قادة حملة الاحتجاج في إسرائيل: الأمن لا يتحقق لنا إلا إذا سادت عدالة اجتماعية

محبطون من التدهور الأمني في الجنوب

TT

على الرغم من الإحباط الذي ساد خيام الاحتجاج الإسرائيلية على السياسة الاقتصادية الاجتماعية، بعد التدهور الأمني في الجنوب؛ فقد خرج قادة الحملة بتصريحات، أمس، يؤكدون فيها إصرارهم على الاستمرار في حملة الاحتجاج. ويقولون: «إن الأمن الشخصي الذي يحتاجه كل مواطن إسرائيلي لن يتحقق من دون العدالة الاجتماعية».

وكشف مصدر في الخيام عن أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، توجه إلى قادة الحملة طالبا طي الخيام وإعطاءه الفرصة «لإدارة المعركة ضد الإرهاب بوحدة صف وطنية»، لكنهم رفضوا طلبه، وقالوا: «إن وحدة الصف تتحقق عندما تسود العدالة الاجتماعية فقط». وأوضحوا أنهم يساندون الحكومة في معركتها للدفاع عن أمن إسرائيل وأنهم يتضامنون مع ضحايا الهجمات المسلحة، لكنهم لن يطووا الخيام حتى يروا أن الحكومة جادة في التجاوب مع مطالبهم.

كان المحتجون قد ألغوا المظاهرات الكبرى التي دعوا إليها مساء السبت، ضد سياسة الحكومة واستبدلوا بها مسيرة صامتة في تل أبيب رفعوا فيها الشموع والمشاعل تضامنا مع ضحايا الهجمات. وقد حضر للمشاركة فيها 5 – 7 آلاف مواطن، وأصر قسم منهم على كسر الصمت وإطلاق الشعارات ضد سياسة الحكومة، أيضا في الموضوع السياسي والأمني. وحذروا نتنياهو من استخدام التصعيد الحربي في الجنوب للتهرب من مواجهة مطالب حركة الاحتجاج. وكاد الأمر يؤدي إلى صدامات داخلية بين المتظاهرين.

ومع ذلك، أقيمت مظاهرتان أخريان صغيرتان، واحدة يهودية وأخرى عربية تحمل شعارات الاحتجاج، الأولى في بلدة قريات شمونة، على الحدود الشمالية، وشارك فيها ألف متظاهر. والثانية في قرية عرابة الجليلية، نظمتها الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، شارك فيها بعض المواطنين اليهود، وارتفعت فيها شعارات اقتصادية اجتماعية وكذلك شعارات سياسية. وألقى رئيس كتلة الجبهة البرلمانية، النائب حنا سويد، كلمة قال فيها: إنه لا يمكن الفصل بين النضال الاجتماعي والنضال السياسي لأنهما مرتبطان «فحكومات إسرائيل تنفق، على مدى السنين، مئات المليارات على العسكرة والاحتلال والاستيطان، وهي ميزانيات كفيلة بإنهاء جميع القضايا الاجتماعية، ونحن نرى أنه لا يمكن تحقيق العدالة الاجتماعية، من دون إنهاء الاحتلال وسياسة التمييز العنصري». وقال رئيس هذه الجبهة، النائب محمد بركة: «إن هذه المظاهرات تصب كروافد في الحركة الشعبية، فصحيح أن لنا نقاشا مع جوانب كثيرة في هذه الحركة الدائرة من حيث بعض المطالب والشعارات؛ فمثلا مظاهرة تل أبيب هي مظاهرة صامتة ضمن الحركة الشعبية، وصمتها بسبب الأحداث الدائرة، ونحن نرى أهمية في أن تجري مظاهرة في تل أبيب ولا تتراجع الحركة، لكن في الوقت نفسه إننا نرى أنه من العبث والسذاجة أن يتم تجاهل سياسة الاحتلال الإجرامية». وفي الوقت نفسه أشار بركة إلى أن «جهودنا أثمرت في إدخال بعض المطالب المهمة للجماهير العربية، خاصة توسيع مناطق النفوذ، ومن الواضح أنه لم تشمل جميع مطالبنا؛ لهذا فإننا نرفع شعاراتنا، لكن أن يستوعبوا في تل أبيب وغيرها بعض مطالبنا الأساسية فهذا مؤشر مهم يجب تشجيعه».

وتوقف بركة عند الهجمات المسلحة في منطقة إيلات؛ فقال: إن هذه العمليات لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني ولا تخدم المصالحة ولا الحراك الفلسطيني من أجل الحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، ولا تسهم في عزلة حكومة بنيامين نتنياهو في العالم.

وقال بركة: إن حكومة نتنياهو كانت تتحين الفرصة للإقدام على تصعيد أمني، ولو لم تقع هذه العمليات لاختلقت الأسباب والذرائع الواهية من أجل التصعيد.