شدد مدافع الفريق الكروي الأول بنادي الشباب عبد الله الأسطا على عدم صحة الأقاويل التي أشارت إلى نية إدارة ناديه التخلي عن خدماته، موضحا أن تلك الأنباء الكاذبة لم تقف عنده فحسب، بل طالت عددا من الأسماء الكبيرة في الشباب التي تمثل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم حاليا، منوها بأن حديث رئيس النادي خالد البلطان في وقت سابق عن نية الاستغناء عن اللاعبين الذين لا حاجة إليهم في الفريق هو من جعل بعض الأشخاص يصدر أخبارا لا أساس لها من الصحة.
وبيّن الأسطا أن إدارة ناديه عملت بكل قوة في الفترة الماضية ليكون الشباب في كامل عافيته الموسم المقبل، مبديا سعادته بالأشخاص الجدد المنضمين إلى الفريق مثل المدرب البلجيكي برودوم، والمحترفين الأجانب البرازيلي فرناندو والأوزبكي جيباروف والغيني ياتارا.
الكثير من التفاصيل الأخرى تجدونها في هذا الحوار الخاص لـ«الشرق الأوسط»:
* ما صحة الأنباء التي أشارت إلى تخلي الشباب عن خدماتك؟ وما تأثير تلك الأقاويل عليك؟
- في الأساس هي مجرد أقاويل عارية عن الصحة، فلا يوجد أي شيء بهذا الخصوص إطلاقا، لكن في الحقيقة أصدقك القول، لقد شغلتني هذه الأنباء والأقاويل كثيرا خلال فترة إجازتي، حيث كنت أتلقى اتصالات كثيرة من محبين ومشجعين وأقارب ومتابعين رياضيين للتأكد من هذه الأحاديث، في الوقت الذي كنت أرغب فيه في الراحة والبعد عن كل ما يربطني بعالم الكرة.
* أفهم من حديثك أن هناك تأثيرا عليك جراء تلك الأنباء؟
- في الحقيقة كنت متابعا لهذه الأقاويل سواء عن طريق الإنترنت أو باقي وسائل الإعلام المختلفة أو من الاتصالات الواردة لي، بل في فترة من الفترات فوجئت بأخبار تفيد بأنني سأنتقل إلى أندية منافسة للشباب، بل إن مثل تلك الأخبار طالت لاعبين شبابيين آخرين تفيد بنية الإدارة الاستغناء عن خدماتنا، فهل يعقل أن يستغني نادٍ عن لاعبيه وهم دوليون يمثلون صفوة اللاعبين المحليين؟ في الحقيقة الأمر تطور كثيرا، ولعلنا نلتمس العذر في أن تلك الأخبار جاءت في وقت ركود على مستوى المنافسات الرياضية وفترة انتقالات لاعبين محليين وأجانب، لكن كما قلت لك سابقا، هذه الأنباء أثرت علي أثناء قضاء الإجازة.
* ما السبب الذي جعل برأيك مثل تلك الأخبار تتداول بشكل كبير؟
- لعل هناك ربطا بين هذا وتصريح سابق لرئيس النادي خالد البلطان في الموسم الماضي عن رغبته في الاستغناء عن أي لاعب لا يفيد الفريق، وهو ما حدث بعد أن تم الاستغناء عن بعض اللاعبين أمثال أحمد الكعبي والعيسى وعلي عطيف، وهذا الربط جعل البعض يمضي بعيدا ويؤكد الاستغناء عن حسن معاذ والخيبري ووليد عبد الله والقاضي وغيرهم، وهو الأمر الذي أعطى أصداء كبيرة جدا على الرغم من عدم صحة تلك الأخبار.
* هل تساءلت حين عودتك إلى النادي عن هذا الأمر؟
- لا طبعا، لأن الأعمال في نادي الشباب تدار بحنكة وطريقة احترافية، حيث يعتبر رئيس النادي خالد البلطان من أهم الإداريين على مستوى الكرة السعودية وأيضا كرئيس تاريخي لنادي الشباب بعد أن حقق معنا 7 بطولات حتى الآن، وهذا بالتأكيد نتاج عمل الإدارة بطريقة احترافية، ولا أعتقد أن موضوع الاستغناء عن اللاعبين يتم بالشكل الذي تداول وتناقله الإعلام والمتابعون.
* تم الاستغناء عن الكعبي والعيسى وعلي عطيف، وهذه أسماء كان ينتظر منها الكثير كمواهب كبيرة، ما السبب برأيك؟
- هذه هي حال كرة القدم، فمثل ما ذكرت أنت الكعبي وعطيف والعيسى مواهب كبيرة لكنها لم تحقق نجاحا في الشباب، وهذا عائد برأيي إلى قلة مشاركاتهم ولعبهم في مباريات الفريق الكروي الأول، فأحمد الكعبي مثلا سبق وأن حسم لنا مباريات على الصعيد الآسيوي، وقبل موسمين، وحسم علي عطيف كأس الأمير فيصل بن فهد للشباب أمام الهلال، لكن في عالم كرة القدم هناك أسماء تخرج من أنديتها وتحقق نجاحات كبيرة، مثل الفرنسي تيري هنري الذي ذهب لليوفنتوس ولم يحقق شيئا، وعاد إلى الآرسنال الإنجليزي وأصبح من أفضل مهاجمي الدوري الإنجليزي والعالم تاريخيا، والعكس صحيح، مثل المهاجم الإسباني فرناندو توريس الذي انتقل من ليفربول لتشيلسي ولم يحقق مع الأخير أي مستويات تذكر، لكنني أتوقع وأتمنى نجاح زملائي اللاعبين الذين غادروا الفريق، لأني على يقين من أنهم يمتلكون الكثير من الإمكانات الفنية العالية لكن ينقصهم الحضور والمشاركة، وهو ما سيجدونه مع فرق أخرى.
* نغلق الحديث عن الماضي، ماذا عن الموسم الجديد؟
- بكل صراحة هناك الكثير من الأمور المستجدة في النادي، فهناك كوكبة من اللاعبين الموهوبين الذين حققوا بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد الموسم الماضي، إضافة إلى وجود جهاز تدريب جديد بقيادة البلجيكي برودوم، وهناك لاعبون أجانب جدد من العيار الثقيل، إلى جانب أجهزة إدارية وطبية جديدة، فالوضع في النادي تغير كثيرا على كل الأصعدة، وأعتقد أن هذا سيكسر رتابة المواسم الماضية، فالشباب سيكون حاضرا ومتغيرا في الموسم المقبل عما تعود عليه المتابعون الرياضيون في المواسم الماضية، وهذا ما سنؤكد عليه في الموسم الرياضي المقبل.
* ما انطباعك الأول بعد تعاقد الشباب مع المدرب البلجيكي برودوم؟
- أعتقد أن المدرب برودوم سيغير كثيرا طريقة وأسلوب لعبنا، فهو مدرب ممتاز ويملك إمكانات تدريبية عالية، ولست أنا هنا الآن لتقييم المدربين، ولكن هو انطباع أولي بعد أن شاركت في عدة تمارين تحت قيادته، وأتمنى من كل قلبي أن يوفق في قيادتنا.
* ماذا عن عصبيته؟
- لا أخفيك نحن كلاعبين سمعنا قبل قدومه للشباب بأيام أنه مدرب ذو أطوار غريبة، كما أن هناك من قال إنه عصبي جدا حتى لأقل الأسباب، لكن بعد مقابلتنا له والعمل معه وضح لنا عدم صحة تلك الأقاويل المزعومة، فالمدرب يتميز بأريحية تامة مع انضباطية الأوروبيين المعروفة.
* تعاقد الشباب مع ثلاثة لاعبين أجانب هم فيرناندو وجيباروف وياتارا، ما رأيك في هذه الأسماء؟
- أعتقد أن هذه الأسماء ستكون إضافة كبيرة جدا إلى الفريق، فالأوزبكي سيرفر جيباروف يعتبر من أفضل لاعبي القارة الآسيوية، والبرازيلي فرناندو من أفضل لاعبي الدوري الفرنسي، إضافة إلى أن الغيني ياتارا لاعب دولي كبير وحقق نجاحات كبيرة في الدوري التركي، فهم بكل تأكيد سيشكلون قوة إضافية رائعة في نادي الشباب، وأنا سعيد بهم في الفريق.
* ما رأيك في استقالة المعجل من إدارة الكرة بالشباب وتعيين الخالد عوضا عنه؟
- الجميع يعلم أن خالد المعجل يعتبر من أفضل الإداريين، فهو دائما ما يكون قريبا من اللاعبين ويساهم في حل مشكلاتهم سواء كانت صغيرة أم كبيرة، فبكل صراحة حزنّا في البداية على رحيله، لكنّ عزاءنا الوحيد كان أنه ذهب لإدارة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم. أما في ما يتعلق بعبد العزيز الخالد الذي تولى إدارة الكرة بالنادي فهو إضافة مميزة جدا من سلسلة الإضافات الكثيرة التي عملتها إدارة النادي للموسم المقبل، فبخلاف قدراته الإدارية هو في الأساس يملك خبرة فنية، وهذا ما يميزه، إذا إن رؤيته للاعبين وتعامله معهم سيكون على نحو إداري وفني.
* كلمة أخيرة تود قولها؟
- أسأل الله أن يوفقنا في الموسم المقبل لتحقيق البطولات الكبرى، فالإدارة قامت بعمل كبير في الفترة الماضية، وأنجزت عددا من التعاقدات في سبيل تقوية صفوف الفريق، وهو الأمر الذي يضع على عاتقنا مزيدا من الحمل الثقيل، كما أنني أشكر «الشرق الأوسط» عل ى أتاحتها هذه الفرصة، وأدعو الجماهير الشبابية للوقوف بكل قوة معنا منذ صافرة بداية أول مباراة لنا في الموسم.