لوسيو يعتذر في التلفزيون الإيطالي عن تدخله العنيف ضد حارس روما مارتن

غاسبريني في حيرة من أوضاع الإنتر.. وستيكلينبرغ قد يعود مرتديا واقي الرأس

TT

ثمة نصيحة نشعر بضرورة التوجه بها إلى الهولندي مارتن ستيكلينبرغ، حارس مرمى فريق روما، خلال مرحلة تعافيه السريع (كما نتمنى) وهي أن يقوم أثناء وقت فراغه بإلقاء نظرة على الدقائق التي فقد فيها وعيه عقب اصطدام رأسه بقدم المدافع البرازيلي لوسيو خلال المباراة التي جمعت بين الفريقين يوم السبت الفائت وانتهت بالتعادل السلبي. وحينها سيرى حارس المرمى الهولندي أن التضحية بنفسه (ولو مؤقتا) من أجل فكرة فريق روما الذي يولد من جديد أمر استحق العناء.

الاعتذارات: ومن جانب آخر، يبدو أن الفريق الذي يذهب إلى ملعب سان سيرو لمواجهة الإنتر وهو يلعب بمدافعين حقيقيين فحسب ويؤدي المباراة يستحق حارس مرمى شجاعا، وقد أثبت ستيكلينبرغ أنه، بالفعل، كذلك. لقد كان خروج مارتن على كرة لوسيو، بعد مرور 17 دقيقة من المباراة، حاسما. غير أنه كلفه التعرض لركلة من مقدمة حذاء لوسيو الأيمن في جبهته والإغماء مرتين وخياطة عبارة عن غرزة واحدة ونتيجة أشعة (سلبية) وقضاء ليلة في مستشفى نيغوردا وزيارة من مواطنه، الذي كان قلقا عليه، ويسلي شنايدر، لاعب الإنتر. ومن ناحية أخرى، لم يكن للمدافع البرازيلي رد فعل مباشر قوي تجاه ما حدث لدرجة أن إليا، لاعب اليوفي ومواطن ستيكلينبرغ، كتب على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بهذا الصدد قائلا: «ماذا فعل لوسيو؟ كان ينبغي أن يتم طرده من المباراة». وليس من قبيل الصدفة أن يقوم مدافع الإنتر يوم الأحد بالاعتذار عن هذا التدخل العنيف ضد مارتن خلال مقابلة تلفزيونية أذيعت على الهواء مباشرة على القناة الأولى الإيطالية، وجاء فيها: «أنا حزين للغاية. لقد خرج ستيكلينبرغ سريعا للغاية في تلك الكرة، ولم أشاهده لأنني كنت أنظر إلى الكرة. لقد تحدثت خلال استراحة ما بين الشوطين مع أطباء فريق روما الذين طمأنوني. وقد أخبرني شنايدر أيضا، الذي على اتصال مع مارتن، أن اللاعب بخير. أنا الآن مطمئن إلى حد ما. طوال مسيرتي لم أتمنَّ قط إلحاق الأذى بأحد زملاء اللعبة ولا أتمنى أن يحدث ذلك مطلقا».

احتياطات: وقد عاد حارس المرمى الهولندي يوم الأحد إلى روما، وبعد 48 ساعة من الراحة سيتم خضوعه إلى فحوصات طبية جديدة، وحيث إنه تم تشخيص حالته على أنها صدمة مباشرة في الجمجمة وغير مباشرة في الفقرات العنقية، فإن عودة مارتن إلى الملاعب، التي ربما تشهد أيضا ارتداء اللاعب واقي رأس، ربما تكون في غضون أسبوعين، أي خلال مباراة فريقه أمام أتلانتا أو ربما يتم إرجاؤها إلى ما بعد فترة توقف مباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي، أي خلال لقاء ديربي العاصمة الإيطالية أمام لاتسيو في 16 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقد صرح حارس المرمى الهولندي إلى مسؤولي ناديه قائلا: «لقد انتابني الخوف في البداية. والآن أتمنى أن أعود سريعا إلى فريقي». وعندما سيعود ستيكلينبرغ إلى صفوف فريقه سيكون دي بينيديتو قد أصبح رئيسا رسميا لنادي العاصمة الإيطالية؛ حيث من المفترض أن يوجد رجل الأعمال الأميركي ذو الأصول الإيطالية في روما، وفي 27 سبتمبر (أيلول) الحالي سيكون هناك اجتماع مجلس إدارة لنادي روما سيدفع بالسيد دي بينيديتو نحو رئاسة النادي. وربما يكون رجل الأعمال سعيدا حاليا باكتشاف أن لديه حارس مرمى شجاعا.

حيرة غاسبريني: تنتظر جميع عناصر فريق الإنتر الفوز لكي تبتسم أمام الكاميرا ابتسامة الفوز على الأقل لمرة واحدة. فلم يبتسموا إلى الآن تلك الابتسامة إلا قليلا، أو تقريبا، لم يفعلوها؛ لأن كل المباريات السابقة سارت على عكس ما يتمنونه. وصرح غاسبريني بشأن تعادل فريقه سلبيا أمام روما، قائلا: «سنكمل هكذا. قد أضعنا أهدافا سهلة، وربما نسجل أهدافا صعبة قريبا».

موراتي و15 دقيقة مع غاسبريني: وبات فريق الإنتر، بعد أن خرج صفر اليدين من أول 4 مباريات رسمية، حزينا بلا شك بسبب أدائه في الملعب؛ فقد بات الحزن واضحا في الملعب وعلى وجه المدرب وعلى مقاعد البدلاء وفي المدرجات والإدارة، تقريبا في كل مكان. ولننظر، على سبيل المثال، إلى ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، الذي لم يتحدث قبل أو بعد مباراة روما وهمس فحسب قبل يومين بكلمتي الانتظار والصبر. ولكن، لكنه تحدث مع المدرب غاسبريني - بعد الـ20 دقيقة التي تحدث فيها إلى غاسبريني في بينيتينا يوم الجمعة الفائت - لمدة ربع ساعة في محاولة للتقارب والمواساة خلال تلك اللحظة الصعبة التي ينبغي اجتيازها، وليس سوى اجتيازها. لم يقبل ماسيمو كثيرا بتلك اللافتات التي رفعها مشجعو الإنتر؛ نظرا لأن الفريق لم يفز خلال الموسم الحالي بعدُ، وشهد الكثير من الاندفاع والأحداث المفاجئة أكثر من تناغمه كفريق جماعي، لكن غاسبريني يرغب في الشعور بتلك الثقة التي وصفها ماركو برانكا، مدير المنطقة الفنية للإنتر، (الذي تحدث مع المدرب لمدة ساعة) بأنها لا مساس بها، وذلك قبل مباراة فريق روما. ولكن يظل الحزن الإداري موجودا بسبب هزيمة فريق الإنتر.

ولم يبتسم كذلك المدرب غاسبريني الذي قام بتغيير 3 طرق لعب في الـ3 مباريات الأولى، وهو ما يعني وقوعه في حيرة من أمره بين الكثير من الاختيارات التي لا تتفق مع أفكاره الأصيلة. ويرجع هذا إلى صفقات سوق الانتقال الصيفية؛ حيث كان غاسبريني أكثر اقتناعا برحيل شنايدر عن رحيل إيتو، وإلى المطالبة بضم لاعب قلب دفاع آخر، وإلى إلزام اللاعبين بطرق لعب مختلفة (والأدوار المختلفة) مقارنة بما كانوا معتادين عليه. وقد أظهر غاسبريني امتلاكه وطلبه للمرونة، لكنه في دراسة دائمة لتحركات خطي هجوم ودفاع الفريق، أملا في أن يستطيع تثبيت الإنتر على طريقة اللعب 3 - 4 - 3 وبعد ذلك ربما يغيرها، لكنه الآن ينطلق بالتغيير المستمر لطريقة اللعب من أجل الوصول إلى طريقة 3 - 4 - 3 بعد ذلك. ويضاف إلى تبريرات هزيمة المدرب في المباريات السابقة، غياب كل من مايكون وتياغو موتا وستانكوفيتش وكيفو الذي يعد لاعبا مثاليا في طريقة الدفاع بـ3 لاعبين، لكن الارتباك الذي يرى داخل الملعب حتى الآن يجعله حزينا؛ ذلك لأن طريقة اللعب المميزة الخاصة بالمدرب غاسبريني (لعب مكثف وسريع ومحفوظ عن ظهر قلب) لم تنجح بعد.

كورفا وفيوري وباتزيني: هذا كله «يجلب» الحزن كذلك للجماهير، ومن بينها فيوريللو الذي كان يشجع غاسبريني قبل مباراة فريق روما، قائلا: «إلى الأمام يا غاسبريني»، هاهو رجل الاستعراضات يكتب على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي: «لا يمكنني رؤية باتزيني على مقعد البدلاء». ويظهر باتزيني كذلك بوجه حزين؛ حيث إنه لم يشارك في مباريات الدوري الإيطالي حتى الآن، مع غاسبريني الذي قال بهذا الصدد: «لم تكن المباراة أمام فريق روما مناسبة للدفع باللاعب باتزيني»؛ لأنه كان يحتاج مزيدا من اللاعبين لتدعيمه في الوسط. وقد نتج عن تبديل فورلان باللاعب مونتاري 3 فرص مؤكدة للتهديف، لكن تظل علامات الاستفهام حول بقاء باتزيني على مقعد البدلاء مباراة تلو الأخرى، خاصة مع استحضار كلمات موراتي الذي كان يرغب في رؤية باتزيني دائما في الملعب، لكن غاسبريني لا يرى إمكانية الدفع بباتزيني مع دييغو ميليتو.