مدربون وطنيون يوجهون رسالة لريكارد: أعد حساباتك وافحص خط الهجوم بالمجهر

قالوا إن التعادل أمام عمان «منطقي» تبعا لقصر فترة الإعداد وغياب «التجريبيات»

TT

أجمع المدربون الوطنيون السعوديون على أن التعادل السلبي الذي خرج به المنتخب السعودي الأول لكرة القدم أمام نظيره المنتخب العماني في أولى مواجهات المنتخبين في المجموعة الرابعة ضمن تصفيات المرحلة الثالثة الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل يعد «نتيجة عادلة بين المنتخبين»، مرجعين سبب ظهور الأخضر بمستوى متوسط إلى قصر فترة الإعداد التي لم يتخللها خوض أي مباراة تجريبية، مما كان له دور كبير ومؤثر في عدم توظيف قدرات اللاعبين، خاصة في خط الهجوم الذي كان عقيما في معظم مجريات المباراة.

وطالب الخبراء الفنيون المدرب الهولندي فرانك ريكارد بإعادة النظر في تشكيلة المنتخب التي سيختارها في المواجهة المرتقبة التي ستجمعه بالمنتخب الأسترالي بعد غد الثلاثاء، وبالتحديد منطقة خط الوسط؛ حيث يرى البعض أن مشاركة أحمد عطيف منذ بداية المباراة ضرورية ومهمة، لما يملكه هذا اللاعب من خبرة وإمكانات فنية تؤكد قدرته على تفعيل وسط الميدان.

وكانت البداية مع المدرب الوطني محمد الخراشي، الذي أكد أن «التعادل الذي خرج به المنتخب السعودي أمام نظيره العماني يعتبر نتيجة مرضية للمتابعين، وإن كنا نطمح إلى الفوز، لكن يجب أن نكون على قناعة تامة بأن قصر فترة الإعداد وعدم خوض أي مباريات تجريبية، بالإضافة لظروف اللاعبين المصابين الذين تم استبعادهم في آخر لحظة، جميعها عوامل كان لها دور كبير ومؤثر فيما قدمه الأخضر، إلى جانب أن المنتخب العماني تطور كثيرا وأصبح من المنتخبات القوية، فمن خلال مجريات المواجهة كان المنتخب السعودي يفتقد الانسجام؛ حيث كان بحاجة للعب مباريات تجريبية في الفترة الماضية حتى يتعرف المدرب الهولندي فرانك ريكارد على اللاعبين بشكل أفضل، كونه مدربا جديدا».

وفيما يخص التغييرات التي أجراها المدرب، قال: «إنها منطقية وواقعية، لكنه يحتاج إلى فترة كافية للوقوف على مستوى اللاعبين الذين أتمنى منهم مضاعفة مجهودهم وعطائهم في اللقاءات المقبلة، وهم قادرون على ذلك، لما يملكونه من قدرات وإمكانات فنية عالية، فأنا لديَّ الثقة أنهم قادرون على تقديم مستوى أفضل مما شاهدناه في مباراة عمان بمراحل».

وأضاف الخراشي: يجب أن نحرص في المباراة المقبلة أمام أستراليا على تلافي هذه السلبيات؛ فأنا تابعت مباراة أستراليا وتايلاند، وفي الحقيقة تعتبر المباراة من المواجهات القوية؛ حيث يملك المنتخبان مجموعة من العناصر التي تمتلك الإمكانات والمهارات الفردية العالية.

من جهته، قال المدرب الوطني خليل المصري إنه كان يعرف أن المباراة ستكون صعبة على المنتخب السعودي، على الرغم من أنه قدم مستوى جيدا في أغلب مجريات اللقاء، ولربما فترة الإعداد كان لها دور كبير في ظهور الأخضر بمستوى متوسط، بدليل أن المنتخب كان مستواه متفاوتا؛ فتجده في بعض أوقات المباراة مسيطرا ومن ثم فجأة تجده يسلم زمام الأمور للمنتخب العماني، ويجب أن نمنح المدرب الهولندي ريكارد حقه؛ إذ إنه أجاد اللعب بتوازن، وأعتقد أن طريقة اللعب التي انتهجها تعتبر مميزة، ولكن ما أستغربه خط الهجوم الذي كان غائبا تماما في المباراة ولم نشاهد منه أي تحركات مع الكرة أو من دونها، فلم نشاهد أي كرات من الثنائي ياسر القحطاني وناصر الشمراني تفيد اللاعبين الذين يأتون للهجوم من الخلف.

كما كانت التغييرات التي أجراها ريكارد جيدة نوعا ما، وإن كنت أخالفه في تبديل معتز الموسى؛ حيث كان من المفترض استبدال تيسير الجاسم الذي لم يكن في مستواه المعهود، كما كان دخول أحمد عطيف في المواجهة إضافة كبيرة في خط الوسط؛ فأنا كنت أتمنى مشاركته منذ البداية؛ حيث وضحت خبرة اللاعب وتمريراته المتقنة ودوره الدفاعي الجيد، وأتوقع أنه سيلعب في المباراة المقبلة منذ البداية، أيضا شدني أداء اللاعب عبد العزيز الدوسري الذي كان له دور فعال من خلال تحركاته ومهاراته الرائعة وثقته في نفسه، ومن يتابعه لا يظن أنه لاعب صغير بالسن، 21 عاما، بل كأنه من اللاعبين الكبار الذين يملكون خبرة طويلة في الملاعب، وهو يستحق نجومية المباراة بلا شك.

في المقابل، الخطوط الخلفية الدفاعية تحسن أداؤها، وإن كان عبد الله الزوري يحتاج إلى إعادة حساباته كونه أقل المدافعين مستوى، وفي المجمل يمكن القول إن المباراة كانت من جانب الأخضر جيدة، قياسا بالظروف التي واجهته في مرحلة إعداده، وأعتقد أن النتيجة عادلة بين المنتخبين.

من جانبه، ذكر المدرب الوطني فؤاد أنور أن ترسبات النتائج السلبية التي صاحبت الكرة السعودية في نهائيات كأس آسيا الأخيرة ما زالت عالقة بالمنتخب واللاعبين، كما أنني سبق أن تحدثت عن أن المباراة الأولى دائما ما تكون قوية وصعبة، وهذا ما حصل؛ فالمنتخب العماني قوي ويملك مجموعة متجانسة، ولا ننسى أنه يلعب على أرضه وبين جماهيره، إضافة إلى ذلك المدرب الهولندي فرانك ريكارد مدرب جديد وهو بحاجة إلى فترة من الوقت، ومن خلال متابعتي لمجريات المباراة ما زال الهجوم السعودي يواصل غيابه سواء على مستوى الدوري أو المنتخب، خاصة في المشاركات الأخيرة، فلم نشاهد أي تفاعل أو تحرك من قبل ياسر القحطاني أو ناصر الشمراني أو حتى نايف هزازي بعد دخوله، وكنت أتمنى من المدرب إشراك أحمد عطيف في منطقة الوسط في التشكيلة الأساسية، فهو يلعب منذ فترة طويلة مع المنتخب وقدم مستويات جيدة، أيضا يفترض على المدرب إجراء تغيير مع بداية الشوط الثاني؛ حيث شاهدنا تيسير الجاسم غير موجود في وسط الميدان بالشكل الذي نعرفه عنه.

ورأينا عودة الانسجام من جديد لخط الدفاع؛ حيث تلاشت الأخطاء السابقة، وكان نجم المباراة بوجهة نظري الحارس حسن العتيبي الذي أجاد التمركز في مرماه وأنقذ الكثير من الفرص.. عموما المباراة كانت متكافئة وحصل الأخضر على عدة فرص لم يتعامل معها بالشكل الصحيح، والأخضر قدم مستوى مقنعا، خاصة أنه يلعب خارج أرضه.

وبالنسبة للتبديلات، أعتقد أن المدرب تعامل معها بشكل رائع وإيجابي من خلال إشراكه نايف هزازي كرأس حربة واستغنائه عن القحطاني والشمراني مع دخول يحيى الشهري لتكثيف منطقة الوسط؛ إذ إنه شعر أن المباراة في طريقها للتعادل، وبالتالي عندما يكون لديك هذا الإحساس لا بد أن تمتلك وسط الميدان حتى تستطيع المحافظة على النتيجة، وأعتقد أن مجموعتنا، قياسا بالمستوى الذي قدمه كل من منتخبي أستراليا وتايلاند، تعتبر قوية وصعبة، فالمنتخب التايلاندي كاد يحرج المنتخب الأسترالي على أرضه وبين جماهيره لولا خبرة لاعبي الأخير في آخر نصف ساعة؛ لذلك لا بد من مضاعفة المجهود والعمل على تحقيق النقاط الـ3، خاصة في المباراة المقبلة أمام المنتخب الأسترالي.

إلى ذلك، أشار لاعب المنتخب السعودي السابق صالح الداود إلى أن نتيجة التعادل تعتبر منطقية، والمستوى الذي قدمه المنتخب السعودي كان معقولا، خصوصا أنها أول مباراة رسمية للمدرب الهولندي فرانك ريكارد، وإن كانت هناك بعض الملاحظات، خصوصا في الـ20 دقيقة الأولى؛ حيث وضح الارتباك في خط الهجوم على أرض الملعب نتيجة لأدوار شاهدتها من قبل ناصر وياسر لم يكن لهما أي حضور، وكانا يفكران في الأدوار الدفاعية قبل الهجومية، والطريقة الجديدة التي انتهجها المدرب كان من المتوقع أن يحدث فيها بعض الأخطاء، ولكن في الوقت نفسه الأخضر استطاع العودة إلى أجواء المباراة، وبدأ يقاسم المنتخب العماني السيطرة وهدد مرماه أكثر من مرة.

وأضاف: هذا الشيء متوقع، كما ذكرت سابقا، ومن خلال مشاهدتي الـ90 دقيقة كان بالإمكان وضع المبررات، كون المنهجية التي انتهجها المدرب ريكارد جديدة، وكان واضحا أن اللاعبين لم يحفظوا أدوارهم بشكل جيد حتى الآن، وإن كان هناك بعض اللاعبين الذين قاموا بجهد كبير كعبد العزيز الدوسري الذي قام بدور كبير على أرضية الملعب، على الرغم من أن هذه الطريقة لم تشكل فائدة للاعب، بل تميزه بالمهارة هو من جعله يتفوق على نفسه وعلى زملائه، واستطاع بالمجهود الفردي تهديد المرمى العماني غير مرة.