الآزوري يواجه خطر غياب الجماهير الإيطالية اليوم أمام سلوفينيا

فلورنسا في انتظار جيلاردينو وباتزيني.. ورانوكيا أمل برانديللي في الدفاع

TT

قبل انطلاق مباراة المنتخب الإيطالي أمام نظيره السلوفيني اليوم الثلاثاء ضمن التصفيات المؤهلة لأمم أوروبا 2012، هناك قصص مهاجمين يتساءلون لماذا، وقصص مقاعد بدلاء وجلوس في المدرجات ولحظات من عدم الوضوح، فلا شيء مؤكدا بالمرة مهما كان القميص الذي يرتديانه، في اليوم الذي يعودان فيه إلى ناديهما القديم يجلب معه تأملات هكذا. إنها قصة باتزيني وجيلاردينو، اللذين كانا قصة خاصة حينما كان كلاهما في فريق فيورنتينا مع برانديللي، واليوم سيجدان نفسيهما متنافسين في مدينة فلورنسا تحديدا، ومرة أخرى مع برانديللي، والمنتخب السلوفيني هو الذي سيقول إن كانت ستكون مباراة التأكيدات، على الأقل بشأن أحدهما. لماذا استبق المدير الفني للمنتخب الإيطالي أنه ربما يقوم بتغييرات خلال سير المباراة، لكي يرسم منتخبا إيطاليا يمتلك مجددا (أيضا) مهاجما حقيقيا. في الجمعة الماضي، أمام جزر الفارو، جاء الدور على باتزيني (الذي حل محل روسي)، ربما هذه المرة، يختار جيلاردينو. على أي حال، فإن واحدا منهما - شريطة عدم حدوث ثورات خططية وبعيدا عن تصرفات بالوتيللي الغريبة - قد يكون زائدا عن الحاجة. إنها منافسة لا بد من إدارتها بعناية، مثلما كان الحال في زمن فيورنتينا، حتى وإن كان جيلاردينو يلعب أساسيا حينها ومن خلفه باتزيني ليحل محله. العالم انقلب في المنتخب الإيطالي، على الأقل بشكل بسيط، في ظل الدفع باستمرار بالثنائي كاسانو - روسي، فمع برانديللي هناك 11 مشاركة لباتزيني مقابل 4 فقط لجيلاردينو، الذي ربما جاءه تساؤل يوم الجمعة الماضي، في الطقس الجاف لاستاد تورشفان، لماذا لا يتم استدعاؤه وربما تأتيه الإجابة اليوم. وبعدها، فإن الاثنين سيطلبان الثقة من بطولة دوري يكون المهاجم الإيطالي فيها عملة نادرة ويشعر مضطرا بأنه فريد. إذن، جيلاردينو هو الأقرب للمشاركة أمام سلوفينيا، لأن مركز المهاجم في فريق فيورنتينا يعد مضمونا بالنسبة إليه، ومن الصعوبة بمكان أن ينتزعه منه سانتياغو سيلفا، المهاجم الأورغوياني المنضم مؤخرا إلى صفوف الفريق، ولا حتى صدى تصريحات مدير الكرة بانتاليو كورفينو (قال «ألبرتو خيب آمالنا»)، ويرد هو: «لا، كورفينو هو الذي خيب أملي». هذه هي قصة الانتقال إلى جنوا الذي ظل مطروحا في الخلفية طويلا ثم لم يولد أبدا، وقصة بقاء في مدينة فلورنسا ولا يناقش فيها سوى تجديد العقد الذي ينتهي في عام 2013 وبالنسبة لنادي فيورنتينا حسنا جدا هكذا في الوقت الحالي، بينما بالنسبة إلى اللاعب يعد هذا أقل كثيرا. ومن يدري إذا كان استاد «فرانكي» سيلفظه اليوم لكن بعدها ستكون الأهداف، كما هو الحال دائما، هي القادرة على علاج أو زيادة جرح عدم التفاهم بين الطرفين. من جهة أخرى، شهد يوم أول من أمس حصتين تدريبيتين لمنتخب برانديللي، حيث العمل البدني في الصباح، ثم التجارب الخططية لمواجهة سلوفينيا عصرا. بدا المناخ جيدا، والفريق جاهز وحاسم لجلب ثلاث نقاط التأهل، ومقارنة بمساء الجمعة من المؤكد إشراك كاساني بدلا من ماجيو، بينما في وسط الملعب هناك تياغو موتا الذي يعاني مشكلة بسيطة في الركبة اليمنى، فقد تم تجريب ماركيزيو. وفي الهجوم، هناك اتجاه لتأكيد الثنائي روسي - كاسانو، وبالوتيللي على مقعد البدلاء، ويواجه باتزيني خطر الخروج من التشكيلة الأساسية كي يترك مكانا في القائمة لجيلاردينو. ويشرح رانوكيا لاعب المنتخب الإيطالي: «يتعين على المنتخب السلوفيني الفوز بالطبع، وبالتالي علينا توقع مباراة صعبة». ويعد لاعب الإنتر هو الأمل الأكبر للآزوري في قلب الدفاع، ويتابع «إنه خط يشهد تغييرا في الأجيال. امنحونا وقتا، وسنتطور أنا، وبونوتشي وأستوري وأوغبونا. إن لاعبين كبارا مثل نيستا، كانافارو وماتيراتيزي لا يمكن أن يحل محلهم بين عشية وضحاها». غياب الجماهير: في كرة القدم، حيث لا شيء يسير طبيعيا، تظهر تناقضات غامضة؛ على سبيل المثال لامبالاة الجماهير الإيطالية بالمباراة على الرغم من أهميتها، ومن جهة أخرى، النظر إلى حقيقة كون المباراة تشكل خطورة على المنتخب الإيطالي. المشجعون السلوفينيون: نبدأ بالحديث عن عمل قوات الأمن (بتفاؤل) للسيطرة على مباراة تحمل إلى مدينة فلورنسا ما يقرب من ألف مشجع سلوفيني، مع الأخذ في الاعتبار أن 70 منهم يعدون من الألتراس الخطرين، بالنظر إلى الأحداث السابقة غير السارة «للانتقاميين» السلوفينيين في اللقاء الودي في تريستي 2002. وسيتم تدعيم التعاون بين الشرطة الإيطالية ونظيرتها السلوفينية بوصول ثلاثة مسؤولين مضيفين سيساهمون في توفير المعلومات عن سمات المشجعين الأكثر خطورة. في مباراة الذهاب في مارس (آذار) الماضي في العاصمة السلوفينية لوبيانا، كادت الجماهير السلوفينية «القاسية» تضرب بعضها بعضا لاختلاف ميولهم الكروية. بينما تم منع مجموعة صغيرة من «المشجعين الإيطاليين» من الدخول لعدم امتلاكهم للتذاكر، بالإضافة إلى حجب بعض اللافتات التي تشكل خطرا. برود فيورنتينا: على العكس، ستكون الأجواء ساخنة لصعوبة هذا اللقاء. فقد بلغ عدد التذاكر المبيعة حتى الآن 8000 تذكرة، وسيعتبر نجاحا إذا وصل العدد إلى 15 ألف تذكرة. في المجمل، جرت الأمور بشكل أفضل السنة الماضية مع جزر الفارو، حيث تواجد في مدرجات استاد فرانكي بفيورنتينا 25 ألف شخص، بينما تم اعتباره «يوم برانديلي». أما الآن فالأمر مختلف، حيث تسجل المدينة أكثر معدل برودة بين عائلة ديلا فاللي المالكة لنادي فيورنتينا والمدير الفني للمنتخب، الذي مد يد العون لينهي قصة مقابلته لبعض مشجعين فيورنتينا الذين انتقدوه في كوفيرتشانو الشهر الماضي. والمحصلة النهائية تتمثل في عدم حضور عائلة ديلا فاللي في صفوف المشجعين بالإدارة الممثلة في ساندرو مينكوتشي، المدير الإداري. جيلاردو ومنتوليفو: ليس ذلك فحسب، فالتناقض الأخير يظهر في الاستفادة من خدمات لاعبي فيورنتينا وهو ما قد يساعد على تهدئة الأمور قليلا أو إعاقة تطورها. ولم يعد سرا رغبة جيلاردينو ومونتوليفو (الذي لم يعد قائد الفريق) في تغيير الأجواء وإن سوق الانتقالات الخانق منعهم من ذلك، دون تجنب مشكلات إدارة نادي فيورنتينا. على أي حال، لن تأتي روابط الجماهير المنظمة، وكذلك الترحيب، على الرغم من كونه طيبا، فلن يكون شديدا تجاه برانديلي حتى لا يزيد من حدة الوضع مع عائلة دللا فالي. إذن، في ظل هبوب الرياح، سيكون من الأفضل التفكير في المباراة. وفي حالة فوز المنتخب الإيطالي في المباراة المؤهلة سيكون هناك بالفعل احتفال، حتى وإن كان من جانب القليل «جدا» من الجماهير.