872 طفلا عراقيا قتلوا ما بين 2008 و2010

كربلاء: إجراءات أمنية مشددة لحماية مؤدي الزيارة الشعبانية

شرطي عراقي في مستودع لأسطوانات غاز الكلور بمحطة لتصفية المياه في مدينة الصدر ببغداد، أمس، غداة حادث تسرب غازي أصاب المئات بالتسمم (رويترز)
TT

قتل 872 طفلا عراقيا وأصيب أكثر من 3200 بجروح جراء أعمال عنف وقعت في العراق بين عامي 2008 و2010، وفقا لما أعلنه صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، أمس، في تقرير استند فيه إلى أرقام رسمية.

وجاء في التقرير أن «تقارير أصدرتها الحكومة العراقية أفادت بأن 376 طفلا قتلوا وجرح 1594 جراء أعمال عنف وقعت عام 2008، كما قتل 362 وجرح 1044 آخرون في عام 2009». وتابع: «قتل 134 طفلا وجرح 590 آخرون جراء أعمال عنف وقعت خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2010».

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أعلن الصندوق عن اختيار تاريخ 13 يوليو (تموز) موعدا لإحياء «يوم الطفل العراقي»، وذلك في ذكرى مقتل 32 طفلا في انفجار سيارة مفخخة استهدف احتفالية عام 2005 في بغداد كان يوزع خلالها جنود أميركيون الحلوى ولعب الأطفال. وتمثل حصيلة الأطفال القتلى خلال الأعوام الـ3 الماضية نحو 8.1 في المائة من مجموع الضحايا الذين قتلوا في 3 سنوات. وأكدت المنظمة الدولية في تقريرها أنها «ما زالت تشعر بالقلق إزاء العنف العشوائي الذي يستمر في انتهاك حقوق الأطفال في العراق».

وشددت على أنها «تواصل مع شركائها رصد الانتهاكات ضدهم، بما فيها التجنيد والقتل والتشويه والاختطاف والاعتداء الجنسي والهجمات على المدارس والمستشفيات». ولفتت المنظمة إلى وقوع أكثر من 10 هجمات استهدفت المدارس والمعلمين ومسؤولين عن التعليم خلال الشهرين الماضيين. وتعاني الغالبية العظمى من الأطفال في العراق الذي شهد عدة حروب خلال العقود الأخيرة بينها الاجتياح الأميركي عام 2003، من نقص في الخدمات بشكل عام، وبينها الحاجة لمستلزمات التعليم والخدمات الصحية ومستلزمات الحياة الأخرى.

الى ذلك أعلنت السلطات العراقية، أمس، أنها اتخذت إجراءات أمنية مشددة في محافظة كربلاء (جنوب بغداد) بهدف حماية الزوار القادمين لأداء الزيارة الشعبانية في ذكرى ميلاد الإمام المهدي. من ناحية ثانية، أصيب المئات بالتسمم جراء تسرب غاز الكلور من محطة لتصفية المياه في بغداد.

وقال قائد عمليات محافظة كربلاء الفريق الركن عثمان الغانمي خلال مؤتمر صحافي عقد في كربلاء (100 كلم جنوب بغداد): «بدأنا تطبيق خطة أمنية تشارك فيها القوة الجوية العراقية، وينفذها نحو ثلاثين ألف عنصر من قوات الجيش والشرطة». وأضاف أن «الخطة ستكون محكمة وتنفذ من قبل القوات العراقية، وستفرض خلالها ثلاثة أطواق أمنية حول مدينة كربلاء». وأشار إلى وجود ألف متطوعة مدنية وأكثر من مائتين أخريات من الشرطة سيتولين مسؤولية تفتيش النساء عند نقاط التفتيش.

بدوره، قال محافظ كربلاء آمال الدين الهر لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه يتوقع وصول أكثر من مليون زائر لأداء الزيارة التي ستبلغ ذروتها مساء السبت المقبل.

وكشف الغانمي عن اعتقال مطلوبين والعثور على مواد متفجرة أثناء عمليات أمنية نفذت خلال الأيام القليلة الماضية في منطقتي البهبهان والخنافسة، وكلتاهما على بعد عشرين كيلومترا من شمال مدينة كربلاء. وتحدث الغانمي عن «اتخاذ إجراءات مشددة لمنع تنفيذ مخطط لإدخال ست سيارات مفخخة إلى كربلاء لاستهداف الزوار». والإمام المهدي هو الإمام الثاني عشر لدى الشيعة، ولد عام 255 للهجرة (825 للميلاد) في سامراء (شمال بغداد) ويعتقد الشيعة أنه الإمام المنتظر الذي سيعود لإقامة العدل والمساواة على الأرض.

من ناحية ثانية، أصيب 800 شخص على الأقل بينهم نساء وأطفال بتسمم مساء أول من أمس جراء تسرب غاز الكلور من محطة لتصفية المياه تقع عند المدخل الشمالي لبغداد، بحسب ما أكدت مصادر طبية وأمنية عراقية أمس. وقال مدير عام دائرة الصحة في وزارة الصحة الطبيب حسن هادي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «تسربا لغاز الكلور من محطة تصفية مياه كسرة وعطش أدى إلى تسرب للغاز في المناطق القريبة ما تسبب بوقوع نحو 800 حالة تسمم». وأضاف أن «حالات التسمم غير خطيرة وقد غادر أغلب المصابين المستشفيات بعد تلقيهم العلاج فيها». ويمثل احمرار العين وتدفق الدمع وضيق التنفس الأعراض الرئيسية لحالة التسمم جراء استنشاق غاز الكلور، وفقا للمصدر ذاته. وأكد مصدر في وزارة الداخلية «وقوع حالة تسرب للغاز»، مشددا على أن «خللا فنيا وراء الحادث». وأشار إلى أن أغلب حالات التسمم وقعت في مدينة الصدر القريبة من موقع المحطة. وقال مصدر طبي في مستشفى مدينة الطب (شمال): «تلقينا 57 حالة تسمم»، مؤكدا «مغادرة أغلب المرضى للمستشفى بعد تلقي العلاج».