ساركوزي: إيران تخاطر بالتعرض لضربة عسكرية

قال إن الرئيس السوري «مخطئ» إذا اعتقد أن شعبه يحميه

TT

اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس أن الرئيس السوري بشار الأسد ارتكب عملا لا يمكن إصلاحه من خلال قمع المحتجين في سوريا، وذلك خلال المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين في باريس.

وقال ساركوزي «يخطئ النظام السوري إن اعتقد أن شعبه يحميه. الرئيس السوري ارتكب ما لا يمكن إصلاحه. فرنسا وشركاؤها سيفعلون كل ما هو ممكن قانونيا من أجل تحقيق تطلعات الشعب السوري إلى الحرية والديمقراطية»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

من ناحية ثانية، حذر ساركوزي إيران من احتمال توجيه ضربة وقائية لمنشآتها النووية إذا ما أصرت على طموحاتها في هذا المجال، مع تأكيده أن مثل هذه العملية ستؤدي إلى «أزمة كبيرة». وقال «إن طموحاتها (إيران) العسكرية النووية والصاروخية تشكل تهديدا متناميا يمكن أن يؤدي إلى ضربة وقائية للمنشآت الإيرانية الأمر الذي سيؤدي إلى أزمة كبيرة لا ترغب فرنسا فيها بتاتا». ولم يذكر ساركوزي البلدان التي ربما تسعى لتنفيذ مثل هذا الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، لكن تقارير صحافية تفيد بأن إسرائيل فكرت في ضرب المواقع الإيرانية لاعتقادها أنها باتت قريبة من حيازة السلاح النووي. وأعلن من جهة ثانية تأييده لتعزيز العقوبات على إيران بقوله إن «إيران ترفض إجراء مفاوضات جدية. إيران تعمد إلى استفزازات جديدة. وإزاء هذا التحدي، يتعين على المجتمع الدولي أن يرد بجدية، وهو قادر على ذلك متى كان موحدا وحازما وإذا كانت العقوبات أشد. نخطئ إن قللنا من شأن العقوبات التي يزداد تأثيرها كل يوم». وتنفي إيران سعيها إلى حيازة السلاح النووي وتؤكد أن برنامجها النووي غرضه مدني صرف.

وقال ساركوزي إنه يأمل أن تتحدث دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرون بـ«صوت واحد» بشأن مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر (أيلول) في الأمم المتحدة، وذلك أثناء المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا. وقال ساركوزي «آمل أن تتحدث دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرون بصوت واحد. علينا أن نتحمل مسؤولياتنا معا. فرنسا ستتخذ مبادرات، فنحن نريد وحدة أوروبا».

ومع توقف مفاوضات السلام مع إسرائيل يأمل الفلسطينيون أن يحصلوا بعد العشرين من سبتمبر مبدئيا على العضوية الكاملة لدولتهم في الأمم المتحدة والاعتراف بفلسطين على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، أي كل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. وفي مقابلة نشرتها الأربعاء مجلة «لكسبرس» الفرنسية، لمح ساركوزي إلى أن فرنسا قد تعترف بالدولة الفلسطينية في الخريف، مؤكدا أن بلاده «ستتحمل مسؤولياتها» إذا لم يتم تحريك عملية السلام من الآن وحتى ذلك التاريخ.

وشدد ساركوزي على أن «الأمن الحقيقي الوحيد هو السلام. وسنحصل عليه بواسطة إقامة دولة فلسطينية أولا.. أمن إسرائيل سيتم توفيره بصورة أفضل مع دولة فلسطينية ديمقراطية، حديثة وقابلة للحياة على حدودها. فرنسا لم تتوقف عن التذكير بذلك». وأضاف «في الوقت نفسه فإن إسرائيل، وتقولها فرنسا، لها الحق في الوجود والأمن الذي هو (حق) ثابت».

وذكر رئيس الدولة الفرنسية أيضا بضرورة تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط «أيا كانت نتيجة التصويت» في سبتمبر. وأمل ساركوزي مرة أخرى في تغيير «طريقة التفاوض». وقال إن «دور الولايات المتحدة لا جدال فيه، ولا يمكن الاستغناء عنه، لكن القول إنه لا يمكنهم النجاح بمفردهم لا يشكل انتقادا لأصدقائنا الأميركيين، يتعين توسيع حلقة التفاوض». وأضاف «ليس لأوروبا أن تطلب إذنا للمشاركة في المفاوضات»، مذكرا بأن الاتحاد الأوروبي هو الشريك الاقتصادي الأول لإسرائيل وأول جهة مانحة للمساعدات للفلسطينيين.