خسائر اقتصادية

علي المزيد

TT

هذا الأسبوع تنطلق الأعمال والمدارس في عالمنا العربي بعد عطلة عيد الفطر المبارك، هذا يخلق لدي شعورا بالخوف كلما تذكرت حركة الشوارع المزدحمة في عالمنا العربي مما يجعلنا نقضي ما يوازي نصف ساعات العمل في قيادة السيارة، وهو ما يهدر الوقت ويؤثر على الاقتصاد وجوانب أخwwرى غيره مثل البيئة.

ورغم أزلية المشكلة في عالمنا العربي فإن التحرك نحو حلها بطيء باستثناء دبي التي حلت المشكلة عبر المترو وعبر جسور ضايقت المدينة وقت إنشائها وأراحتها بعد انتهاء العمل بها، وبعض العواصم العربية نجد الحلول بها جزئية وغير كافية كما هو الحال مع القاهرة. وفي بعض العواصم نجد الحل منعدما كما هو الحال في العاصمة السعودية الرياض، والتي تتوقع دراسة صادرة عن لجنة النقل أن تكون سرعة السيارات بها 20 كيلومترا بعد 18 عاما، ومع هذا لم تتحرك الجهات المعنية لمجابهة المشكلة رغم أن النقل العام يوفر حركة السيارات ويقلل الزحام في الشوارع، وقد كنت في أستراليا هذا الصيف وقد رأيت الحافلات وقد كتب عليها في حالة امتلاء الحافلة فإن ذلك سيحد من تحرك 40 سيارة.

في الرياض كان هناك نقل جماعي فردي، وقد كان يؤدي خدمة للناس بشكل جيد ومع إنشاء شركة النقل الجماعي أعطيت الشركة الامتياز ولكنها أخفقت في ذلك ولم يتم السماح للأفراد بمزاولة الأفراد للمهنة!!! رغم حاجة الناس للنقل العام، ومنع المرور استخدام السيارات من موديل 80 فما دون، ولا أعرف كيف سيتصرف الفقير؟.

المهم أن الدراسة تشير إلى أن النقل العام بشقيه القطارات والحافلات يوفران 450 ألف وظيفة في مدينة الرياض ويقللان عدد رحلات السيارات من 6.5 مليون رحلة حاليا إلى 2.2 مليون رحلة بوجود النقل. ويتلافى 13.5 ألف حادث سنويا، ولا يخفى عليكم خسائر الحوادث من الأرواح والأموال ويوفر 800 ألف ساعة مهدرة على شبكات الطرق، ويوفر 5.4 مليار ريال من تكلفة الرحلات سنويا وسيوفر أكثر من 620 مليون لتر وقود، وقد قمت بذكر أهم أرقام الدراسة ومميزاتها الاقتصادية التي يعرفها الجميع، ومع ذلك لم يتحركوا لإيجاد شبكة نقل عامة في العاصمة السعودية الرياض.

* كاتب ومحلل مالي