العيدروس.. تتصدر أجندة الأماكن الترفيهية للأسر السعودية

تستقطب مئات الأسر.. وتحظى باهتمام لافت من وسائل الإعلام الأجنبية

TT

كعادتها السنوية حظيت ملاهي العيدروس، بالمنطقة التاريخية في مدينة جدة، بحضور جماهيري كبير خلال الأيام الماضية من مختلف سكان وزوار عروس البحر الأحمر، فعلى الرغم من قدمها فإن هناك المئات من الزوار الذين يشتاقون إليها مثلما تنتظر هي ملاقاتهم في أبهى زينتها.

فقد تصدرت العيدروس أجندة الأماكن الترفيهية للأسر في السعودية، إضافة إلى زوار مدينة جدة، مسترجعين بذلك ذكرياتهم أيام الطفولة، فشهد فناء المنطقة التاريخية التي تحتضن الملاهي الشعبية القديمة حضورا لافتا، كما تهيأت العيدروس لملاقاتهم ككل عيد، فنصبت المراجيح الخشبية والألعاب الحديدية، وتزينت العربات المتحركة التي تجرها الخيول وأضيئت بأنوار الزينة، الأمر الذي يعني أن العيدروس لم تفقد بريقها المضيء مطلقا أمام الألعاب الحديثة والعالمية التي تعمل وفق الطاقة الكهربائية.

ويقصد الأهالي ملاهي العيدروس بعد صلاة العيد مباشرة مع أطفالهم بهدف الاستمتاع بالأجواء التراثية التي تفتقدها المدن الحديثة، ومظاهر الفرح البسيطة كالألعاب الشعبية ورقصات المزمار وحلويات العيد التراثية، إضافة إلى الأهازيج التي يتغنى بها مشغلو هذه الألعاب، التي تضيف متعة أخرى إلى متعة اللعب والتسلية في ذلك المكان.

يقول خالد عبد القادر، أحد سكان مدينة جدة: إن عراقة هذه المنطقة والملاهي الشعبية، إضافة إلى بساطتها ومناسبتها لجميع الطبقات، لا سيما ذوي الدخل المحدود، تجعلنا نحرص على زيارتها، كما أننا نستمتع بأكبر وقت ممكن وسط الأحياء التاريخية التي يحرص العاملون عليها على الاهتمام بها، فتأخذنا إلى عالم آخر، حيث تاريخ آبائنا وأجدادنا لنرى كيف كانوا يقضون أيام الأعياد. ويضيف عبد القادر: «في كل عيد آتي بصحبة أبنائي الثلاثة وزوجتي لزيارة هذه الأماكن وأحكي لهم عن حياة أجدادي وتاريخهم، حتى باتوا هم يطلبون مني زيارة منطقة أجدادي».

كما تشهد العيدروس خلال الأعياد حضورا لافتا من قبل المصورين ووسائل الإعلام الخارجية، الأمر الذي أوصلها للعالمية وبات زائرو مدينة جدة من دول العالم المختلفة يحضرون خصيصا لزيارتها والاستمتاع بهذه الألعاب التي تعمل وفقا للطاقة البشرية، إضافة إلى الاستمتاع بالفلكلور والمأكولات الشعبية التي تشهدها المنطقة خلال أيام العيد.

أحمد سلامة، أحد زائري مدينة جدة، جاء من الأردن لقضاء العيد عند أقربائه وطلب منهم أن يأخذوه لزيارة المنطقة التاريخية، خاصة ملاهي العيدروس، التي كان قد شاهد تقريرا مصورا عنها في إحدى القنوات الفضائية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «شاهدت تقريرا في إحدى القنوات الفضائية منذ فترة عن المنطقة التاريخية في مدينة جدة، وعندما جئت لزيارة أختي التي تسكن هنا طلبت منهم أن يأخذوني إليها؛ لأن التقرير جذبني، خاصة مدينة الملاهي التي ما زالت على الرغم من التقدم والتطور اللذين يشهدهما العالم والسعودية مقاومة لهذا التقدم ومحتفظة بالأصالة».

وأضاف سلامة: «لم أتخيل أن مدينة جدة، عروس البحر الأحمر، تجمع بين عراقة وأصالة الماضي بجانب الحداثة؛ فعندما شاهدت المباني الضخمة والمولات الكبيرة وأماكن التسوق التي تنافس العالمية لم أتوقع أن هذه المدينة تحتضن مثل هذه الآثار والأماكن التاريخية». واستطرد: «ما لفت انتباهي أيضا هذه البيوت القديمة وما يسمى الروشان وطريقة بنائها والحواري الضيقة وأسماؤها التي لكل منها سبب، كحارة المظلوم وحارة اليمن وحارة الشام».

ومن اللافت للانتباه وجود زوار أجانب من الدول الأوروبية يقومون بالتقاط صور تذكارية لهذه الألعاب كما تلفت انتباههم «بسطات الحلويات الشعبية» التي يحرصون على تذوقها. ويقول علي صالح، أحد البائعين في هذه البسطات: «أقوم بتجهيزها في آخر أيام رمضان وتستمر حتى بعد العيد». وأضاف: «دائما يأتينا زوار أجانب يسألوننا عن هذه المأكولات وأصلها، وأقوم بشرح بسيط لهم؛ كوني لا أتحدث اللغة الإنجليزية بشكل كبير، لكن هناك بعض الزوار أو سكان المنطقة الذين لديهم إلمام باللغة الإنجليزية يقومون بالترجمة بيننا».