ممرضة نمساوية تبلغ أعلى 14 قمة جبلية في العالم من دون أكسجين إضافي

حققت حلم بلوغ غودوين أوستن بعد ست محاولات فاشلة

TT

بعد 13 سنة و6 محاولات فاشلة ووفاة 3 زملاء سابقين، وقفت النمساوية غيرلينده كالتينبرونر على قمة ثاني أعلى قمة في العالم - بعد قمة إفرست - وهي غودوين أوستن، الشهيرة أيضا باسم «كيه 2». وأصبحت بهذا الإنجاز المرأة الوحيدة التي بلغت القمم الـ14 الأعلى في العالم، وكلها يزيد ارتفاعها عن ثمانية آلاف متر عن سطح البحر من دون الاستعانة بأي عبوة من الأكسجين الإضافي.

غيرلينده، ممرضة عمرها 40 سنة، وكانت قد بدأت هواية تسلّق الجبال عام 1998 في إقليم النمسا العليا، بشمال شرقي النمسا. ومن ثم شقت طريقها الوعر والشاق نحو أعلى قمم الأرض، ولا سيما في كتلة جبال الهيمالايا، وجبال كراكورام المتصلة بها في شمال كشمير، حيث تقع قمة غودوين أوستن، ما بين الصين وباكستان ونيبال آسيا الوسطى.

وتقول غيرلينده، إن لإنجازها الأخير مع الـ«كيه 2» طعما خاصا، إذ إنها لم تتمكن من قهرها إلا في محاولتها السابعة، وفي المرة السابقة ارتكب زميلها السويدي أثناء تسلقه خطأ قاتلا فهوى ولقي حتفه، وما كان بإمكانها حتى النظر إلى أسفل لتشاهد ما حدث له بسبب الضباب الكثيف الذي كان يعم المكان. وكما روت - بتأثر شديد - فإنها لم تسمع سوى صرخة ضعيفة ولم تره بعدها.

تلك لم تكن تجربة غيرلينده الوحيدة مع الموت. فقبل سنوات ثلاث جرف انهيار ثلجي كبير (آفالانش) اثنين من زملائها الإسبان في نيبال، وبسبب الخوف من الانهيارات الثلجية والثلوج المتحركة كان زوجها وزميلها الألماني الجنسية رالف قد قرر الأسبوع الماضي قطع رحلته والعودة إلى معسكرهم تاركا زوجته لمواصلة صعودها بعدما أصرت على ألا تتراجع. وحقا نجحت في بلوغ القمة العنيدة، وبفضل قوة إرادتها وإصرارها غدت غيرلينده كالتينبرونر أحد 24 متسلقا قهروا كل القمم الـ14 الأعلى، وواحد من عشرة فقط قهروا هذه القمم من دون الاستعانة بأكسجين إضافي. ومما يجدر ذكره هنا أن المتسلقة النمساوية قصدت غودوين أوستن من الجانب الصيني بدلا معن الباكستاني، وكما ذكرت في رسائلها فإن الانهيارات الثلجية والثلوج المتحركة كانت بالنسبة لها العقبة الأخطر، التي تمكنت بالنتيجة من التغلب عليها.

بقي أن نشير إلى أنه على الرغم من نجاح غيرلينده كالتينبرونر في تحقيق حلم تسلقها غودوين أوستن، فإن الجميع الآن في انتظار عودتها سالمة بلهفة وترقب، إذ يؤكد متابعون أن «اللعنة» عند متسلقي الجبال الشاهقة والقمم الخطرة تتمثل في طريق العودة هبوطا. وما زال أمام المتسلقة النمساوية الشجاعة مسافة 2500م، مشددين على ضرورة ألا تستعجل، بل تركز على اجتياز ما تبقى من مهمتها بسلام. مع العلم بأن بعضهم قد حاول شغلها باتهامها بأنها سلكت طريقا معبدا للسياح، مما أثار غضبها ودفعها لوصف تلك الاتهامات بأنها محض هراء ومجرد «غيرة» رجالية من إنجازها الذي لم تحققه امرأة من قبل.