جدة: إعلان «نسمة» القابضة منفذا لـ12 مشروعا عاجلا بنحو 795.5 مليون ريال في 110 أيام

رئيس الشركة لـ «الشرق الأوسط» : 8 آلاف عامل يعملون على مدار 2.5 ألف ساعة متواصلة لإنهاء المشاريع

ورشة العمل طرحت 102 مقترح وتمت الموافقة على 50 منها بمشاركة 23 خبيرا دوليا
TT

أعلن في جدة أمس عن شركة «نسمة» كمنفذ لاثني عشر مشروعا عاجلا لتصريف السيول والأمطار، وذلك بعقد بلغت قيمته 795.546 مليون ريال، على أن يتم الانتهاء من تلك المشاريع في غضون 110 أيام.

وأكد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة في مؤتمر صحافي على هامش اليوم الأخير لورشة العمل الخاصة بالحلول الدائمة، توقيع العقد لتنفيذ المشاريع العاجلة أمس في فندق «إنتركونتننتال» بجدة.

وقال: «أعود وأؤكد لكم أن معالجة تصريف مياه السيول والأمطار هي على قائمة اهتمامات الحكومة السعودية»، مبينا أنه تم تنفيذ مشروعين عاجلين، وأنه تم توقيع عقد تنفيذ 12 مشروعا عاجلة أخرى اليوم، وبمبلغ 795546 مليون ريال، وذلك في مدة 110 أيام فقط.

وأحال الأمير خالد الفيصل، ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن تكليف شركة واحدة بتنفيذ 12 مشروعا وهل لديها القدرة على تنفيذ تلك المشاريع في المدة المحددة، خصوصا مع اقتراب موسم الأمطار، إلى المهندس أحمد سليم المدير التنفيذي لمشروع تصريف الأمطار والسيول، الذي أجاب بقوله: «إن الأسباب التي دفعت إلى ذلك هي الجدوى الاقتصادية، وإن تقسيم كل مشروع على حدة سيؤدي إلى تكاليف اقتصادية عالية. وقيمنا كفاءات المقاولين على حاجة العمل وعنصر النجاح بالمقاول بالأدوات والكادر الذي ينفذ المشروع».

وهنا عاد الأمير خالد الفيصل ليوضح: «كما تعلمون، أعلنت قبل مدة أن هناك مشاريع عاجلة، وأخرى دائمة، وبدأنا في تنفيذ مشروعين، والآن وقع العقد لباقي المشاريع العاجلة. نأمل أن تتم في موعدها المحدد، وكل مشروع منها له موعد للتسليم، أن تكون في الأشهر القادمة، كلها ستكون منفذة نهاية السنة الهجرية».

وأضاف أمير منطقة مكة المكرمة: «نحن نسابق الزمن، والعمل في هذه المشاريع يتم على مدار الساعة، ونأمل أن أكثر هذه المشاريع العاجلة ينتهي قبل موسم الأمطار القادم».

وأشار إلى الخطة التي اتخذت قبيل موسم الإمطار القادم بالقول: «آمل أن يتم إنجاز المشاريع العاجلة قبل موسم الأمطار للعام المقبل»، موضحا أنه في ما يخص خطة الإنقاذ التي رسمت في حال حلول موسم الأمطار قبل انتهاء المشاريع العاجلة تقضي بتقسيم جدة إلى عدة أقسام، وكل جهة من الجهات المختصة لديها آلية محددة لمواجهة هذه الكوارث، مشددا على أن هذه العمليات إنقاذية وليست حلا دائما، مؤكدا في الوقت ذاته تلقيه تقارير أسبوعية عن آخر تطورات مشاريع تصريف السيول والأمطار، مؤكدا أنه تبلغ عددا من الملاحظات على تلك المشاريع مقدمة من قبل المواطنين، وأنه قد تم أخذها بعين الاعتبار، مشيرا في ذات الوقت إلى أن المشاريع العاجلة لتصريف مياه السيول والأمطار هي جزء من الحلول الدائمة التي سيتم تنفيذ المشاريع لها.

ولفت إلى شمول المشاريع العاجلة لتصريف السيول عددا من الأحياء العشوائية بلغ عددها تسعة أحياء، وموضحا أنه لا يمكنه المراهنة على عدم غرق طرقات جدة بعد تلك المشاريع، وأن كوارث عدة في العالم مثل كارثة تسونامي وغيرها لا يمكن الوقوف أمامها. إلا أنه استدرك بالقول: «ما أود تأكيده أننا نعمل بكل تفانٍّ وجد من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، وهو عدم غرق جدة، وإن نسب معدلات الأمطار التي تم تصميم مشاريع السيول العاجلة، وكذلك الآجلة، مصممة وفق أعلى مناسيب الأمطار التي هطلت على المدينة الساحلية».

وحول الموعد المنتظر لتنفيذ مترو أنفاق جدة، أشار إلى دراسة للنقل العام في جدة تشمل القطار ومترو الأنفاق والنقل، وأكد الفيصل انتهاء الدراسة وأنها ستطرح قريبا للقطاع، وتتضمن إنشاء قطارات خفيفة وحافلات، وقريبا سوف تطرح للقطاع الخاص للمنافسة، وأن العمل في قطار الحرمين يسير وفق الجدول الموضوع له.

وثمن أمير منطقة مكة المكرمة دور وسائل الإعلام قائلا: «لعب الإعلام دورا بارزا في قضية أمطار وسيول جدة، ونحن نشعر بأهميتكم كشريك أساسي معنا»، مؤكدا محاكمة المتهمين في كارثة جدة وأن هناك جهات قضائية مختصة تعكف عليها.

وتحدث الفيصل في المؤتمر عن مشاريع العشوائيات في جدة، بقوله إن هناك 9 أحياء عشوائية سوف يشملها المشروع، خصوصا ما يختص بالبنية التحتية وتخطيطها.

وجزم الفيصل أن قضية الشركة المطورة لمنطقة قصر خزام سيكون شهر شوال المقبل آخر مدة الإنذار الذي قدمه لهم، مضيفا: «إما أن يعملوا وإما أن ينسحبوا، وإن لم تأخذ الشركة المطورة لقصر خزام أيا من الإجراءين فسوف يتم سحب المشروع منهم»، مؤكدا جديته التامة في هذا الأمر.

وحول عدم عدالة التعويضات المقدمة لأهالي المناطق التي سيتم نزعها لوقوعها ضمن نطاق المشاريع العاجلة لتصريف السيول والتي بلغت خمسة آلاف ريال للمتر الواحد في حي أم الخير والسامر، بينما لم تتجاوز ألف ريال لحي الرويس، أكد الفيصل أن شكاوى المواطنين بهذا الخصوص وصلت إليه، وأنه سيتم معالجة الموضوع. وشدد الفيصل على أن مشروع الصرف الصحي يسير وفق الخطة المرسومة له وبناء على المواعيد المحددة له سلفا، واصفا الطريقة التي يسير بها المشروع بـ«الجيدة».

من جهته أكد صالح التركي رئيس شركة «نسمة» لـ«الشرف الأوسط» أن نحو 8 آلاف عامل سيعملون على مدار 2.5 ألف ساعة في 12 مشروعا، التي أوكل إلى شركتهم تنفيذها، وأن خمسة مشاريع منها سيتم العمل بها في وقت واحد، وأن هناك عددا من المشاريع تتضمن فقط إصلاح القنوات الموجودة التالفة وصيانتها، بينما يتضمن البعض الآخر إنشاء قنوات جديدة.

ولفت إلى أن شركتهم قامت خلال الفترة الماضية بعدد من مشاريع البني التحتية، كان آخرها مشروع البني التحتية لجامعة الملك عبد الله (كاوست) بنحو ملياري ريال، وأنهم على أتم الاستعداد لإنهاء المشروع في الوقت المحدد.

وكشف التركي لـ«الشرق الأوسط» عن وصول عدد من المعدات من خارج المملكة إلى جدة خصيصا لهذا المشروع، وأن عدد المعدات والمشاريع كافٍ لتنفيذ المشاريع.

وبالعودة إلى المهندس أحمد سليم المدير التنفيذي لمشروع تصريف الأمطار والسيول، قال إن هناك عددا من النقاط التي تم الاتفاق عليها خلال ورشة العمل، وهناك نقاط تم تصحيحها، وكان هناك اقتراحات، ومشاركة من الجهات الحكومية بحكم أنهم يعرفون المنطقة أكثر من الاستشاري، ولديهم معلومات، وهذا هو الهدف المنشود من الورشة التي شهدت نجاحا كبيرا.

وأضاف السليم: «اقترحت بعض الجهات مثل هيئة المساحة الجيولوجية تأكيد الاختبار بإجراء اختبار ثانٍ وسنقوم به، وهيئة المساحة عنصر فعال في المشروع وشاركونا من أول يوم في العمل، تم الاتفاق اليوم على مبدأ إنشاء خمسة سدود غير السدود الحالية، ويتبقى أن يوافق عليها ويتم تحديد مكانها النهائي».

كما تم طرح دراسة علمية لوضع سدود بطريقة صحيحة وفق المقاييس والمواصفات العالمية، وهو علم شبه متفق عليه، يحدد الأدوات المستخدمة لبناء السدود.

وأشار إلى أن العمل في المشروع تقوده الهندسة دون النظر إلى الجهة أو حجمها، وقال: «نريد تضافر الجهود والبعد عن انفراد بعض الجهات بعملها».

وعن الحلول الدائمة أوضح السليم أن من الصعب تحديد ملامح الحل الدائم حاليا، وزاد: «نحن نعمل وفق هدف العمل بشكل سريع، ولكن ليس للتعامل مع مسألة الوقت فقط، بل لإنجازه، ويمكن أن نعالج الوقت بزيادة الكادر أو العمل لفترات أطول خلال اليوم، ولكن لا نريد أن يساهم عامل الوقت في إرباك المهندسين، ونعمل وفق توازن معين يضمن جودة العمل وسرعة إنجازه».

وبحسب مدير مشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في محافظة جدة المهندس أحمد السليم، فإن الشركة الفائزة بالعقد ستبدأ بتنفيذ 12 مشروعا من ضمن المشاريع الخاصة بالحلول العاجلة والمقدرة بـ14 مشروعا لحماية محافظة جدة من السيول والأمطار.

وكان قد أعلن في وقت سابق عن توقيع عقد مع إحدى الشركات لتنفيذ مشروعين يجري تنفيذهما على الأرض في حي السامر وحي أم الخير في سباق مع الزمن، بقيمة إجمالية قاربت 265 مليون ريال.

وبيّن السليم أن سير العمل في مشروعي حي السامر وأم الخير الذي دشنه الأمير خالد الفيصل الشهر الماضي دخل مراحله النهائية، وسينتهي العمل فيها في الموعد المحدد لها.

وأوضح أن مهام الشركة الفائزة تتركز في خط تصريف المياه في تقاطع شارع الأمير ماجد مع شارع فلسطين، معالجة تجمع المياه في نفق طريق الملك عبد الله مع طريق المدينة، ومعالجة تجمع المياه في نفق طريق الملك فهد مع طريق الملك عبد الله، ومعالجة تجمع المياه في شارع حائل مع طريق الملك عبد الله، ومعالجة تجمع المياه في شارع خالد بن الوليد مع طريق الملك عبد الله، ومعالجة تجمع المياه في تقاطع شارع الأندلس مع طريق الملك عبد الله، ومعالجة تجمع المياه في تقاطع شارع الأندلس مع شارع الحمراء، ومعالجة تجمع المياه في نفق طريق الأمير ماجد مع شارع محمد بن عبد العزيز، ومعالجة تجمع المياه في نفق تقاطع طريق الملك فهد مع شارع الأمير محمد بن عبد العزيز، ومعالجة تجمع المياه في نفق طريق الأمير ماجد مع شارع الروضة، ومعالجة تجمع المياه في تقاطع طريق الأمير ماجد مع شارعي عبد الله السليمان وباخشب، ومعالجة تجمع المياه في نفق تقاطع شارع صاري مع طريق المدينة.

وأكد المهندس السليم أن الشركة الفائزة عليها البدء في تنفيذ جميع الأعمال المنوطة بها، وسيتم الانتهاء منها قبل موسم الأمطار في العام المقبل بإذن الله، مشيرا إلى أن الشركة الاستشارية للمشروع ستشرف بشكل مباشر ومستمر على سير العمل في تلك المشاريع إضافة إلى مشروعي حي السام وحي أم الخير.

وكان امير منطقة مكة المكرمة اطلع على نتائج ورشة العمل الخاصة بالحلول الدائمة والتي تضمنت بحسب العرض المقدم طرح 102 مقترحا وتمت الموافقة على 50 منها بمشاركة 23 خبيرا من السعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.