جماهير الميلان: دوري الأبطال من دون انزاغي مثل الغروب بلا شمس

المهاجم المخضرم يفكر في الرحيل عن الفريق بعد استبعاده من القائمة الدولية

TT

ثمة مفارقة عجيبة في الأمر، ولكن اليوم التالي لإعلان ماسيمليانو أليغري، مدرب الميلان، استبعاد المخضرم فيليبو انزاغي من القائمة المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا يحمل قاسما مشتركا مع اليوم الذي تلا إحراز المهاجم هدفه رقم 70 في البطولات الأوروبية. فقد استيقظ انزاغي أول من أمس على استقبال هاتفه الجوال الكثير من الرسائل النصية القصيرة، ولكنها هذه المرة لا تشتمل على كلمات تهان بل تحمل عبارات المواساة في خيبة الأمل هذه. فلقد تم استبعاد الملك من قائمة دوري الأبطال ولم يستطع من يشجع فريق الميلان الاستسلام إلى فكرة عدم رؤية فيليبو وهو يسجل في هذا المحفل الدولي ويحتفل بالأهداف. وهكذا، بالإضافة إلى الرسائل التي وردت إلى هاتف انزاغي الجوال، عبر الكثير من جماهير الميلان عن استيائهم من هذا القرار من خلال مدونات وصفحات ومنتديات موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». فقد كتبت صفحة نادي عشاق الميلان تعقيبا على هذا الأمر: «دوري الأبطال دون وجود انزاغي مثل الغروب دون شمس». وهناك من تحدث عن هذا القرار بوصفه نوعا من نكران الجميل نحو من صنع تاريخ الميلان وآخر رأى أنه قرار قاس. ويكفي النظر إلى نتيجة استطلاع الرأي الذي قامت به «لا غازيتا ديللو سبورت» لإدراك إلى أي جانب تقف جماهير الميلان. فقد طرحت الجريدة سؤالا جاء فيه: «هل أليغري أحسن الفعل باستبعاد فيليبو من قائمة الميلان الدولية؟». وجاءت النسبة على النحو التالي (64% لا».

لقد سبق قرار أليغري، في الواقع، بالكثير من المعاناة. فقد كان ماسيمليانو متحيرا حتى اللحظة الأخيرة بين مكسيس وانزاغي. لقد ظل مدرب الميلان أسير هذه الحيرة الصعبة طوال مباراة الفريق الودية في كومو، ثم بعدها انفرد أليغري بالسيد غالياني، نائب رئيس الميلان، وأبلغه بالقرار. وبعدها قام الاثنان (ماسيمليانو وغالياني) بالاتصال بالمخضرم فيليبو لإخباره بالأمر. أيضا الفرنسي مكسيس، لاعب روما والمنتقل هذا الصيف إلى صفوف الميلان، قادم من تدخل جراحي في الرباط الصليبي. ومن المفترض أن يعود الفرنسي إلى المشاركة مع الفريق في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وعليه فلن يخوض، على الأقل، 3 من مباريات جولة الميلان المقبلة في بطولة دوري أبطال أوروبا. إذن، لماذا تم اختيار مكسيس وليس انزاغي والتخلي عن فكرة وجود مهاجم إضافي في الفريق؟ من المحتمل أن أليغري اعتمد أيضا في تقييماته على لياقة فيليبو البدنية والذي لم يشارك خلال الـ10 أشهر الأخيرة، حيث تعرض لقطع في الرباط الصليبي في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، سوى في 3 لقاءات فحسب وإنه يتدرب قليلا مع الفريق. والآن أيضا يعاني المهاجم الإيطالي من إصابة عضلية في ربلة الساق اليسرى والتي سيبتعد بسببها عن المشاركة مع فريقه لمدة 10 أيام أخرى. ولكن فيليبو يشكل جزءا من نخبة اللاعبين الذين بإمكانهم تغيير نتيجة المباريات في دقائق قليلة. وإذا ما نظرنا إلى الموسم الفائت سنجد أن: انزاغي لعب 48 دقيقة فحسب في بطولة دوري الأبطال ولكنه استطاع خلالها أن يسجل هدفين في شباك ريال مدريد الإسباني. ثم إن انزاغي يحظى بمهارة أخرى وهي أنه ليس في حاجة لأن يكون بكامل لياقته حتى يكون مفيدا للفريق. وبالنسبة إلى فيليبو لا تمثل أي قيمة تلك الأحاديث التقليدية مثل: «ليس بإمكانه خوض الـ90 دقيقة كاملة». فانزاغي يسجل الأهداف سواء كان بحالة بدنية جيدة أو سيئة، وهذا ما يرويه التاريخ. ومن أجل ذلك لا تستطيع جماهير الميلان استيعاب فكرة استبعاد اللاعب رغم إدراكها بعدم جاهزيته للمشاركة.

اختار فيليبو أول من أمس التزام الصمت والتواجد وسط عائلته وفضل عدم التركيز في هذا الحدث. وابتداء من غد سيعود مهاجم الميلان إلى التدريب، فالاستسلام كلمة غير موجودة في قاموس مصطلحات انزاغي الذي لا تزال لديه الرغبة في المشاركة في بطولة دوري الأبطال. الأمر الذي ربما يدفعه للرحيل عن الميلان في فترة سوق الانتقالات الشتوية في يناير (كانون الثاني) المقبل. فالاستبعاد من قائمة الميلان الدولية حاليا يمنحه إمكانية المشاركة مع أي فريق آخر في البطولات الأوروبية لهذا الموسم.