معارك بين القوات الإيرانية ومقاتلي «بيجاك» في المنطقة الحدودية بكردستان العراق

حزب العمال الكردستاني التركي يعلن الحرب على إيران

TT

أكد المتحدث الرسمي باسم حزب الحياة الحرة الكردي المعارض لإيران المعروف بـ«بيجاك»، أن معارك طاحنة تدور منذ أمس بين عناصر من حزبه والقوات الإيرانية المدعومة بالآليات الثقيلة والمرتزقة المحليين على الحدود العراقية الإيرانية المشتركة، أسفرت حتى عصر أمس عن وقوع 27 قتيلا بين قوات الجيش والمرتزقة وإعطاب آلية عسكرية واحدة، فيما لم تتمكن مصادر الحزب من حصر الخسائر التي وقعت في صفوف المقاتلين بسبب استمرار القصف المدفعي الإيراني وتواصل المعارك البرية على مناطق الحدود. ويأتي هذا التطور متزامنا مع إعلان قيادة حزب العمال الكردستاني من جبل قنديل عن بدء القتال ضد القوات الإيرانية على الحدود.

وقال شيرزاد كمانكر، المتحدث الرسمي باسم «بيجاك» في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب سبق وأن حذر من حشد المزيد من القوات الإيرانية على الحدود بهدف شن هجوم بري على أراضي إقليم كردستان، وتأكدت صحة هذه التحذيرات من خلال الحشود العسكرية التي تم تثبيتها في المدن الحدودية (سردشت وبيرانشهر ومهاباد) وبعد أيام من قصف مدفعي مكثف للمناطق الحدودية داخل إقليم كردستان بدأت القوات الإيرانية تقدمها لاجتياز حدود إقليم كردستان ولذلك رد مقاتلونا على ذلك الهجوم، وتستمر المعارك بالترافق مع القصف المدفعي الذي أحرق أحراش وبساتين المواطنين».

وأضاف المتحدث، أن «المعارك تتركز حاليا داخل حدود إقليم كردستان العراق في منطقة كوتويان بجبل قنديل وسهل وزني واليه رش وسوني والتي تعرضت خلال الفترة الأخيرة إلى قصف مدفعي مركز من القوات الإيرانية». وقال «بحسب الحصيلة الأولية للخسائر تأكد لدينا مقتل 27 من القوات المهاجمة بينهم 6 من المرتزقة الأكراد وتدمير آلية عسكرية، أما خسائرنا من المقاتلين فلم نتمكن من حصرها بعد بسبب صعوبة وصول المعلومات من جبهات المواجهة جراء استمرار المعارك المتواصلة». وعلل المتحدث الرسمي باسم «بيجاك» الكردي أسباب اندلاع القتال على الحدود العراقية الإيرانية المشتركة بقوله إن «القوات الإيرانية حاولت انتهاك حدود إقليم كردستان ولذلك رد عليها مقاتلونا في إطار حق الدفاع المشروع».

إلى ذلك، أعلنت مصادر محلية وطبية في كردستان مقتل راعي أغنام جراء القصف المدفعي الإيراني. وقال مدير ناحية حاج عمران مقديد عريف أحمد لوكالة الصحافة الفرنسية «قتل راعي (أغنام) كردي إثر إصابته بجروح جراء القصف الإيراني الذي استهدف صباح اليوم (السبت) قرى حدودية شمال مدينة أربيل». وأشار إلى أن الضحية فارق الحياة لدى وصوله المستشفى إثر إصابته بجروح بالغة.

إلى ذلك، ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية أمس أن إيران بدأت عملية عسكرية جديدة ضد مسلحي «بيجاك» على الحدود. وأضافت الهيئة أن قوات برية تابعة لحرس الثورة الإيرانية شنت العملية بعدما وصفته الهيئة بأنه فترة هدوء استمرت طوال شهر رمضان لتمهل المسلحين فرصة للانسحاب من المناطق الحدودية الواقعة في شمال غربي العراق، حسبما أفادت به وكالة «رويترز».

من جهته، أعلن الحزب العمال الكردستاني الحرب على إيران ودخول المواجهة لصد الهجمات التي تشنها القوات الإيرانية حاليا على مناطق جبل قنديل. وقال دوزدار حمو قائد الجناح العسكري للحزب ومسؤول القوات الشعبية بالحزب في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «إيران عاودت قصفها المدفعي لمناطق إقليم كردستان وهاجمت قوات حزب بيجاك الكردي، لذلك قررت قيادة القوات الشعبية التابعة لحزب العمال الكردستاني أن تشارك في القتال الدائر هناك ضد إيران، وأن هذا القرار نابع في إطار حق الدفاع المشروع عن الشعب الكردي». وأضاف حمو «إذا أوقفت إيران حربها ضدنا فإننا مستعدون لوقف القتال، خاصة أننا سبق وأن أوقفنا قتالنا ضدها منذ أكثر من سنة، وقد حذرنا إيران قبل شهرين من مغبة أي هجوم بري أو قصف مدفعي، وقلنا لهم إننا سندخل خط المواجهة في حال استمرار إيران على هذا النهج». وأكد مسؤول الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، أن التجارب النضالية التي خضناها حتى الآن في جبال كردستان يطمئننا على قوة وقدرة مقاتلينا على مواجهة القوات الغازية من الدولتين (إيران وتركيا) للدفاع عن وجودنا كشعب، وأن قرار قيادة الكردستاني للدخول في المواجهة مع الدولتين جاء ليؤكد أن الحزبين الكردستاني و«بيجاك» يناضلان من أجل تحقيق هدف واحد، وهو الدفاع عن الشعب الكردي وانتزاع حقوق القومية المشروعة.

وفي السياق ذاته، نقلت مصادر في قرى تابعة لناحية سنكسر التابعة لقضاء قلعة دزة بمحافظة السليمانية أن الطائرات التركية بدأت أمس «بإسقاط أشياء غريبة فوق المنطقة يعتقد أنها أجهزة ومعدات تجسسية صغيرة تلقيها طائرات الاستطلاع بهدف تحديد بعض الأهداف أمام قصف الطائرات الحربية التركية».

وعلى الصعيد السياسي كشف مسؤول مكتب علاقات إقليم كردستان وإيران عبد الله آكره يي الذي رافق نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني نيجيرفان بارزاني في زيارته الأخيرة إلى طهران، عن أن «وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بصدد القيام بزيارة خاصة إلى إقليم كردستان للقاء الزعيم الكردي مسعود بارزاني وكبار قادة الإقليم للتشاور معهم حول تطورات الأحداث على الحدود». وقال آكره يي، إن «وزارة الخارجية الإيرانية تبحث حاليا مع نظيرتها العراقية في ترتيب جدول الزيارة التي ستشمل إقليم كردستان». وبحسب بعض المصادر العراقية فإن نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي يستعد بدوره للقيام بزيارة مرتقبة إلى إيران لبحث العلاقات الثنائية والأوضاع على الحدود المشتركة بين البلدين.