مظاهرات في درعا ودير الزور تواجه بحملة اعتقالات

20 شخصا أصيبوا لدى محاولتهم الاحتماء من مدرعات الجيش

TT

اقتحم الجيش السوري مدينة حمص، ثالث أكبر مدن سوريا، وبدأ عمليات دهم لمناطقها وأحيائها في محاولة منه لسحق احتجاجات الشوارع ضد حكم الرئيس بشار الأسد. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سكان من مدينة حمص، قولهم إن «القوات السورية قتلت مدنيا واحدا على الأقل خلال مداهمات نفذتها ليل الأحد - الاثنين الماضي، وأصابت 20 شخصا عندما كان السكان يحاولون الاحتماء من مدرعات الجيش التي كانت تطلق نيران المدافع الرشاشة على الأحياء الكثيفة السكان».

واحتجاجا على اقتحام الجيش السوري لمدينة حمص، خرج العشرات في مظاهرات حاشدة في سوق الحامد في مدينة درعا المحطة وفي مدينة دير الزور حيث نقل ناشطون أن رجال الأمن نفذوا حملة اعتقالات واسعة.

ويأتي هذا الهجوم الأعنف على مدينة حمص منذ اقتحام الجيش للمدينة قبل شهرين على أثر اندلاع حركة الاحتجاجات الشعبية الواسعة فيها، بعد بضع ساعات على انطلاق أعمال مؤتمر «الحوار الوطني» الذي عقد في دمشق يوم الأحد وقاطعته المعارضة. والذي تابع أعماله أمس في مجمع صحارى، بحضور نائب الرئيس السوري فاروق الشرع. وجرى خلاله عرض لمشروعي قانون للأحزاب ومشروع قانون للانتخابات وتخلله مداخلات للمشاركين.

وبينما تحدثت الحكومة السورية عن اللقاء بوصفه مقدمة لحوار وطني، انتقد معارضون سوريون اللقاء، واتهموا النظام بالاستمرار في الخداع، وفي الحل الأمني. ووصف ممثل اتحاد تنسيقيات الثورة عامر الصادق اللقاء بأنه «رقص على دماء الشهداء»، ونعت المشاركين فيه بـ«أذناب النظام وأتباعه وأصدقائه». وبينما قال الكاتب المعارض فايز سارة إن الأقوال وحدها لا تكفي لتأكيد صدق نوايا النظام، اتهم معارض آخر بارز هو هيثم المالح النظام بالخداع، متسائلا عن إمكان التحاور معه بينما هو يقتل الشعب.

وفي تصريحات متزامنة، قال عضو اتحاد تنسيقيات الثورة عمر إدلبي إن النظام يهدف من خلال اللقاء إلى الالتفاف على الضغوط الداخلية والخارجية، وشدد على انتفاء نية الإصلاح لديه.

ومن باريس، قال الناشط الحقوقي السوري هيثم مناع إن الحوار لا يجري في بيئة مناسبة، لافتا إلى أن هناك تمايزا بين وجهة نظر الشباب «الذين يدفعون الدم وبين السلطة القمعية».

إلى ذلك، قالت الوكالة التركية لمساعدة ضحايا الكوارث على موقعها على الإنترنت «إن 238 سوريا عادوا إلى بلادهم خلال اليومين الماضيين مما خفض العدد الإجمالي للاجئين السوريين في تركيا إلى 8579 شخصا»، مشيرة إلى أن «من بين اللاجئين المتبقين 103 يعالجون في المستشفيات التركية». ويخرج اليوم المعارضون السوريون في «ثلاثاء تحرير المعتقلين» ليتجمهروا أمام السجون بعد دعوات واسعة أطلقت من خلال الصفحة الرسمية للثورة عبر «فيس بوك». وفيما جاء في بعض الدعوات: «غدا كلنا أمام السجون، صرختنا يجب أن تزلزل السجون، يجب أن تعانق المعتقلين، ننادي ونصرخ لهم أننا هنا من أجلكم أتينا من أجل مستقبلنا ومستقبلكم أتينا».

هذا وقد بدأ القيمون على الثورة في تعميم الدعوات لتنفيذ إضراب عام يوم الخميس المقبل تحت عنوان «الله يخليك.. خليك بالبيت» والهدف منه المقاطعة الاقتصادية للنظام وأنصاره.