كاسانو يقترب بالمنتخب الإيطالي من نهائيات يورو 2012

ينتزع 3 نقاط مهمة من جزر الفارو بهدف «مشكوك في صحته»

TT

بهدف دون رد سجله أنطونيو كاسانو، مهاجم الميلان والمنتخب الإيطالي (الآزوري)، في الدقيقة 11 من الشوط الأول، فاز المنتخب الإيطالي على مضيفه جزر الفارو في المباراة التي جمعت بينهما في إطار المجموعة الثالثة من التصفيات المؤهلة إلى بطولة أمم أوروبا 2012. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد الآزوري إلى 19 نقطة ليتصدر مجموعته، لكن المنتخب الإيطالي لم يقدم في هذا اللقاء الأداء المنتظر؛ حيث لعب بشكل جيد لمدة ربع ساعة فحسب أحرز خلاله كاسانو الهدف «المشكوك في صحته»، الذي يعادل 3 نقاط وكفى. فرسالة السعادة التي كنا نبحث عنها لنقدمها إلى كرة القدم الإيطالية التي شهدت مؤخرا حالة من الإضراب لم تصل في هذا اليوم؛ بل إن الآزوري لم يتمكن من الفوز على لاعبي جزر الفارو (نصف المحترفين) سوى بهدف أنطونيو الذي جاء من تسلل. وقد كان تشيزاري برانديللي، مدرب المنتخب الإيطالي، واضحا وأمينا في تعقيبه على نتيجة اللقاء؛ حيث صرح قائلا: «لقد اتسم أداؤنا بالبطء الشديد، وكان يتعين علينا أن نكون أكثر واقعية من بداية المباراة والبحث عن إنهاء اللقاء سريعا، لو كنا تمكنا من تسجيل هدفين أو 3 أهداف في بداية اللقاء، نظرا لأننا انطلقنا بشكل جيد، كانت المباراة ستختلف». لكن حدث عكس ذلك. ويتابع برانديللي: «لكننا، على العكس، أخطأنا في إنهاء الكثير من الهجمات. وعند هذا الحد فقدنا التنظيم والتمريرات المهمة والمتقنة والكرات التي تغير التوازنات، كان ينبغي علينا لعب الكرة أكثر عمقا». وغاب أيضا عن الآزوري القدرة على جعل الفريق المنافس لا يتقدم نحو مرمى جيجي بوفون: «من الوارد أن يتعرض الفريق إلى هجمات مرتدة عن طريق الخصم، الأمر الذي قد يثير مخاوف قديمة، لكن التاريخ يقول لنا: الفرق الأكثر ضعفا من الممكن أيضا أن تحقق الفوز، لا سيما في مثل هذه الفترة من العام، فإذا كنت لا تتحرك بالسرعة المطلوبة لن يكون من السهل عليك الإحساس بالإيقاع السليم للمباريات حتى إن كانت الحالة البدنية العامة للفريق جيدة، ولهذا السبب كنا أكثر إجهادا في الشوط الثاني، بينما كان الخصم يركض ويركض كثيرا».

«وإلى هذا الحد كنا في حاجة إلى الركض في الوقت الذي كانت فيه الكرة تتحرك ببطء نتيجة أرضية الملعب؛ لأنها لم تكن أرض إيطاليا المعتادة». ويواصل مدرب الآزوري تصريحاته بعد اللقاء: «عندما يشعر اللاعبون أنهم لا يتمتعون بأقصى درجات اللياقة البدنية يحاولون اكتساب الثقة بعض الشيء من خلال الاستحواذ على الكرة، غير أن هذا الأمر بالنسبة إلينا كان عقيما دون فائدة. وهذا أيضا راجع إلى الأرضية التي كنا نلعب عليها، التي جعلتنا أكثر ثقلا، ولم تقدم إلينا يد العون». فقد أثرت أرضية الملعب على محاولات كاسانو وروسي لإيجاد لغة التفاهم بينهما: «لقد حاولا كثيرا ولكن على أرض مثل هذه ربما يكون من الأفضل الاعتماد على قليل من الإبداع وكثير من الواقعية والعملية، لقد كان ذلك أحد الأخطاء الكثيرة الصغيرة في قراءة هذه المباراة».

لقد قام برانديللي بالدفع بالمهاجم بالوتيللي في الدقيقة 40 من الشوط الثاني بدلا من كاسانو، وبهذا الصدد أوضح تشيزاري قائلا: «أجل، ربما كان بإمكاني الدفع بالمهاجم بالوتيللي من بداية اللقاء، لقد فكرت في هذا الأمر بعض الشيء، غير أن كاسانو وباتسيني يعرفان بعضهما جيدا وفي مرحلة نضوج كروي وكنت أضع أملي فيهما، ثم من السهل للغاية الحديث كثيرا وأنت خارج الملعب، لكن داخله يكون الأمر مختلفا». والآن يستعد المنتخب الإيطالي لمواجهة نظيره السلوفيني يوم الثلاثاء المقبل في إطار التصفيات نفسها: «ضمان التأهل إلى أمم أوروبا في اللقاء المقبل في فلورنسا سيكون أمرا ساحرا، إنه حلم صغير يتحقق، لا سيما بالنسبة إلي».

في الإطار نفسه صرح جيجي بوفون، حارس مرمى الآزوري واليوفي، عقب اللقاء قائلا: «الأمر الجيد في اللقاء هو حصولنا على الـ3 نقاط، إنها خطوة كبيرة للأمام نحو ضمان التأهل إلى أمم أوروبا، لقد كانت مباراتنا اليوم أشبه بآخر لقاء لعبناه على هذه الأرض (حيث فاز المنتخب الإيطالي 2 - 1 بصعوبة بالغة). لقد أتيحت لنا الكثير من الفرص ثم بعدها ظهرت المعاناة. إذا لم نكن ننجح في المعاناة لما كنا نحن».. وهذا ما أكده أيضا رفيقه كيلليني، مدافع المنتخب الإيطالي ويوفنتوس: «كان ينبغي علينا إحراز الهدف الثاني لنصبح أكثر هدوءا، لأن الخديعة دائما ما تكون قريبة في مثل هذه المباريات. على أي حال، لقد بات تأهلنا إلى أمم أوروبا 2012 تقريبا محسوما، ونأمل أن نحتفل رسميا بهذا الأمر في فلورنسا يوم الثلاثاء المقبل، لكن علينا أن نقدم مباراة كبيرة، ينبغي أن نتحسن على مستوى الاستمرارية في الأداء». وأضاف دي روسي، لاعب وسط الآزوري وفريق روما: «لقد حصلنا على الـ3 نقاط، تراجعنا خطوة عن أدائنا أمام إسبانيا، أحيانا يكون اللعب أمام المنتخبات الكبيرة أكثر سهولة، لقد كانت مباراتنا اليوم (أمس) أشبه بالفخ وعلى ملعب صعب، ينبغي علينا الآن التركيز في حسم مسألة التأهل إلى بطولة أمم أوروبا».

على الجانب الآخر، لم يجد مدرب منتخب جزر الفارو، بريان كير، أي داعٍ لتوجيه الاتهامات أو الهجوم على هدف كاسانو (المشكوك في صحته)، بل صرح قائلا: «لقد كان هذا اللقاء تجربة رائعة قدمها لاعبو فريقي وأظهر مدى التقدم الذي أحرزناه خلال آخر موسمين، لا سيما من ناحية تنظيم اللعب، على الرغم من أن اختلاف المستوى الفني في مباراة اليوم كان واضحا».

أرقام 7: عدد الأهداف التي سجلها أنطونيو كاسانو بقميص الآزوري حتى الآن.

25: عدد مشاركات كاسانو مع المنتخب الإيطالي حتى هذا اللقاء.

1: عدد المرات التي حمل فيها أنطونيو كاسانو شارة قيادة المنتخب الإيطالي، كان ذلك في مباراة الآزوري الودية أمام إسبانيا خلال الشهر الفائت.