تزايد الطلب على المواشي وارتفاع أسعارها يحجبان «الكبدة» عن الموائد

تعد طبقا رمضانيا أساسيا لبعض العائلات السعودية

الكبدة تعد طبقا رئيسيا في رمضان وغيره من الأشهر على موائد السعوديين («الشرق الأوسط»)
TT

الإقبال الكبير الذي تشهده محال اللحوم في المملكة العربية السعودية، وخصوصا على «الكبدة» (الكبد)، الطبق الواجب توافره على مائدة الإفطار لدى العديد من العائلات في شهر رمضان المبارك - أدى إلى شبه انقطاع «الكبدة» عن الأسواق. على رأس الأسباب فرض أسعار مضاعفة عليها من قبل أصحاب المحلات، الذين وضعوا تسعيرات جديدة بلا حسيب أو رقيب. كذلك كان لارتفاع أسعار المواشي أثر واضح على هذا الارتفاع أو انعدام «الكبدة» في السوق تقريبا، إذ أكد بعض العاملين في المحلات أن أسعار كبدة الغنم ارتفعت من 20 ريالا في السابق إلى 35 ريالا في الوقت الحالي، أما كبدة الحاشي (وهو صغير الإبل) فقد تصاعدت أسعاره من 25 ريالا لتصل إلى 40 ريالا، ولقد وضعت هذه المحلات تسعيرتها مع بداية الشهر الفضيل، في ظل الغياب شبه الكامل للرقابة.

صبحي عبد الصبور، مدير أحد محال اللحوم، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «السوق تشهد شبه انقطاع للكبدة بسبب الإقبال الكبير الذي يفوق العرض، فقد كنا قبل بداية الشهر نبيع ما لا يزيد على 3 إلى 4 حبات في اليوم كأقصى تقدير يومي، ولكن بداية رمضان تجاوزت المبيعات الـ15 حبة يوميا، وتبعا لتوافرها عند التجار الذين يمدوننا باللحوم، وتنفد البضاعة قبل أن تنفد الطلبات».

وأضاف عبد الصبور «موائد العائلات السعودية لا تكاد تخلو من الكبدة، الأمر الذي أدى إلى ضغط كبير على محال اللحوم بشكل عام، فما عاد بمقدورها تأمين جميع الطلبات»، لافتا إلى وجود «ارتفاع واضح في الأسعار نتيجة ارتفاع أسعار المواشي عموما، وهو ما انعكس على بيع الكبدة التي تعد من الأجزاء المهمة في البهيمة».

وفي صلب الموضوع أبدى أحمد هلال، وهو عامل في «ملحمة رواد بدر»، سعادته للإقبال الكبير الذي يشهده محله، شارحا أنهم في الملحمة يعتمدون على مبيعات الكبدة بالذات، بشكل كبير يفوق اعتمادهم على مبيعات باقي اللحوم التي كانت المصدر الأول لجلب الإيرادات، ومعترفا بأن ثمة ارتفاعا كبيرا في الأسعار سببه الإقبال الشديد الذي يصعب على معظم المحلات تلبيته، ولقد استغله الموردون الذين فرضوا الأسعار الجديدة في ضوء ارتفاع الطلب.

وفي مؤشر الأسعار، يلحظ أن معدل أسعار كبدة الخروف ارتفع من 20 ريالا في الفترة التي سبقت دخول رمضان لتصل إلى 35 ريالا في الوقت الحالي، أما الحاشي (صغير الإبل) فقد ارتفعت أسعار كبدته من 25 ريالا لتلامس مبلغ الـ40 ريالا. والواضح، كما يجمع متابعو حركة السوق في السعودية أن المشكلة تكمن في التفاوت الكبير بين العرض والطلب، واستغلال المورد التنافس بين أصحاب محلات اللحوم في الشهر الفضيل بالذات. من جانبه، أبدى راشد القحطاني، الذي يعمل في القطاع التعليمي، استياءه الشديد من الأسعار المفروضة على الكبدة، واتهم «أصحاب المحال باستغلال شهر رمضان المبارك لابتزاز الزبائن، بعدما اتحدوا واتفقوا في ما بينهم على فرض أسعار معينة»، مبديا تساؤله عن المنطق في ارتفاع أسعار الكبدة بشكل جنوني ومفاجئ لأكثر من نصف قيمتها، بدليل أنه اشتراها بسعر أقل بكثير قبيل دخول الشهر الفضيل.

وأعرب القحطاني عن أسفه البالغ لما وصفه بأنه «ضعف الرقابة المفروضة من قبل الجهات المختصة للحفاظ على المحلات، التي قدمت المستهلكين لقمة سائغة للعمالة التي سيطرت على السوق وجعلت من تحديد الأسعار أمرا مزاجيا لا يمت للتجارة بصلة».

الجدير بالذكر، أنه من الناحية الصحية، تعد الكبدة مصدر غذاء غني جدا بالبروتين، كما تحتوي على نسب عالية من الحديد اللازم لتكوين الهيموغلوبين في الدم. ويمكن للجسم أن يحصل على نحو ‏45 في المائة‏ من احتياجاته اليومية من الحديد عند تناول قطعة متوسطة من الكبد المطبوخ، ثم إن الكبدة غنية بفيتامين ب ‏2‏ الضروري لامتصاص الحديد، وفيتامين ب ‏6‏ والمنغنيز والنحاس والزنك وحمض الفوليك.‏