كردستان: وفود رسمية وشعبية تزور النازحين جراء القصفين التركي والإيراني

رؤساء بلديات أكراد من تركيا يزورون المنطقة للتضامن مع المتضررين

TT

انهالت الوفود الرسمية والشعبية أمس، لليوم الثاني على التوالي، على بلدتي بشدر ورانية الحدوديتين لمشاركة النازحين من قراهما احتفالهم بعيد الفطر المبارك وسط أجواء من الحزن خيمت على الأهالي النازحين، الذين يمضون حياة قاسية تحت الخيم وداخل الكهوف جراء المخاوف من القصفين المدفعي الإيراني والجوي التركي.

فقد أمضى بهروز حمه صالح، محافظ السليمانية، أول أيام عيد الفطر المبارك برفقة النازحين من قراهم في ثلاثة مخيمات مؤقتة أقيمت لإيوائهم قرب قضاء بشدر الحدودي، موفدا شخصيا من رئيس حكومة إقليم كردستان برهم صالح وقدم تهانيه باسمه إلى النازحين، مؤكدا لهم أن «القيادة الكردستاني» وفي مقدمتها رئاسة الحكومة، مهتمة جدا بالمعاناة التي يمر بها سكان الحدود جراء التهديدات الإيرانية والتركية، وأنها تعمل عبر مختلف الوسائل لوقف تلك التهديدات.

وأكد «أن قيادة الإقليم أوعزت إلى جميع الوزارات والمؤسسات بتلبية جميع مطالب النازحين للتخفيف عن معاناتهم، كما أنها تعمل عبر القنوات الأخرى لوقف القصفين الإيراني والتركي والعمل على حل مشكلات الحدود عبر الحوار والتفاوض». وأعلن محافظ السليمانية أنه بناء على توجيهات رئيس الحكومة سيتم إنشاء ثلاثة مخيمات أخرى للنازحين، وتوفير جميع مستلزماتها لتأمين الحياة الطبيعية للمشردين. وقدم المحافظ بعض الهدايا إلى أطفال العائلات النازحة بمناسبة العيد.

وفي الإطار ذاته زارت هيرو إبراهيم أحمد عقيلة الرئيس العراقي جلال طالباني المنطقة، واجتمعت بسكانها النازحين، واستمعت إلى مطالبهم ناقلة تحيات الرئيس طالباني إلى العائلات النازحة مقدرة تضحياتهم وصمودهم، وحضرت جانبا من مراسم تعزية الضحايا السبعة الذين وقعوا بصواريخ الطائرات التركية قبل أسبوعين. وأكدت أن شعب كردستان يقدر تضحيات سكان الحدود.

في غضون ذلك، وصل يوم أمس وفد تركي يمثل تجمع «أمهات السلام» برفقة عدد من رؤساء البلديات المحلية بالمناطق الكردية في تركيا إلى مدينة رانية الحدودية، ووضعوا أكاليل من الزهور على قبر الضحايا السبعة الذين سقطوا بقصف الطائرات الحربية التركية. ووجه الوفد التركي، الذي تألف من 150 شخصية، انتقادات شديدة إلى الحكومة التركية لاستمرارها باستهداف المدنيين في المناطق الكردية، ونقل موقع «بيامنير» الكردي عن رئيس بلدية كوندكي ملا التابعة لمحافظة شرناخ التركية الحدودية قوله إنه «في الماضي كان صدام حسين يقتل الأكراد بالأسلحة الكيماوية، واليوم يقتلهم رجب طيب أردوغان بالطائرات الحربية».

وأشار عبد الرزاق يلدز رئيس البلدية في تصريحه إلى أن «السلطات التركية بمدينة سيلوبي على الحدود حاولت وضع العراقيل أمام الوفد التركي لزيارة المنطقة، ولكن في النهاية تمكن الوفد من عبور الحدود والوصول إلى إقليم كردستان، وأن تجمع (الدرع الحي) الذي أنشئ قام بتنظيم أكثر من 15 مظاهرة وتجمعا لإدانة العمليات العسكرية التركية، وأن هناك تنسيقا كاملا بين التجمع وحزب السلام والديمقراطية والكثير من منظمات المجتمع المدني التركي بهذا الاتجاه»، وأضاف: «كان الوفد يزمع زيارة موقع الحادث الذي أودى بحياة سبعة أفراد من عائلة واحدة، لكن مسؤولي نقطة التفتيش بناحية خليفان منعوهم من ذلك، لذلك غيروا مسارهم نحو زيارة بلدة رانية للقاء أقارب الضحايا».

وقال يلدز: «إن قتل أفراد عائلة سولين بالطائرات التركية واضح للعيان، ولا تستطيع تركيا أن تنكر ذلك، لأننا كنا شهودا على تلك الجريمة، وأن صور هؤلاء الضحايا قد تم نشرها في معظم وسائل الإعلام العالمية.