رئيس بعثة «اتحاد الأطباء العرب»: إنقاذ حياة طفل صومالي يكلف أقل من 5 دولارات

مع تزايد أعداد وفيات الأطفال في مخيمات النازحين الصوماليين

TT

مع تزايد أعداد وفيات الأطفال وخاصة الأطفال دون الخامسة من العمر في مخيمات النازحين الصوماليين الواقعة جنوب العاصمة مقديشو، فإن القلق يتزايد على حياة أعداد كبيرة من أطفال النازحين واللاجئين الصوماليين بسبب أمراض يمكن علاجها بأقل التكاليف. وقال الدكتور علاء أبو زيد رئيس بعثة «اتحاد الأطباء العرب» في مقديشو إن الأمراض التي يعاني منها أطفال مخيمات اللاجئين هي أمراض بسيطة يمكن معالجتها بسهولة، وبتكلفة أقل من 5 دولارات للطفل الواحد يمكن إنقاذ حياته وإعادته إلى الوضع الطبيعي.

وأضاف الدكتور علاء أبو زيد، إن أمراضا مثل الإسهال الحاد والالتهاب المعوي تنتج عن سوء التغذية بحيث لا يقوى الطفل على الحركة وعلى تناول الطعام بشكل عادي، وكل ما يحتاج إليه الطفل في هذه الحالة هو قليل من السوائل وبعض المغذيات الخاصة مع كمية صغيرة من المضادات الحيوية، إضافة إلى اتباع إجراءات وقائية بسيطة أهمها النظافة، وكل هذا لا يتطلب تكلفة كبيرة.

وأكد الدكتور أبو زيد الذي يقود فريقا من الأطباء ذوي تخصصات مختلفة أوفدها «اتحاد الأطباء العرب» إلى مقديشو إن معظم الحالات التي يتم الكشف عنها في العيادات التابعة لـ«اتحاد الأطباء العرب» وفي المستشفيات التي يعملون بها ليست أمراضا خطيرة، وإنما هي الأمراض الناتجة عن سوء التغذية وانعدام وسائل النظافة وحالات محدودة من أمراض الحصبة والملاريا أيضا. وقال الدكتور أبو زيد إنه على الرغم من عدم توافر سجلات وإحصاءات لعدد النازحين في مقديشو وعدد الأطفال أيضا، فإنه لاحظ أن حالات الوفيات مرتفعة جدا بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات. وأضاف أن طريقة إيواء النازحين سيئة جدا، بحيث تتلاصق الأكواخ، كما أن الأطفال المصابين بأمراض مختلفة ومعدية أيضا يعالجون في مكان واحد، الأمر الذي يزيد من مخاطر انتشار هذه الأمراض بشكل وبائي بين النازحين.

وشدد الدكتور أبو زيد رئيس بعثة «اتحاد الأطباء العرب» في الصومال على أهمية سبل الوقاية وتوعية النازحين بالنظافة، لكن الإمكانات المادية المعدومة وكذلك قلة الوعي الصحي تحول دون تحقيق هذا الأمر مع أنه لا يتطلب تكاليف كبيرة. ودعا رئيس بعثة «اتحاد الأطباء العرب» في الصومال إلى مضاعفة الدعم الصحي المقدم إلى النازحين وإلى مستشفيات مقديشو عموما، حيث إن غالبيتها يعاني من نقص كبير في التجهيزات الطبية وقلة الأطباء أيضا ويرتفع الضغط عليها في هذه المرحلة مما يجعلها شبه عاجزة عن تقديم خدمات طبية مناسبة.

وقال الدكتور أبو زيد إن «اتحاد الأطباء العرب» قرر تمديد فترة بقاء بعثته في الصومال لمدة عام على الأقل لتقديم الرعاية الطبية المتقدمة للنازحين الصوماليين ولسكان العاصمة مقديشو عموما، مضيفا أن «اتحاد الأطباء العرب» نجح في إقامة برنامج للتنسيق بين المنظمات العاملة في المجال الصحي لتبادل المعلومات والبيانات ووضع خريطة لمواقع الانتشار والتغطية، وأيضا لتجنب التكرار في الخدمة المقدمة للمتضررين من الجفاف وضحايا المجاعة في الصومال.