بعد غيابه عن احتفالات الشرقية.. نصير شمة: متشددون اعتقدوا أني مغن والسعوديون أكبر جمهوري

دعا جمهوره للكف عن أي إساءة قائلا: أنا أقدر كثيرا شعبنا العزيز في السعودية

TT

في حين تلتزم شركة «أرامكو»، الصمت بشأن غياب أو (تغييب) عازف العود العراقي نصير شمة، الذي أعلن مسبقا عن مشاركته في الفعاليات (النوعية) التي نظمتها «أرامكو» هذا العام، والتي بدت كأنها (بروفة) لدور مركزها الثقافي العتيد (مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي)، فإن الموسيقار المعروف جزم بأن غيابه يعود لضغوط مارسها ناقمون على الموسيقى لأنهم «اعتقدوا أني مغن» حسبما ذكر مساء أول من أمس.

وقال شمة إنه يقدر الجمهور السعودي، الذي يعتبر أكبر جمهور عربي يتابع أعماله الموسيقية.

وكانت شائعات راجت أن سبب غياب شمة يعود لضغوط مارسها «متشددون»، إلا أن نصير ذكر أولا أن إلغاء حفلاته في الظهران يعود «لعدم استكمال إجراءات السفر»، لكنه مع تصاعد الاستفسارات ذكر على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي ««فيس بوك»» أن من سماهم بالمتشددين مارسوا ضغوطات لمنعه من المشاركة لأنهم «اعتقدوا أني مغن».

وقال نصير: «لم أشأ أن يتطور موضوع سفري للسعودية بهذا الشكل بما أني زرت الوطن العربي كله عدا بلد واحد أو اثنين وكل أوروبا وأميركا وكندا، كنت متلهفا للقاء جمهور يتابع عملي منذ سنين، وحقيقة فرحت لحسن التنظيم ودقة القائمين على الثقافة في (أرامكو) وحرصهم باحتراف على كل صغيرة وكبيرة، لكن ربما المتشددون اعتقدوا أني مغن كما قرأت وما حصل لم يزل محيرا».

وقال شمة، الذي جوبه بعاصفة من الاستفسارات من قبل جمهوره، وبينهم عدد كبير من السعوديين: «أنا أقدر كثيرا شعبنا العزيز بالسعودية دون محاباة، لأني كل ما أتذكره منهم هو التقدير العميق، والمحبة، والمتابعة، وأذكر في كل مكان أن الجمهور السعودي يشكل أكبر جمهور لي عبر النت بعد الولايات المتحدة الأميركية، وهذه إحصاءات تأتيني من قبرص حول موقعي الإلكتروني».

وقال شمة: «هذا الموقف أكد لنا أن الحوار حتى مع المتشددين لا بد أن يحتكم للعقل بما أنهم أصبحوا يتدخلون في كل شيء ويكفرون ويزكون الناس حسب منطقهم». وعلى مدى يومين، أول من أمس، وأمس، اشتغل نصير شمة، في تهدئة خواطر جمهوره الذين اعترضوا على غيابه، واضعا حدا لكل من يحاول أن يعبر عن غضبه بطريقة مسيئة، وكتب نصير لهم «أخلاق المؤمن لن تسمح له أن يستغيب الناس لأي سبب كان.. أنا فخور بالمثقف السعودي الذي وقف في وجه الظلام»، وقال «لا نريد فتنة، بل احترام حق الآخر بما يريد دون ضرر، والحق ليس مع المتشددين الحق مع المؤمن الحقيقي الذي يسلم الناس من يده ولسانه».

وقال «أطلب من أصدقائي التخلي تماما عن أي ألفاظ تجرح الآخرين خصوصا على صفحتي، نحن نناقش موضوعا ليس له علاقة بشعب أو بدولة بل بمجموعة متشددة».

وكانت شركة «أرامكو» دخلت هذا العام على خط تنظيم الفعاليات في الصيف وشهر رمضان، وإجازة العيد، وأرادت لأمسية نصير شمة أن تكون محاورة رمزية بين الثقافة العربية والثقافة الغربية، يؤدي من خلالها الموسيقار نصير شمة، وعازف الغيتار الإسباني كارلوس بينانا، أمسية موسيقية استثنائية عالمية.

من جانبها، لم توضح «أرامكو» سبب غياب نصير شمة، رغم حضور عازف الغيتار الإسباني كارلوس بينانا، الذي أقيمت له أمسيات موسيقية منفردة. ويتوقع أن حملة إلكترونية مارسها معارضون للموسيقى أدت لتغييب نصير شمة عن حضور الفعاليات.

وأقامت «أرامكو» مخيما متكامل الخدمات في الظهران، وحشدت عددا نوعيا من الفعاليات الثقافية، والمسرحية، والبصرية، والتشكيلية، والفوتوغرافية، وفن المنمنمات، مع عشرات من ورش العمل التطبيقية، وبدت هذه الفعاليات جزءا من منظومة البرامج التي يتوقع أن يقدمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، إحدى مبادرات «أرامكو» السعودية، والذي يقع بجوار معرض الشركة في الظهران، ويتبوأ موقعا مميزا على قبة الدمام، وهو الموقع الجيولوجي التاريخي الذي تم اكتشاف البترول فيه لأول مرة في المملكة بكميات تجارية عام 1938. ومن المقرر استكمال المشروع، الذي من المتوقع أن يكون أحد المعالم المعمارية في القرن الحادي والعشرين بنهاية عام 2012.