الأزمة المالية العالمية تهوي بأسعار المشالح الفاخرة في السعودية

السوق تعوض حرمانها من متعة مكاسبها بنمو مبيعات «البشوت» متوسطة الفخامة إلى 15% خلال عام

ارتباط السعوديين بشكل خاص بـ«البشوت»، زاد من نمو حجم مبيعاتها خلال العام الحالي («الشرق الأوسط»)
TT

كشف عاملون في سوق «البشوت» في السعودية لـ«الشرق الأوسط»، أن مقصلة الأزمة المالية العالمة ما زالت تلقي بتداعياتها منذ بداية عام 2009 تحديدا، وحتى الآن على سوق «البشوت» (المشالح الرجالية)، في ما يتعلق بأفخم أنواعها التي تصل أسعارها إلى مستويات الـ30 ألف ريال (8 آلاف دولار)، مما جعل السوق تعتمد اعتماد كليا على مبيعات «البشوت» متوسطة الفخامة التي عادة ما تكون أسعارها في متناول الجميع.

وعلى الرغم من زيادة الإقبال على «البشوت» خلال المواسم القريبة الماضية، حيث حققت سوق «البشوت» نموا في المبيعات يقدر بـ15 في المائة مقارنة بالعام الماضي، بحسب عاملين في السوق، إلا أن تجارة «البشوت» الفاخرة تضررت إلى درجة أن أسعارها تهاوت بمعدلات انخفاض وصلت إلى 7 آلاف ريال (دولاران) للقطعة الواحدة، وعلى الرغم من هذا الانخفاض، فما زالت مبيعات هذا النوع محدودة.

أبو مشعل، أحد أصحاب محلات «البشوت» القديمة في سوق الزل وسط العاصمة، الرياض، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن سوق «البشوت» الفاخرة لم تعد كسابق عهدها قبل عام 2009، حيث كان الطلب على هذا النوع بكميات كبيرة، مبينا أن أكثر العملاء في السابق يعمدون تفصيل أكثر من 8 «بشوت» في الطلب الواحد، لأغراض متعددة منها اللبس والإهداء، إلا أن هذا النوع من العملاء، بحسب أبو مشعل، أخذ في تقليل الطلبات وتخفيض كمية «البشوت» في كل طلبات، على الرغم من تخفيض أسعارها من قبل المحلات المشهورة في حياكة «البشوت».

وأوضح أبو مشعل الحرفي في حياكة «البشوت»، أن ارتباط السعوديين بشكل خاص في «البشوت»، زاد من نمو حجم مبيعاته خلال العام الحالي إلى 15 في المائة مقارنة بالعام الذي يليه، على الرغم من الارتفاع النسبي في أسعار «البشوت» بسبب ارتفاع تكلفة فاتورة الصناعة بسبب غلاء الأقمشة، مضيفا أن الأسعار عادة ما تكون في متناول الجميع، إذ تبدأ من 1100 ريال (293 دولارا) وحتى الـ9000 ريال (2400 دولار)، إذ إن السعر يختلف بحسب نوع «البشوت» وجودة أقمشتها ونوعية «الزري» والنقشات.

ويعرف «البشت» بشكل عام و«البشت الحساوي» بشكل خاص، (الذي يفضله معظم السعوديين)، بجودته وحياكته بطريقة يدوية تقليدية، بدءا من غزل الخيوط وصناعة القماش، ومن ثم التطريز، الذي يعرف باسم «الزري»، الذي يعني الذهب، وهي كلمة فارسية تعني خيوطا من الحرير الأصفر اللامع، يجلب من خارج المنطقة، وله عدة أنواع، أشهرها «الزري الذهبي»، وهو عبارة عن خيوط ذهبية تستورد من فرنسا وألمانيا والهند، و«الزري الفضي»، وهو خيوط فضية مستوردة، بالإضافة إلى وجود خيوط تعرف باسم «بريسم»، وهي خيوط حريرية توضع على «البشوت».

ويأتي البدراني، والنجفي، والكيلاني، والوبر التين، أشهر أنواع «البشوت الحساوية»، وتتراوح أسعارها بين 1000 ريال و25 ألف ريال للواحدة من الأنواع الفاخرة المعروفة في السعودية والخليج على حد سواء.

ومن فصل إلى فصل، تنتقل أنواع «البشوت» من هنا وهناك، فالصيف يتطلب أنواعا معينة، تميل إلى خفة قماشها المحاكة منه، وللشتاء هو الآخر أنواع أخرى، تعتمد على ثقل القماش المستخدم، ليسهم في التدفئة من برد الشتاء القارس.

ويرى مراقبون أن الزيادة المستمرة في نمو حجم مبيعات البشوت في السعودية تعود إلى حرص السعوديين بمختلف الفئات العمرية على وجود «البشت» ضمن أساسيات الزي الرسمي، في الاحتفالات، والأفراح، والمناسبات المهمة، حيث لوحظ زيادة استخدامه بكثرة في المناسبات خلال الفترة الأخيرة.