المطاعم تضرب بقرار منع العمل بعد الثانية صباحا عرض الحائط

يتظاهر بعضها بإغلاق الإضاءات وتنظيف الطاولات.. وهي تعمل بالخفاء

تتظاهر بعض المطاعم بأنها تغلق أبوابها في الثانية صباحا.. بينما تستمر في العمل بعد ذلك التوقيت («الشرق الأوسط»)
TT

جذبت عدد من المطاعم والمقاهي المتواجدة في العاصمة السعودية الرياض زبائنها، ليس عن طريق طرح عدد من الوجبات التي يفضلونها، أو تحديثها، بل في استمرارية عدم إغلاقها، ويتأتى ذلك بعدم إغلاقها بعد الساعة 2 صباحا، في الوقت الذي نص عليه قرار سابق.

وعند قيامك في جولة في شوارع الرياض تجد إقبالا كثيفا على مطاعم الوجبات السريعة يأتي خلال الساعات التي تسبق وقت إغلاقها، ويرى خبراء في هذا أنه يأتي امتدادا للعادة التي اتخذها الأفراد السعوديون في الشراء والتبضع عموما في وقت متأخر.

ويصاحب هذا القدوم المتأخر إلى المطاعم تكدس عدد من الطلبات في تلك المطاعم، مع إفراز عدم الالتزام بوقت الإغلاق، وهو ما يثير تساؤلات حول جدلية إغلاق المطاعم والمقاهي عند الساعة الـ2 صباحا.

وبالعودة إلى مطاعم الوجبات السريعة في وقت العيد، فقد عوضت الأخيرة فترة انحسار مبيعاتها في وقت شهر رمضان المبارك، وتحول الأسر السعودية إلى تناول الأكلات في منازلهم، باستمرارية عدم إغلاقها إلى ما بعد الساعة الـ2 صباحا، وهذا رآه بعض المواطنين أمرا هاما نظرا إلى أهمية وجود تلك الوجبات السريعة مع محدودية الأكل في البيت نظرا لأداء واجب العيد.

في مقابل ذلك، واجهت عدد من مطاعم الوجبات السريعة عدم الحزم بوقت الإغلاق، بإطفاء إضاءتها تحسبا لتواجد عدد من دوريات الأمن التي تتجول عليها، وتحولها إلى استقبال تلك الطلبات إما تخفيا، أو عن طريق التوصيل إلى المنازل، مع اشتراط إغلاق أنوار سيارات الذين يطلبون من تلك المطاعم.

يذكر أن الغرفة التجارية الصناعية بالرياض أقرت تمديد فترة إغلاق جميع المطاعم داخل المدينة من الثانية عشرة ليلا وحتى الثانية صباحا، وذلك وفقا لخطاب إمارة منطقة الرياض الذي تلقته الغرفة بشأن وقت إغلاق المطاعم.

وقال يوسف بن فيصل أحد الذين التقتهم «الشرق الأوسط» أثناء طلبهم من سلسلة مطاعم شهيرة في الرياض وهي التي تتخذ من إغلاق إضاءات محلاتها خفية مخرجا لها إنه اعتاد خلال فترة العيد الطلب من هذا المطعم، معللا ذلك بعدم طبخ أسرته الأكل في المنزل، وذلك لأداء واجب العيد.

وأضاف بن فيصل أنه يقدم إلى هذا المطعم وهو قد أجرى اتصالا هاتفيا به، وقد طلب منه المطعم أن يغلق أنوار سيارته، وهو ما يتبعه في كل الأيام المنصرمة.

وأشار بن فيصل إلى أن عددا من مطاعم الوجبات السريعة أخذت معيار قدوم دوريات الأمن إلى المطعم لإغلاقها دونما التزام بالوقت المحدد لذلك، واستند في حديثه إلى وجود تلك المطاعم في أماكن مجاورة من منزله.

وتابع: «أطلب طيلة 4 أيام الماضية من مطعم مشهور متخصص بالوجبات السريعة، وذلك عن طريق الاتصال الهاتفي عليه ما بعد الساعة 2 صباحا على أن يطلب مني في المقابل إغلاق إضاءات السيارة والبقاء في السيارة دون النزول منها، إلى حين مجيء الطلب إلى سيارتي، ويطلب مني على عكس العادة أن أتسلم الطلب ثم الدفع».

يذكر أن غرفة الرياض أكدت أن تمديد الوقت في رمضان سيمتد حتى أذان الفجر شريطة الالتزام في كلا الحالتين بالضوابط الأمنية، مشيرة إلى أنه سبق للجنة المطاعم المنبثقة عن اللجنة السياحية بغرفة الرياض تداول ما يعانيه أصحاب المطاعم والوجبات السريعة بسبب الإغلاق الساعة الثانية عشرة ليلا.

وبين متعاملون في السوق المحلية أن القرار بتمديد فترة إغلاق المطاعم سيرجع الحيوية لقطاع المطاعم والمقاهي «الكوفي شوب»، لأنها فقدت ما يقارب 25% من مبيعاتها في الفترة السابقة والتي تلزم المطاعم الإغلاق عند الثانية عشرة ليلا، كما تحدثوا عن أن فترة المساء تشكل من 60 إلى 70% من مبيعات المطاعم والمقاهي، في ظل خروج أغلب الزبائن في وقت الليل، لارتباط كل الشرائح المستهدفة بالأعمال أو الدراسة في فترات الصباح أو الظهر، مما يركز استهداف تلك الشرائح في الفترة المسائية.

وكان قد صدر قرار عام 2008 يلزم المقاهي والمطاعم بالإغلاق في الساعة 12 ليلا، عدا بعض المحلات والمراكز المصرح لها، حيث شرعت الأجهزة الأمنية في تطبيق قرار إغلاق جميع المحلات التجارية بعد منتصف الليل.