4 جهات حكومية تعالج التشوه البصري في المواقع السياحية بالطائف

«السياحة» تطالب الأهالي بمساعدة الجهات المعنية في الحفاظ على رونق مدينة الورد

TT

تعكف أربع جهات حكومية في محافظة الطائف على معالجة التشوه البصري في المباني والمرافق العامة، بغية إعادة الرونق الطائفي الأصيل لتلك المباني, وأطلق لذلك الغرض صندوقا بمبلغ مليون ريال مساهمة من رجال الأعمال بالمحافظة.

ونظم مؤخرا فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالطائف ورشتي عمل تحت عنوان «السياحة تثري» في مركزي الشفا والهدا السياحيين، بحضور 80 مشاركا من قيادات وأفراد المجتمع المحلي، عن 3 مبادرات فاعلة.

وشملت الورش تشكيل فريق عمل من الجهات الحكومية لاحتواء الكتابات العشوائية على المرافق العامة، وتعزيز الوعي بالنظافة ومعالجة التشوه البصري بمختلف أنواعه، وإشراك أئمة الجوامع والمساجد في بث رسائل توعوية في خطبهم للارتقاء بوعي المجتمع حيال السلبيات التي تؤدي إلى التشويه البصري، والتنسيق المشترك بين مختلف الجهات الحكومية والأمنية ذات العلاقة لتوعية المجتمع للحفاظ على المكتسبات الوطنية والمنجزات الحضارية.

وركزت الورشتان على سبل تحفيز المجتمع المحلي للمساهمة في معالجة التشوه البصري الحاصل في مواقع السياحة الطبيعية، من خلال اختيار الألوان المناسبة للمباني لتقليل التشوه نتيجة لاستخدام مواد بناء وألوان غير متجانسة مع الطبيعة المحيطة، وتمكين المجتمع المحلي لاستثمار المقومات السياحية المتاحة وتوعيته بالآثار الإيجابية لهذه الصناعة، والمساهمة في توفير فرص عمل وتحسين مستوى الدخل.

وأكد طارق بن محمود خان، المدير التنفيذي المكلف لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالطائف، أن المجتمع المحلي يتأثر بالسياحة ويؤثر فيها، ومتى ما أدرك أفراد المجتمع مفهوم السياحة كصناعة، فإن ذلك سوف يساعد في تعزيز الأثر الإيجابي للسياحة على الفرد والجماعة، وبالتالي على المجتمع ككل، وتطرق إلى مبادرة الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع أمانة محافظة الطائف والإمارة والغرفة التجارية الصناعية لمعالجة التشوه البصري، وتحسين ألوان المباني، حيث طورت الهيئة العامة للسياحة والآثار، وبدعم من رئيسها، الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، وبالتعاون مع الشركاء في وزارة الشؤون البلدية والقروية وأمانات المحافظات وبلديات المدن، كثيرا من الاشتراطات والضوابط العمرانية في الأنظمة البلدية فيما يختص بألوان المباني، لمعالجة التشوه البصري في المدن والقرى نظرا إلى استخدام مواد بناء غير متجانسة مع الطبيعة المحيطة أو دهان المباني بألوان لا تتناسق مع المحيط المكاني.

وأكد بدء العمل في مشروع معالجة التشوه البصري في منطقتي الهدا والشفا اللتين تعدان من أبرز المواقع السياحية في المملكة، بمشاركة المجتمع المحلي، كما تطرق إلى صندوق معالجة التشوه البصري، البالغ رأسماله مليون ريال من الهيئة والشركاء، ويرأسه فهد بن عبد العزيز بن معمر، محافظ الطائف، رئيس مجلس التنمية السياحية، كما يرأس فريق الحصر والدراسة والتنفيذ لمشروع التشوه البصري أمين الطائف، المهندس محمد بن عبد الرحمن المخرج، ويلقى المشروع دعم ومتابعة أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز.

ونوه بجهود أمانة الطائف لإنجاح المشروع الهادف إلى استخدام مواد البناء وألوان واجهات المباني، بما يتناسب مع طبيعة المناطق الجبلية عمرانيا وبيئيا وسياحيا.

يُذكر أن وزارة الشؤون البلدية والقروية قامت، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، بإعداد دليل أنظمة عمرانية للمناطق الجبلية، بهدف وضع منهجية علمية تساعد أمانات وبلديات المناطق الجبلية في إعداد أنظمة عمرانية تتناسب مع الطبيعة الجبلية لتلك المناطق، نظرا لما تواجهه هذه المناطق من محدودية الأراضي الصالحة للتخطيط والتنمية العمرانية، ولخّص الدليل الطريقة التي انتهجتها الوزارة في تحديث الأنظمة العمرانية والاشتراطات البنائية التي تتناسب مع البيئة الطبيعية للمناطق الجبلية.

وكان الأمير سلطان بن سلمان، الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار، قد طالب أهالي الطائف بمساعدة الجهات المعنية في الحفاظ على رونق مدينة الورد من التشوه البصري، مشيرا إلى مشروع بتكلفة مليون ريال، يشارك فيه القطاع الخاص ومحافظة الطائف وأمانتها، بدعم ورعاية أمير المنطقة.

وأوضح أن كثرة الألوان وتعددها في المباني غيرت هوية الطائف وشوهتها بصريا، مما استدعى تكاتف الجهود لإعادة رونق الطائف.