش.

في المقابل من غير المرتقب مشاركة أي مسؤول رفيع المستوى من الحكومة الصربية. وكان عزت بيغوفيتش أعلن السبت أن «سريبرينتسا تعتبر الجرح الأعمق لمسلمي البوسنة. إنها وصمة سوداء على ضمير المجموعة الدولية ووصمة سوداء على ضمير هؤلاء الذين ارتكبوا هذه الجريمة». وبين الذين سيتم دفن رفاتهم صبي كان عمره 11 عاما عند وقوع المجزرة وكذلك رجل كان عمره 82 عاما آنذاك وفتاة كانت تبلغ 20 عاما.