محامي أميركيين متهمين بالتجسس في إيران يخوض معركة الاستئناف

واشنطن تبدي «خيبة أمل كبيرة» ومدعي طهران يؤكد صدور حكم بالسجن 8 سنوات.. ويعلن تقديم «قاتل» عالم نووي إلى المحاكمة غدا

المحامي الإيراني مسعود شفيع أكد أنه سيستأنف الحكم الصادر بحق موكليه الأميركيين في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

يسعى محامي اثنين من الأميركيين أدينا بالتجسس في إيران، إلى استئناف الحكم الصادر ضدهما بالسجن ثماني سنوات لكل منهما، الذي سبب صدمة لأسرتيهما اللتين كانتا تأملان أن يفرج عنهما بعد أكثر من عامين أمضياهما بالفعل في سجن إيفين الإيراني. وقال المحامي مسعود شفيع لوكالة «رويترز»: «أمامنا 20 يوما للاستئناف، وسأبذل قصارى جهدي للجوء إلى السبل القانونية لإلغاء الحكم». ويتقاسم باور (28 عاما) وفاتال (29 عاما) زنزانة في سجن إيفين بطهران. ودفعا ببراءتهما من الاتهامات في محاكمة مغلقة انتهت في 31 يوليو (تموز). وقال شفيع: «أبلغ جوش وشين بالحكم أمس»، مضيفا أنه لم يرهما شخصيا. ومضى يقول إن العامين اللذين قضياهما في السجن سيحتسبان ضمن سنوات الحكم الصادر ضدهما.

وألقي القبض عليهما في 31 يوليو عام 2009 قرب حدود إيران مع العراق، إلى جانب صديقة باور سارة شورد (32 عاما) التي أفرج عنها بكفالة قيمتها 500 ألف دولار في سبتمبر (أيلول) الماضي، وعادت إلى منزلها في كاليفورنيا حيث تشن حملة للإفراج عنهما.

من جانبه، قال المدعي العام الإيراني، عباس جعفري دولت آبادي، في مؤتمر صحافي، مؤكدا الأنباء التي تسربت عن صدور الحكم، إنه لم يصدر بعد حكم على شورد التي لم تعد إلى إيران للمثول أمام المحكمة.

ودعا عدد من الشخصيات العامة الشهيرة, مثل الملاكم محمد علي كلاي, والمغني يوسف إسلام, وكلاهما شخصيتان غربيتان اعتنقتا الإسلام, إلى الإفراج عنهما.

واحتشدت صفحة على «فيس بوك» أطلق عليها اسم «أفرجوا عن المتنزهين»، بتعليقات تبدي الصدمة والتقزز من الحكم والدعاء لهما. وتكهنت وسائل إعلام باحتمال الإفراج عن باور وفاتال كبادرة لحسن النوايا خلال شهر رمضان. وفي وقت سابق كان مسؤولون إيرانيون قد لمحوا إلى أنه من الممكن تبادل الأميركيين مع إيرانيين مسجونين في الولايات المتحدة، وهو ما رفضته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وأكد دولت آبادي أيضا أن محاكمة رفيقتهما سارة شورد التي تحاكم غيابيا معهما «تبقى مفتوحة»، وأن «الاتهام بالتجسس أثبت» أمام المحكمة.

وكان التلفزيون الإيراني قد قال على موقعه الإلكتروني إن الحكم الذي صدر على الرجلين يشمل السجن ثلاث سنوات بتهمة دخول الأراضي الإيرانية بشكل غير مشروع، وخمس سنوات بتهمة «التجسس لحساب وكالة استخبارات أميركية»، ولم يحدد الموقع تاريخ صدور الحكم.

وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس عن «خيبة أمل كبيرة» لإدانة الأميركيين والحكم عليهما بالسجن ثمانية أعوام.

وقالت كلينتون: «لا نزال نطالب بالإفراج الفوري عنهما، ونعمل لضمان حصول ذلك. حان الوقت ليعودا إلى وطنهما وعائلتيهما. إن خيبة أملنا كبيرة لكون السلطات القضائية حكمت على شاين باور وجوش فتال بالسجن ثمانية أعوام»، وأضافت: «أضم صوتي إلى الرئيس (باراك) أوباما والشعب الأميركي للتعبير عن دعمنا القوي لشاين وجوش وساره (شورد) وعائلاتهم في هذه الأوقات الصعبة». وناشدت عائلتا باور وفتال السلطات الإيرانية أن تتعاطف معهما، مؤكدة براءتهما.

وقالت العائلتان في بيان إن «شاين وجوش بريئان ولم يشكلا أي تهديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية وحكومتها وشعبها».

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، أول من أمس، إلى أنها «تسعى إلى تأكيد هذه المعلومات». وأضافت الخارجية الأميركية أنها «لم تتوقف عن المطالبة بالإفراج» عن الرجلين، ولفتت إلى أنهما «اعتقلا لفترة طويلة جدا، وحان الوقت لجمعهما مع عائلتيهما».

وأكدت السفارة السويسرية في طهران، أمس، أنها لم تتلق تبليغا رسميا بصدور الحكم على الرجلين، وتابعت: «ما زال لدينا الأمل في أن تلجأ السلطات الإيرانية إلى الخيارات الإنسانية المتاحة لتحرير هذين الشابين».

إلى ذلك، أعلن دولت آبادي أن المحكمة الخاصة بمحاكمة قتلة العالم النووي الإيراني، مسعود علي محمدي، ستبدأ قريبا، وأضاف أنه سيتم إصدار لائحة اتهام تتضمن 15 متهما بتهمة التجسس والعمل لصالح إسرائيل.

ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية عن آبادي، أن الذي قام باغتيال العالم النووي الإيراني، علي محمدي، يدعى علي جمالي فش، حيث سيقدم إلى المحاكمة غدا.