وزير الحج: البلدان العربية لها نسبة ثابتة ومحددة من «الكوتة» بغض النظر عن الصراعات فيها

توقع تأشيرات بحجم 5 ملايين ونصف.. ووصفها بالأولى في تاريخ السعودية

وزير الحج لدى لقائه المسؤولين في مؤسسة مطوفي حجاج دول أفريقيا غير العربية (واس)
TT

تحفظ وزير الحج السعودي حول إمكانية توزيع «كوتة» بعض البلدان العربية التي تشهد صراعات ونزاعات وتحويلها إلى بلدان أخرى، مبينا أن «كل دولة لها حصة كوتة، وهذه ثابتة بالدرجة الأولى، ونتوقع أن يكون هذا حج هذا العام حجا يفوق أعداد السنتين الماضيتين لعدد يزيد عن خمسة ملايين ونصف، وهي النسبة الأعلى في تاريخ السعودية».

وقال وزير الحج في جولة بدأت بالأمس وتستمر ثلاثة أيام للوقوف على جاهزية مؤسسات أرباب الطواف لموسم الحج المقبل، والاطلاع على خططها التشغيلية، وبحث أبرز مستجداتها مع رؤساء وأعضاء المؤسسات. إن بداية مشروع المرحلة الثانية من مشروع قطار المشاعر المقدسة تشرف عليه وزارة الشؤون البلدية والقروية، مبينا أن منصور بن متعب زار المشروع خلال شهر رجب وتفقد المشروع الذي يعتبر جاهزا لهذا العام، وسيتمكن بإذن الله من استيعاب ما يربو على نصف مليون حاج.

وأبان في حديثه: «ما علمته أن كل الأمور باتت مهيأة، ولا أستطيع التحدث بالنيابة عنهم، ولكن هناك لجنة قائمة بين وزارة الحج ووزارة الشؤون البلدية وإمارة مكة المكرمة لوضع النقاط النهائية على هذا العمل الكبير».

وحول ما أدلى به من حديث لمؤسسات الطوافة، قال إنه جمعه بهم اجتماع يتعلق بحج هذا العام 1432هـ، بحكم أن مؤسسات الطوافة تشرف على حجاج بيت الله الحرام الذين يأتون من كل بقاع الأرض، وينبغي الوقوف على جاهزية هذه المؤسسات، مبينا أن الهيئة التنسيقية عملت في هذا الإطار وبمتابعة من الوزارة، ووجدت أن الجاهزية عالية والرغبة أكيدة في مزيد من التشرف لخدمة ضيوف الرحمن وتقديم كل التسهيلات لهم حتى يتموا مناسك حجهم بكل يسر وسهولة.

وحول توزيع الأعداد بعد الأحداث التي شهدتها بعض الدول العربية، هل سيكون هناك انتقال للنسب من دولة إلى أخرى، أجاب وزير الحج: «كل دولة لها حصة كوتة، وهذه ثابتة بالدرجة الأولى، ونتوقع أن يكون هذا حج هذا العام حجا أكبر، وكل الجاهزية والاستعدادات قائمة لتلبية متطلبات حجاج بيت الله الحرام، وإن منظومة العمل في الحج هي منظومة تكاملية بين كل الأجهزة الحكومية المعنية، وبتكاتف هذه الأجهزة وعمل ورش العمل، وإن شاء الله سنحقق الهدف المنشود وهو نجاح حج هذا العام».

ونفى الدكتور عبد السلام فارسي النية لإسناد العمرة لمؤسسات الطوافة، مبينا أن المطلوب تفعيل الهيئة التنسيقية للعمل ضمن منظمات المجتمع المدني، وأوضح أنها تقوم بالمشاركة في المعارض، وشاركوا في المعرض في جامعة أم القرى وسيكون لديهم معرض متنقل ودائم حتى يلبي احتياجات الدولة في الداخل والخارج، ولديهم مزيد من العمل في البحوث والدراسات بالتنسيق مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج.

وأبان الفارسي أن موسم العمرة أصدر له هذا العام أكثر من مليون ومائة ألف تأشيرة، مقارنة بما صدر في العام الماضي والذين حضروا بعدد تجاوز مليون شخص عن العام الماضي، ونسبة التخلف تكاد لا تذكر، 0.15 في المائة، وعدد التأشيرات زاد عن خمسة ملايين، وهذا العدد لم يحدث من قبل حيث كان عدد التأشيرات في العام الماضي بلغت 4 ملايين. وتوقع وزير الحج أن يزيد عددها في هذا العام إلى ما يقارب خمسة ملايين ونصف مليون تأشيرة عمرة، مؤكدا أنه بوجود التنسيق المحكم والتوجيهات الصادرة من الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وقدرات وزارة الداخلية التي تدعم القدرة التنفيذية لوزارة الحج، أصبح هناك نظام وتنسيق بحيث إنه لا يوجد في المملكة في أي وقت من الأوقات أكثر من ربع مليون معتمر يدخلون ويخرجون بتنظيم قوي جدا ومحكم، والحمد لله أن ذلك التنظيم حقق أهدافه.

وزاد في حديثه: «مؤسسات العمرة تقوم بواجبها على أكمل وجه، في العام قبل الماضي وصل العدد إلى 3.5 مليون معتمر، والعام الماضي ارتفع إلى 4 ملايين، وهذه السنة ستتجاوز خمسة ملايين، والحمد لله الأداء ممتاز جدا».

وحول ما واجهته مؤسسات الطوافة في العام المنصرم من تأخر في تسليم مواقع ونقص مياه، «رفعنا إلى الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة أكثر من ثلاثة خطابات، وتفضل مشكورا بتوجيه الجهات المختصة بالإسراع، واليوم ناقشنا الموضوع نفسه في الهيئة التنسيقية وطلبت منهم أن يعملوا لجنة هندسية ترفع لي تقريرا سيقف على المشاعر المقدسة، ويتم الرفع إلى أمير مكة حتى لا يتكرر ما حدث في العام الماضي، ونأمل في نهاية شوال يتم رفع التقرير».

وأفاد بأن وزارته تعمل من خلال خطط تشغيلية تعدها كل مؤسسة وتدرسها الوزارة بكل عناية، ومؤسسة أفريقية لغير العربية تكاد تكون المؤسسة الأولى التي ستعتمد خطتها التشغيلية لهذا العام، وخلال أيام قليلة سنعتمدها ونبدأ في تنفيذها، والخطط التشغيلية مهمة لأن الحج يتميز بتفاصيل دقيقة وإجراءات دقيقة، ودون تحديدها تفصيليا وتشغيليا وبشريا لا قدر الله قد يحدث خلل.

وفي ما يتعلق بمؤسسة أفريقيا أورد الفارسي أنه سيكون لديهم تحديث للحاسب الآلي بما يواكب سرعة العمل، استمرارا للتوسع في تقديم الخدمات الإضافية لشرائح أخرى للحجاج حرصا منها في تقديم تسهيلات كبيرة للحجاج، ولديهم لجنة نسائية للإشراف على المريضات في المستشفيات منذ دخولهم إلى المستشفى وحتى خروجهم.

وأضاف أن «الانتخابات الأخيرة تعتبر الظاهرة الثانية في انتخابات أرباب الطوائف في تاريخها، وأنشئ لها لجنة رفيعة برئاسة وكيل الوزارة لشؤون الحج، وعضوية وكلاء الوزارات، وأيضا بمشاركة من كل المؤسسات وبعض الجهات الحكومية، وأنا راضٍ عنها كل الرضا».

وحول تحذير وزارة الحج شركات الحج والعمرة في التشديد على حجاجها ومعتمريها بعدم ترويج الأدوية الطبية والأعشاب التي يحضرونها معهم، أوضح وزير الحج أن هناك التزاما بشكل تام بتعليمات الوزارة المبلغة من الجهات العليا في ما يتعلق بقدوم المعتمرين والحجاج، «ولكنْ هناك عدد قليل جدا منهم يقومون بهذا العمل عن جهل، ونحن نقوم بتنبيههم برفق إذا كان الموضوع يتعلق بشكل استهلاكي، ولكن إذا كان الموضوع له بُعد كبير فالجهات المعنية ستقوم بالإجراءات اللازمة، وأعتقد أن العقوبة ستكون على حسب نوعية المخالفة».