وسط تحذيرات مستمرة.. «غبار الرياض» يدر أرباحا للمستشفيات

تمديد عمل أقسام الطوارئ في جميع مناطق البلاد.. ونسبة الإشغال وصلت 300%

TT

ما إن هبت الموجة الترابية من شرق البلاد، حتى بدأ تسارع المرضى ممن يعانون من أمراض تعتلي أجهزة التنفس، وممن يعانون من أمراض الصدر، تلك الموجة انعكست بشكل رآه عدد من المراكز والمستوصفات الأهلية في العاصمة السعودية الرياض، مما ساهم أيضا بوجود إيرادات مالية مجزية لهم.

ووفقا لجولة ميدانية قامت بها «الشرق الأوسط» فقد امتلأت ردهات غرف الإسعافات الأولية وعيادات الطوارئ بمن هم مصابون بمرض الربو، والذبحة الصدرية، والاختناق، نتيجة لهذا الغبار الذي ساهم في رفع إيرادات تلك المستشفيات في اليومين المنصرمين، مع رفع درجة التأهب القصوى وزيادة ساعات عمل الأطباء، مع وجود أعداد كبيرة من المرضى، ووصلت الحالة إلى اعتذار عدد من المراكز الأهلية عن تلقى مزيد من الحالات نتيجة الضغط المتزايد من المرضى المصابين.

أمام ذلك، تحدث عدد من مسؤولي الطوارئ في تلك المستشفيات والمستوصفات الأهلية، وبعض مراجعي تلك المستشفيات، فبدوره قال عبد الله العتيق مدير قسم الطوارئ في أحد المستوصفات الأهلية بأن موجة الغبار ساهمت في ارتباك معظم أقسام طوارئ المستشفيات والمستوصفات الأهلية في الرياض، حيث إن بعضها لم يعد قادرا على استقبال مرضى الربو بشكل خاص نتيجة القدرة الاستيعابية المحدودة لدى بعضها، كما أن الأعداد كانت كبيرة بشكل يفوق أضعاف قدرة المستشفيات على استيعابها، مما حتم تمديد عمل الأطباء وموظفي الاستقبال واستنفار كامل للطاقة التشغيلية لخدمة الأعداد الكبيرة. وأضاف العتيق أن هذه الأعداد الغفيرة حتما ستدفع مبالغ مالية للحصول على الخدمات من تلك المستوصفات، في مقال ارتفاع إيرادات تلك المستوصفات إلى أضعاف ما كانت علية قبل أزمة الغبار التي دفعت المرضى إلى الدفع بأموالهم إلى تلك المستشفيات بقصد العلاج.

وفي ذات السياق، لم يجد عبد الله الدوسري المدير المناوب لأحد المستشفيات الخاصة مقولة تشخص حال المراكز الأهلية إلا «رب ضارة نافعة» إذ استقبل قسم الطوارئ التابع لهم ما يربو على 60 حالة لأمراض مختلفة ولكنها جميعا تأثرت بشكل مباشر وغير مباشر بموجة الغبار التي تلف العاصمة السعودية، بعد أن كان قسم الطوارئ لا يستقبل في الأيام الاعتيادية أكثر من 15 حالة في أفضل الأحيان.

وحذرت الدوسري من لجوء المستشفيات والمستوصفات الأهلية التي استغلت الأحداث وحولت خدماتها الطبية وخلوها من الجانب الإنساني الذي هو من صميم وصلب العمل الطبي، وجعل المال هو الهدف وذلك للتربح من الظروف المناخية وترويضها إلى صالحهم، عن طريق فرض رسوم مضاعفه ومطالبتهم ببعض الأدوية غالية الثمن، والتي هي في الأساس لا يحتاجها المريض بقصد ترويجها واستغلال الموقف لتحريك سوقها، لافتا إلى أن الضغط في هذه الفترة غالبا ما يتركز على جرعات الأكسجين، يعقبها تنقيح مجاري التنفس وتنظيفها، وهي في الأساس رخيصة الثمن، ولا يتجاوز ثمنها الـ50 ريالا.

ووصف المدير المناوب المستشفيات الأهلية التي تلتجئ لعمليات التحايل بالمراكز خالية الضمير وتعمل على إقناع المريض بأنه بحاجة إلى المزيد من الجرعات لتحقيق مصالحهم الشخصية التي قد تنعكس بشكل سلبي على حالة المريض الذي لا يعلم أنه في حالة ابتزاز مبطن.

إلى ذلك، أشار محمد العييد، أحد المواطنين بأنه اضطر إلى اللجوء إلى أحد المستشفيات الأهلية وذلك بعد أن اختنق ابنة جراء اللعب في فناء المنزل وقت حلول موجة الغبار إلا أن ضعف إعداد تلك المستوصفات لمثل هذه الحالات اضطر للانتظار ما يزيد على 3 ساعات حتى يتسنى له إدخال ابنة لأخذ جرعه أكسجين، وهي مدة وصفها بالقصيرة إذا ما قورنت بالمستشفيات الأخرى. وأشار إلى ضرورة تطوير تلك المستوصفات لتتناسب مع الاحتياجات الضرورية للسكان وأن لا يكون هدفها ماديا بحتا، خصوصا أن أجواء الرياض بشكل عام معرضة على الدوام لمثل تلك الموجات التي تتكرر بشكل مستمر طوال العام ويعود الازدحام في المستشفيات مرة أخرى.