معرض «كاريكاتير الثورة» يجتذب المصريين والعرب في العيد بالإسكندرية

القذافي ينال النصيب الأكبر من الرسومات الساخرة

شهد المعرض إقبالا كبيرا من المواطنين المصريين والعرب على حد سواء
TT

أقام عدد من الشباب بالإسكندرية معرضا كبيرا شارك فيه الكثير من الفنانين والرسامين المصريين والعرب برسومات كاريكاتيرية تعبر عن الثورة في مصر وليبيا وتونس واليمن وسوريا، معتبرين المعرض فكرة ثورية بدورها تضفي جوا من البهجة والفرح والحس الفكاهي، وهو ما تجاوب معه آلاف المصريين والعرب الذين خرجوا إلى الحدائق العامة والمتنزهات المفتوحة للاحتفال بالعيد. واختار القائمون على المعرض حديقة سعد زغلول المطلة على الكورنيش مباشرة لتكون مقرا للمعرض، وتمتاز الحديقة بالأشجار والزراعات والورود الجميلة وهو ما جعل هذا المعرض الأول من نوعه في العيد يجمع ما بين الحسنيين، البحر والخضرة. اللافت أن الحديقة ذاتها كانت مقرا لاعتصام نشطاء الإسكندرية الشهر الماضي. وتقول الفنانة التشكيلية رضوى عادل، وهي في ذات الوقت عضو بائتلاف شباب الثورة بالإسكندرية، «إن الثورات العربية التي اكتملت - والتي لم تكتمل - كانت محفزا لهم لإبداع مئات الرسومات الكاريكاتيرية التي تناولوا فيها أحداث هذه الثورات بحس كوميدي ساخر». وأبدع الفنانون المشاركون في المعرض في الرسومات التي صورت الحكام الذين خلعتهم شعوبهم، وهو ما لاقى استحسان الجمهور الذي تابع المعرض بشغف. وأوضحت رضوى، خريجة كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، أن فنانين مصريين وعربا قد شاركوا في هذه الرسومات الكاريكاتيرية، منهم من يعيش في مصر وآخرون ممن يعيشون خارجها، لكنهم تمكنوا من التواصل معها وإرسال رسوماتهم عن الثورات العربية عبر البريد الإلكتروني لها، حيث قالت «قمت بتوجيه دعوة مفتوحة للفنانين المصريين والعرب على الصفحة الرسمية للجمعية المصرية للكاريكاتير، وفوجئت بكم من المشاركات غير عادي».

وتضيف «كثافة المشاركة جعلتني أستعين باللجان الشعبية بعدما شعرت أن المعرض سيكون كبيرا ويحتاج إلى حراسة وحماية، حيث رحبوا بذلك ووفروا بالفعل الحماية اللازمة». ويقول الفنان التشكيلي الدكتور حسن الفداوي، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للكاريكاتير أحد المشاركين بأعمالهم بالمعرض، إنه يعتبر المعرض بمثابة تظاهرة فنية تبرز حالات التوهج النفسي والمعنوي لدى المواطنين. وحاز القذافي نصيب الأسد من رسومات المعرض الساخرة، حيث تم تصويره في نحو 30 كاريكاتيرا تتناول شخصيته وعجرفته المعهودة وعبارته الشهيرة: «من أنتم؟!.. وزنجة زنجة»، لكن صورته التي استحوذت على المتابعة الأكبر، كانت تلك التي تظهره مدونا على صدره عبارة: «لو لم أكن ديكتاتوريا.. لوددت أن أكون إرهابيا». فيما صوره كاريكاتير آخر وهو ممسك بمظلة حماية من المطر (شمسية) ويقف بجوار توك توك صغير قائلا «أنا مش رئيس، أنا زعيم.. أهم حاجة عندي إني أحمي التوك توك بتاعي من المطر!!». وتناولت اللوحات الكاريكاتيرية بالطبع رسومات عن الثورة المصرية وأسبابها، حيث خلصت الرسومات إلى أنها الفقر والجوع والقهر، كما تناولت الكثير من الرسومات الثورات في تونس واليمن وسوريا.

وشهد المعرض إقبالا كبيرا من المواطنين المصريين والعرب على حد سواء، الذين حرصوا على مشاهدة الرسومات الكاريكاتيرية والتقاط الصور التذكارية إلى جوارها، فيما قام الكثير من الباعة حاملي حلوى العيد كغزل البنات والفريسكا (وهي حلوى ينتشر بيعها على شواطئ الإسكندرية)، وكذلك باعة البالونات ولعب الأطفال بالتجمع لبيع بضائعهم للأطفال الذين وجدوا لمشاهدة المعرض مع أسرهم، وهو ما أضفى طابعا عائليا على معرض الثورة في أيام عيد الفطر.