الأردني أبو هشهش: «الاستخارة» نقلتني للفتح.. والدوري السعودي ما زال الأقوى عربيا

قال إنه يعد نفسه من مشجعي الأخضر.. ووعد بالتألق في الموسم الجديد

TT

وصف المحترف الأردني في صفوف نادي الفتح شادي أبو هشهش تجربته الموسم الماضي في الدوري السعودي بالناجحة، وذلك بعد مساهمته الفاعلة في وصول التعاون إلى المركز السادس رغم أنه من الأندية الصاعدة حديثا لدوري الأضواء، معتبرا الدوري السعودي واحدا من أقوى الدوريات في العالم العربي والآسيوي لما يحويه من إمكانات فنية وانتشار إعلامي.

وأشار أبو هشهش إلى أن تقلبات الأجواء في السعودية واختلافها من منطقة لأخرى من أبرز العوائق التي واجهته أثناء مسيرته الاحترافية، موضحا أن إدارة التعاون كانت على مقربة من التجديد معه بعد تألقه إلا أن الاتصالات انقطعت بين الطرفين، قبل أن تدخل إدارة الفتح في خط المفاوضات وتقدم عرضها بأسلوب احترافي وجاد، خصوصا أنه كان معجبا بالفريق الفتحاوي خلال منافسات الموسم الماضي، وسط وجود إدارة واعية تقوم بتوفير كافة احتياجات الفريق المعينة على النجاح، مبديا سعادته الكبيرة بانتقاله إلى هذا النادي.

وتمنى أبو هشهش في حوار لـ«الشرق الأوسط» أن يرى مزيدا من المحترفين الأردنيين في الدوري السعودي الموسم المقبل، معربا عن رضاه عما قدمه في المواسم الماضية على الرغم من تطلعه لتقديم مزيد من العطاءات التي تضمن له مقعده في منتخب بلاده أثناء التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل.

> خضت تجربة احترافية الموسم الماضي مع نادي التعاون، كيف تصفها؟

- كانت ولله الحمد تجربة ناجحة بجميع المقاييس بعدما كان التعاون أحد فرسان الدوري الممتاز بالموسم الماضي، ولا سيما أنه عائد حديثا إلى دوري زين للمحترفين، وحققنا العديد من النتائج المميزة خصوصا أمام أندية المقدمة، وأعتقد أن التعاون كان إحدى المفاجآت السارة بالدوري بوصوله للمركز السادس رغم أنه أول موسم له بعد الصعود من دوري إلى الدرجة الأولى.

> اطلعت عن قرب على مستويات الأندية في الدوري السعودي، كيف تقيّمها؟

- المسابقات الكروية في السعودية قوية وتنافسية، فالدوري على سبيل المثال يضم العديد من الأندية البارزة في الوطن العربي وقارة آسيا وهو دوري جماهيري وإعلامي من الطراز الرفيع، ويعد الأميز كونه أقوى دوري عربي وقاري، ومشاركتي به انعكست بشكل إيجابي على تطور مستواي الفني.

> التجارب الأولى غالبا ما يتخللها العديد من الصعوبات، ما أبرز العوائق التي واجهتها في بداية مشوارك في الدوري السعودي؟

- واجهتني بعض الصعوبات في البداية من حيث التأقلم على المناخ الحار والرطوبة وهي الأجواء المختلفة كليا عما هو في الأردن، إضافة للدخول في منظومة الفريق وخوض المباريات القوية، والتنقل من مدينة إلى أخرى للعب المباريات وهو ما لم أعتد عليه سابقا وتختلف الأجواء من مدينة إلى أخرى، وطبعا الدوري قوي وهناك صعوبات في البداية، ومن وجهة نظري ليس من السهل على أي لاعب التأقلم بالدوري السعودي القوي والذي يحتاج إلى جاهزية عالية على مختلف الأصعدة.

> بعد تألقك الموسم الماضي في صفوف التعاون، توقع الجميع استمرارك إلا أنك فضلت الانتقال إلى الفتح، ما سبب ذلك؟

- كان هناك مفاوضات بيني وبين التعاونيين، ولكن حدثت بعض المستجدات وانقطعت الاتصالات بيننا وحينها كنت قد تلقيت العديد من العروض عبر وكيل أعمالي وبعد صلاة الاستخارة فضلت التوقيع واللعب لنادي الفتح.

> صفقة انتقالك إلى نادي الفتح مرت بالعديد من الخطوات، حدثنا عنها؟

- الانتقال تم عبر وكيل أعمالي، بعدما تلقيت عدة عروض من أندية سعودية وعربية، ولكن فضلت عرض الفتح بعد الاستخارة، وكان لإدارة الفتح الدور الأبرز في إتمام الصفقة نظرا للاحترافية العالية بالتعامل السلس والواضح ليتم الاتفاق السريع، وما جعلني أوافق على العرض الفتحاوي لأنه جاء بعد طلب من المدرب القدير التونسي فتحي الجبال بالتعاقد معي وهذا ما كان الأهم بالنسبة لي.

> واجهت الفتح حينما كنت ترتدي قميص التعاون، كيف ترى المستوى الفني للفريق؟

- تابعت الفتح جيدا خلال منافسات الموسم الماضي، وكنت معجبا بهذا النادي وبمدربه ولاعبيه وهو من وجهة نظري من أفضل الفرق فنيا لا سيما أن أعمار اللاعبين مناسبة ومتقاربة وهناك تجانس كبير بين جميع أفراد الفريق سواء الأجهزة الإدارية أو الفنية، لذلك فإن جميع هذه المعطيات سهلت من وجودي بالفتح، وبالتأكيد للمدرب المميز الدور الرئيسي في ذلك.

> يخالج اللاعبين شعور مختلف أثناء انتقالهم من ناد إلى آخر، كيف تصف لنا شعورك؟

- تغمرني سعادة كبيرة بعد الانضمام إلى تدريبات الفتح، وازدادت سعادتي أثناء خوضي معهم عددا من المباريات الاستعدادية، حيث وجدت من جميع المسؤولين واللاعبين كل حب وتقدير، وذلك سهل علي إمكانية التأقلم مع الأجواء الجديدة، والانسجام السريع في الفريق.

> الفتح ظهر بصورة جيدة الموسم الماضي، ماذا بإمكانه أن يقدم هذا العام؟

- حسب مشاهدتي للفريق في منافسات الموسم الماضي وظهوره كند قوي، إلى جانب الاستعدادات الكبيرة على مختلف الأصعدة لمنافسات الموسم الحالي، أعتقد أن الفتح سيكون بإذن الله من ضمن الفرق الأربعة الكبار، ولا يوجد أمامنا أي عائق أو عذر من المنافسة على المراكز الأولى بعدما وفرت الإدارة كامل الإمكانات في تحضير الفريق، إضافة لتوفر الملاعب التدريبية المميزة، والفريق قادر بقيادة المدرب التونسي القدير فتحي الجبال من تحقيق نتائج مميزة، خصوصا أنه يعرف اللاعبين عن ظهر قلب وموجود معهم منذ فترة طويلة، ومع تجانس الكبير والجاهزية العالية والحماس منقطع النظير سنكون منافسين أقوياء ورقما صعبا بالدوري.

> اللاعبون الأردنيون لا يوجدون بكثرة في الملاعب السعودية، هل تراهم مؤهلين للاحتراف؟

- الكثير مؤهلون للعب في الدوري السعودي حيث كان هناك العديد من التجارب الناجحة لزملائي اللاعبين، وأعتقد أن أمامنا فرصة جيدة في الدوري السعودي والأندية السعودية كونها توفر المناخ الكروي المميز لجميع اللاعبين، خصوصا بعد تجربتي مع نادي التعاون، وأتمنى أن أرى الكثير من المحترفين الأردنيين في الدوري الأقوى الموسم المقبل.

> الدوري السعودي له طبيعة خاصة يتميز بها عن سائر المسابقات العربية والآسيوية، ما أبرزها بنظرك؟

- ما يميز الدوري السعودي هو التنافس الفني والإعلامي والجماهيري، وهو ما تفتقده معظم الدوريات العربية والآسيوية، ومن قوة التنافس بالدوري والتركيز الإعلامي الاحترافي نشاهد أن جميع اللاعبين السعوديين وحتى المحترفين في الأندية معروفون عربيا وآسيويا، وهنا لا بد من إعطاء الاتحاد السعودي لكرة القدم حقه كونه يوفر للأندية كافة متطلبات النجاح وينظم موسمه الكروي وفقا للأجندة الآسيوية والدولية، وهذا ما يعطي المنافسات المستوى الاحترافي العالي بتطبيق كافة بنود الأنظمة والقوانين على جميع الأندية دون تميز، وهذا ما يجعل من الأندية واللاعبين مميزين، وأعتقد أن وصول أي لاعب لعقد احترافي بالدوري السعودي هو إنجاز بحد ذاته.

> خضت العديد من المواجهات في الموسم الماضي سواء مع التعاون أو المنتخب الأردني، ما مدى رضاك عنها؟

- أنا راض عما قدمته إلى حد ما رغم أنني أطمح دوما للأفضل، لذلك سأضاعف جهودي لكي أظهر بشكل أفضل، خصوصا مع تجربة احترافية جديدة مع الفتح إضافة لخوض تصفيات كأس العالم مع المنتخب، وأتمنى أن أظهر بصورة لائقة، وسوف أبذل كل جهد ممكن في تحسين وتطوير مستواي الفني لمساعدة فريقي ومنتخب بلادي.

> المنتخب الأردني سيقابل العراق والصين وسنغافورة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل، كيف تقيّم مجموعتكم فنيا؟

- مجموعة جيدة، وكل الفرق مميزة ولا يوجد فريق سهل وجميع من يصل إلى هذا الدور هو منتخب قوي، فالعراق منتخب عريق ويقدم كرة قدم حديثة، والصين متطورة بشكل كبير وحققت نتائج جيدة في أمم آسيا الأخيرة، وحتى المنتخب السنغافوري ليس بالسهل، وحلمنا التأهل للمونديال ونتطلع للتأهل للدور الرابع بهمة نجوم النشامى والجهاز الفني والمنتخب الآن يعيش في أحسن حالاته.

> الأخضر السعودي مر بانخفاض كبير في مستواه الأعوام الماضية، هل تعتقد أنه قادر على تجاوز مرحلة المجموعات في التصفيات المقبلة؟

- كنت وما زلت من أشد المعجبين بالمنتخب السعودي الذي قدم خلال تاريخه العريق مستويات فنية رفيعة وكان الأقوى على الصعيد العربي والآسيوي، ومثلنا خير تمثيل في نهائيات كأس العالم في أكثر من مناسبة، ولكني صدمت بالأخضر في بطولة أمم آسيا الأخيرة، لأننا معتادون أن يكون ممثل العربي الذي يشرفنا في جميع المحافل نظرا لأنه الأقوى، ودائما ما يتأهل للنهائيات وينافس على الألقاب ولكن نهائيات آسيا كانت صدمة للجمهور السعودي والشارع العربي والمستوي كان متراجعا وأتمنى العودة إلى مستواهم الطبيعي، والكرة السعودية زاخرة بالمواهب والنجوم، وأتوقع أن يعود الأخضر بعد إعادة تنظيم الصفوف والتعاقد مع جهاز فني عالمي، وبإذن الله سيكون موجودا بالمونديال المقبل.

> اللاعبون يفخرون دوما بإنجازاتهم مع الأندية والمنتخبات، ما أبرز الإنجازات التي حققتها؟

- حققت العديد من الإنجازات، ولكن الأبرز على صعيد مسيرتي الكروية هو الفوز مع فريقي السابق شباب الأردن ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي 2007 إضافة للفوز ببطولة الدوري والكأس مرتين ودرع الأردن وكأس السوبر، أما عن إنجازي الأبرز مع المنتخبات الوطنية التي لعبت بجميع فئاتها العمرية وصولا للمنتخب الأول هو التأهل للدور ربع النهائي بكأس آسيا الأخيرة، إضافة للفوز ببعض البطولات الودية، وأتمنى أن يكون الإنجاز الأكبر بمسيرتي الكروية هو التأهل لنهائيات كأس العالم واللعب في مونديال البرازيل 2014.

> الأردنيان حازم جودت وعبد اللطيف البهداري يوجدان في نادي هجر المنافس التقليدي للفتح، كيف ستكون مواجهة الفريقين؟

- أنا متشوق لديربي الأحساء كثيرا، ومتطلع للعب أمام زملائي جودت والبهداري، وهما لاعبان مميزان وعلى مستوى عال حيث سبق أن لعبت إلى جانب حازم جودت بشباب الأردن لأكثر من خمس مواسم وكنا ثنائيا متفاهما، وكذلك واجهت البهداري في أكثر من مناسبة في منافسات دوري المحترفين الأردني، والآن ستتجدد المواجهات بيننا في ديربي الأحساء، وأتمنى لهما التوفيق في جميع المباريات عدا مبارياتهما أمام الفتح.

> التنافس يبدو مثيرا في الدوري السعودي، ما الفرق المرشحة بنظرك لتحقيق اللقب؟

- جميع الفرق قوية وقادرة على التنافس، ولكن يبقى الهلال والاتحاد والنصر منافسين فوق العادة، وبإذن الله سيكون الفتح ندا قويا، وسيحقق مراكز متقدمة وهو مرشح لتحقيق الألقاب.