وجها لوجه مع ثوار سوريا: إياد سمى ابنته درعا.. وعبد الله: سننتصر مثل تونس ومصر

داخل منزل آمن في حمص: شباب متحمسون ومطاردون من الأجهزة الأمنية

ناشطان داخل المنزل الآمن في حمص («نيويورك تايمز»)
TT

استغرقت الرحلة لدخول حمص؛ إلى منزل آمن فيها، عدة أيام، إذ سافرت مع مصور إلى بلدة وادي خالد اللبنانية، التي تقع على الحدود، حيث كان أشخاص يتصلون بآخرين، ولا يعطي أحدهم اسمه الحقيقي. ولأننا لا نحوز تأشيرات، كان عليهم أن ينقلونا عبر حدود يسهل النفاذ عبرها. وكانت هذه المرة الأولى التي أتحدث فيها إلى أحد المحتجين الشباب شخصيا منذ أن بدأت تغطيتي للانتفاضة السورية.

في المنزل الآمن في حمص المدينة المنتفضة تجاوزت الساعة الحادية عشرة صباحا، واستيقظ عبد الله أخيرا من نومه. كان عبد الله قد قضى الليلة الماضية مع أصدقائه في مناوشات مع الشرطة السرية السورية المعروفة باسم «المخابرات»، لم ينم عبد الله سوى ساعات قليلة، ومع ذلك رفع غطاء سريره وأخذ يكتب تفاصيل أعمالهم البطولية على جهاز كومبيوتر محمول معه. كانت المناوشات عنيفة واستمرت لعدة ساعات، حتى بعد أن رفع المؤذن أذان صلاة الفجر. صاح المحتجون: «لن نركع إلا لله». وردت المخابرات بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص. ووصف عبد الله هذه المصادمات بأنها كانت «ساخنة».

يعيش عبد الله، وهو مهندس كومبيوتر متدين يبلغ من العمر 26 عاما، مطاردا من الجهات الأمنية، وكان قد شارك في أولى التحركات الاحتجاجية في حمص في شهر مارس (آذار)، ومنذ ذلك الحين ظهر ضمن قرابة 12 قياديا في صفوف المقاومة الشبابية. وكشف إياد، وهو والد صغير السن أطلق على ابنته الصغيرة اسم درعا، عن ركبته اليمنى وعليها ضمادات بعد أن أصابتها رصاصة.

اما عبد الله فقال: «لقد انتصرت تونس وانتصرت مصر، وسننتصر أيضا. لا رجعة عما نحن فيه».

يقول إياد إن حياته قبل الثورة كانت مملة إلى درجة تثير الضيق، فقد حصل على شهادة في إدارة الأعمال والاقتصاد، لكن كانت فرص العمل نادرة. وكانت دوافع الثورة أكثر غموضا، حيث ضاق ذرعا بالإهانة ودعاية ماكينة الدولة الإعلامية والنفاق وأخيرا استطاع القيام بشيء ما حيال ذلك.