الشيخ اللحيدان يشن هجوما على الروائيين السعوديين ويصف إنتاجهم بـ«المذكرات»

خلال محاضرة في النادي الأدبي بالطائف

TT

شن الدكتور صالح بن سعد اللحيدان، المستشار القضائي الخاص وعضو الجمعية العربية للصحة النفسية بدول الخليج العربي والشرق الأوسط، هجوما على الروائيين السعوديين والخليجيين، واصفا ما يكتبون بالمذكرات والخواطر، التي لا ترقى لمستوى الرواية الصحيحة, واصفا نفس الروائيين بالضيق.

وشن اللحيدان خلال محاضرة احتضنها النادي الأدبي في الطائف، هجوما على روايات عدة، منها «أولاد حارتنا» لنجيب محفوظ، التي سماها بالأقصوصة, و«بنات الرياض»، لرجاء الصانع، بالمذكرات على حد قوله.

محاضرة اللحيدان بنادي الطائف الأدبي جاءت ضمن برنامج النادي لأمسيات الصيف الثقافية تحت عنوان «نقد الرواية عند المؤرخين», وكانت الأمسية الثقافية المثيرة التي احتضنها نادي الطائف الأدبي، وقدمها من القاعة الرجالية الدكتور علي الحارثي، ومن القاعة النسائية مريم الحارثي, ووصفها فارس الأمسية، الشيخ صالح اللحيدان، بالكلمة والمداخلات والعكس وليس بمحاضرة, لأن المحاضرة لها شروطها وقواعدها. وبدأ الشيخ صالح اللحيدان كلمته بالحديث عن العقل الذي ميز الله به الإنسان عن مخلوقاته الأخرى, وقال: «إن العقل في أصله جماد مثل الرحى، إن وضعت فيه قمحا طحن, وإن وضعت ملحا طحن، وإن وضعت ذرة طحن, وإن وضعت ترابا طحن»، فالعقل كذلك, يتبع صاحبه إن وضع فيه خيرا كان كذلك، وإن وضع غيره كان كذلك, فهو مناط التكليف، ومناط النهي، ومناط السياسة والحكم والفتوى, فالقلب والعاطفة خادمان للعقل.

واستطرد الشيخ اللحيدان في توضيحه أهمية المحافظة على العقل، حيث ذكر قصة عرضت عليه في الجمعية العالمية للصحة النفسية لمفكر عربي «عاش في بيئة تتلقى، كما يتلقى الرحى، كل شيء فيقرأ لجورجي زيدان، وسلامة، ومحمود درويش، وأدونيس، وحيدر حيدر, فتقمص شخصيات متعددة ليبرالية، وهو كاتب متحرر لا يفقه ما يقول وما يكتب، ولم يصل لحد الانفصام, وعندما نوقش هذا المفكر وسئل لماذا تفعل هذا الشيء؟ قال إنه يعيش في بيئة، وبين جوانحه حسد لمن تقدمه من أقرانه وحصلوا على نوبل وغيرها من الجوائز، بعد ذلك اقتنع وعاد لرشده».

ثم تطرق الشيخ اللحيدان في لقائه لمن يكتب للكتابة ذاتها، ويجعل الحياة غايته، ويقصر الطرق للوصول لغايته، فهذا النوع قد يصل لحد الانتحار، مثل الكاتب المعروف ديل كارنيجي، الذي مات منتحرا، وهو صاحب كتاب «دع القلق وابدأ الحياة»، فكان هذا الكاتب غير مقتنع بما يقدم، ولذلك انتحر.

وفجر الشيخ صالح اللحيدان، خلال محاضرته، قنبلة أثارت المثقفين والموجودين في القاعة، عندما قال إن الروائيين السعوديين والخليجيين لديهم ضيق نفس، واستعجال في الكتابة, موضحا أن هذا الضيق تأتى بمسببات نفسية واجتماعية, وعمم المستشار القضائي نظرته تلك على بعض الروائيين العرب، ومنهم نجيب محفوظ، حيث قال إن رواية «أولاد حارتنا» أشبه ما يقال عنها أنها أقصوصة، فهي قصة حصلت في خان الخليلي، وأفرز نجيب آلامه ومعاناته النفسية في القصة، فظهرت بشكل الأقصوصة, وأضاف أن من القصص ذات النفس الضيق «ترمي بشرر»، لعبده خال، مؤكدا أن لدى عبده خال إبداعا، ولكن لديه ضيق نفس، وينقطع أحيانا في الأحداث، ولو طول خال نفسه في القصص لكان أفضل بكثير. كما انتقد اللحيدان رواية رجاء الصانع، وقال إنها ليست قصة ولا أقصوصة، بل مذكرات، ونحت إلى الجنس مع أن كاتبتها طبيبة أسنان - والكلام للشيخ - ويقدرها ويقدر أسرتها, مشيرا إلى أنها لو قرأت كثيرا وتأملت وتعمقت، فستنتج أفضل من تلك الرواية, ويجزم اللحيدان أن رجاء الصانع الآن نادمة على تلك الرواية فلا يوجد في «بنات الرياض» ترادف قصصي ولا قيم، ولا نتيجة أو فائدة يستنبطها القارئ.

ثم تحدث اللحيدان عن كتابة التاريخ، وقال: «إن التاريخ لم يكتب بعد، وكتابة التاريخ المؤصلة ذات القواعد الصحيحة لم تكتب حتى الآن», مستشهدا ببعض الكتابات التي تميزت في التاريخ، ومنها كتب ابن قيم الجوزية والذهبي.

كما تحدث الشيخ عن أهمية الإسناد والمتن في النقل، وقال، في هذا الجانب، إن الكثيرين من الكتاب والمؤرخين والرواة وخطباء المنابر يستشهدون بأحاديث موضوعة وضعيفة، وهذا أمر يجب تداركه منهم للبحث عن الإسناد الصحيح والموثق.