التوتر يسود نادي روما بسبب المشكلة الكبيرة بين توتي والمدرب لويس إنريكي

دي روسي رفض تجديد عقده لمدة 5 مواسم مقابل 5.5 مليون يورو سنويا

TT

شهدت الأشهر الثلاثة الأخيرة تحولا كبيرا في رؤية مسؤولي الإدارة الجديدة لنادي روما لنجم الفريق وقائده فرانشيسكو توتي. فقد وصف والتر ساباتيني المدير الرياضي القادم لنادي روما توتي قبل ثلاثة أشهر بأنه «ساحر» و«معشوق جماهير» روما، لكن الأمور تغيرت بعد المشكلة الأخيرة لتوتي مع المدرب لويس إنريكي ووصف ساباتيني توتي بأنه «مغرور» و«وحش المدربين». وتحول توتي من «قلب مشروع الفريق الجديد» إلى مصدر كبير للقلق وصداع في رأس الإدارة الأميركية الجديدة لنادي روما. ورغم تأكيدات ساباتيني أنه لا يستطيع تخيل فريق روما بدون توتي وأنه لا يوجد حملة مناهضة لتوتي داخل النادي، فإن الأمور قد تؤدي في النهاية إلى رحيل النجم الأول للنادي.

نداء: ودعا ساباتيني، توتي إلى التوقف عن إثارة المشكلات والعمل من أجل مصلحة الفريق. وأكد المدير الرياضي في تصريحات أدلى بها أول من أمس خلال مؤتمر صحافي عقده للحديث عن سوق الانتقالات أن الهدف الأساسي من دعم المدرب لويس إنريكي هو إنقاذ مشروع فريق روما الجديد وحماية توتي نفسه والحفاظ عليه كقيمة كبيرة داخل الفريق، «لأن توتي هو ضحية لهذا الاختلال الذي يهدد بنسف كل شيء في الوقت الحالي». وأضاف ساباتيني معلقا على المشكلات التي أثيرت في الفترة الماضية والتي حظيت باهتمام إعلامي كبير: «لقد قمنا بتكوين فريق جيد وقادر على المنافسة، لكن الإعلام لا يلتفت إلى الثلاثي بالديني ولويس إنريكي وتوتي. ولا شك أن توتي يجب أن يحاول أن يدرأ عن نفسه تهمة عدائه الدائم للمدربين والتسبب في رحيلهم لأن هذا يؤثر بالتأكيد على تاريخه كلاعب كبير. ويجب أيضا أن يتخلى عن فكرة أن المدربين لا يستطيعون تغييره في المباريات لأنهم بذلك يرتكبون خطيئة لا تغتفر». تطور الموقف: وكان ساباتيني يستطيع استخدام لهجة أقل حدة وكلمات أقل قوة إذا كان لا يرغب حقا إلا في مصلحة توتي. لكنه تحدث بوضوح شديد وبلهجة لا تقبل الشك أو تمنح بعض المرونة في التعامل مع الأزمة: «يجب على توتي أن يتقبل قرارات المدرب، فلا يوجد لاعبون لديهم حصانة في فريق روما. ويجب أن يغير توتي من ردود أفعاله تجاه المدرب والفريق. إنني أطالب توتي ببذل جهد غير عادي، فلا ينبغي أن ندمر لويس إنريكي من أجل الإتيان بمدرب آخر يتم تدميره بدوره. يجب أن يتمكن المدرب من العمل في هدوء دون أن تتسبب قراراته في محاكمة دائمة لا يخرج منها أبدا، ولا سيما أن هذا الوضع يؤثر على باقي الفريق». وأضاف ساباتيني: «إن قدرات توتي كلاعب لا خلاف عليها، لكنه عند هذه المرحلة من مسيرته يجب أن يفكر في نفسه بطريقة مختلفة وربما يصبح أكثر نفعا لفريق روما إذا لعب 20 مباراة بدلا من 30. ويجب أن يتحلى دائما بالابتسامة عندما يجلس على مقاعد البدلاء حتى لا يتسبب في إحراج اللاعبين الشباب». وجاءت التصريحات الأخيرة لساباتيني بمثابة توبيخ صريح لتوتي: «يجب على توتي أن يتخلى عن غروره من أجل مساعدة الفريق وإلا فإن مشكلته قد تقتل الفريق بأكمله».صمت ودهشة: وفيما يتعلق برد فعل توتي فإنه لم يتضح حتى الآن. والمؤكد هو أن اللاعب كان يعرف أن ساباتيني سيتحدث عنه في المؤتمر الصحافي حيث صرح المدير الرياضي قائلا عقب المؤتمر: «لقد أخبرته بأنني سأتحدث عنه في المؤتمر». لكن توتي لم يظهر ولم يحدث أي اتصال مع ساباتيني بعد هذه التصريحات. وكان ساباتيني يرغب في وجود توتي وأن يظهر علانية ليعلن عن تأييده لمشروع لويس إنريكي، لكن هذا لن يحدث لأن توتي يفضل الرد أولا داخل الملعب. فقد أسر اللاعب لأصدقائه المقربين قائلا: «سيتحدث أدائي عني، كالعادة». والطريف هو أن توتي تساءل مندهشا بعد تصريحات ساباتيني وبعد شعوره بأنه محاصر بالهجوم من جميع الجهات: «لماذا أقع أنا دائما في قلب المشكلات؟».

من جهة أخرى، تحتاج مسألة تجديد عقد دانييلي دي روسي للعودة إلى جذورها لندركها بشكل صحيح. ولذلك كان الضوء الأول الذي لمع في رأسنا بهذا الصدد هو ربيع عام 2007 عندما كان صديقه كريستيان كيفو، لاعب روما السابق والإنتر حاليا، يمعن التفكير في الاختيار بين البقاء في روما أو الرحيل عنها. حينها بدأت جماهير روما تصف كيفو بـ«الخائن» غير أن دي روسي أوضح بهذا الشأن قائلا ذات يوم: «عندما كنت أحد الجماهير فحسب كنت أفكر بنفس طريقتهم، ولكني الآن أدرك أن هناك أشياء كثيرة لا تعلمها الجماهير. تلك الأمور هي التي تدفع إلى اتخاذ قرارات معينة بدلا من غيرها». أسلوب قديم: ربما تكون حالة كيفو هي النموذج للفترة الحالية التي يعيشها لاعب الوسط دي روسي في نادي روما. إنها لحظة جيدة بدنيا، فاللاعب الدولي يبدو أقل وزنا، الأمر الذي لم يكن يحدث له منذ موسمين، ويصرح «أشعر أنني بخير»، ولكنها صعبة من الناحية النفسية.

جدير بالذكر أن عقد دي روسي، الذي يتقاضى (بالمكافآت) راتبا سنويا يقدر بنحو 5.3 مليون يورو، مع نادي روما ينتهي هذا الموسم وهناك أندية أخرى (مثل مانشستر سيتي) على استعداد للوصول بهذا الراتب السنوي إلى 9 ملايين يورو، دون الحاجة إلى التفاوض مع نادي روما نظرا لأن اللاعب في غضون 119 يوما سيكون له مطلق الحرية في التعاقد مع أي ناد آخر. ولكن هل سيسير الأمر بهذا الشكل؟ لا نعتقد ذلك. ولكن من المؤكد أنه من السابق لأوانه الآن الحديث عن تاريخ محدد للتوقيع الذي بات وشيكا، إلى درجة أنه حتى الآن ليست هناك أي مواعيد بعينها لإتمام هذا الأمر. غير أن إدارة نادي روما، على أي حال، قامت بإعداد عقد للاعب لمدة 5 مواسم أخرى مقابل راتب سنوي يصل إلى 5.5 مليون يورو سنويا بفضل المكافآت الخاصة بعدد المشاركات والأهداف وأيضا مرات الاستدعاء إلى صفوف المنتخب. إذن، بعد الانطلاقة غير الموفقة لإدارة روما في شهر يونيو (حزيران) الماضي (حيث تقدم النادي إلى اللاعب بعرض لتجديد عقده موسما واحدا فحسب وقام دي روسي برفضه) تغير الأمر الآن وأصبح يتعلق بعقد مبتكر جديد، غير أن روسي عقب منذ يومين بهذا الصدد قائلا: «بالنسبة إلى هذا الأسلوب القديم كان يسير بشكل جيد أيضا.. هناك تفاوض الآن مع إدارة النادي، فأنا أحاول جني شيء إضافي من العقد الجديد فيما يسعى لإنفاق مبلغ أقل. هذه هي الحقيقة، ومن الصحيح أن يكون الأمر هكذا لأن هذا ما يحدث في كل الملاعب. من كان يعتقد أنني ربما سأوقع للنادي دون مقابل فقد أخطأ». التدعيم الأخير: أمر لا يمكن إنكاره، ولكن الآن كشف ساباتيني عن المخاوف من فقد خدمات دي روسي. وعلى أي حال، فمن المحتمل، حتى لا يقع ذلك، أن يتم تمديد عقد اللاعب مقابل 6 ملايين يورو سنويا.