أنباء عن هروب القذافي من سبها إلى «واحة تراغن»

استمرار الاشتباكات في سرت وبني وليد دون حسم

TT

بينما أوشك الثوار على تحرير مدينة سبها التي خاضوا حولها وداخلها معارك عنيفة ضد بقايا قوات العقيد معمر القذافي العسكرية وكتائبه الأمنية، قال مسؤولون بالمجلس الوطني الانتقالي والثوار إن القذافي هرب على ما يبدو من المدينة التي شوهد بداخلها قبل ثلاثة أيام، وفقا للمعلومات التي أدلى بها شاهد عيان لمسؤولي السفارة الليبية بالقاهرة، وانفردت «الشرق الأوسط» بنشرها أمس، وإنه ربما توجه إلى واحة تراغن النائية القريبة من الحدود البرية بين ليبيا والنيجر.

وقالت قيادات عسكرية من الثوار من داخل سبها إن القذافي على الأرجح لا يوجد داخلها، لكنهم مع ذلك قالوا إن هناك إمكانية لأن يكون قد وصل لبعض الوقت قبل فراره منها مجددا. وتوقع هؤلاء أن يتوجه القذافي إلى واحة تراغن النائية القريبة من الحدود البرية بين ليبيا والنيجر، حيث يحتفظ القذافي بغرفة عمليات خاصة فيها، وتعتبر مسقط رأس مدير مكتبه بشير صالح المختفي أيضا منذ شهور عن الأنظار.

وكان حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد شن في وقت سابق غارات جوية لتدمير المنشآت ذات الطابع الإداري والعسكري في تراغن التي يشاع أن صالح يمتلك بها مزرعة كبيرة تتجاوز مساحتها آلاف الأفدنة.

كما اعتقل مقاتلو الثوار أمس العميد بلقاسم الأبعج، رئيس جهاز مخابرات القذافي في الكفرة، بين سبها ومنطقة أم الأرانب، التي تقع على بعد مائة كيلومتر جنوب شرقي سبها.

وذكر متحدث عسكري باسم الثوار أنه تم اعتقال الأبعج الذي كان يخطط للهروب إلى إقليم دارفور السوداني بينما كان يتنقل مع أفراد أسرته ومرافقيه في خمس سيارات دفع رباعي، مشيرا إلى أن الأبعج المطلوب من الثوار متهم بارتكاب جرائم في منطقة الكفرة (جنوب شرق)، قبل أن يفر منها إلى الجفرة (جنوب وسط)، وكان يقود عمليات لمحاولة تخريب حقول النفط في الجنوب.

ونقلت قناة «ليبيا الأحرار» المحسوبة على المجلس الوطني الانتقالي عن أحمد العطايبي، الناطق باسم المجلس العسكري للثوار في سبها أن قوات الثوار أحرزت تقدما مهما في المدينة، بعد السيطرة على مطارها وأجزاء منها من بينها الشارع الرئيسي وعلى إحدى القواعد العسكرية الرئيسية فيها.

ومع ذلك، جرت معارك دامية بين قوات الثوار وقوات القذافي في المدينة لكن مسؤولين في صفوف الثوار قالوا في المقابل إن سبها ستسقط بالكامل في أيدي الثوار في غضون ساعات قليلة فقط.

وفي مدينتي سرت وبني وليد آخر المعاقل المؤيدة للقذافي استمرت الاشتباكات المتقطعة بين الثوار وقوات القذافي دون قدرة أي من الطرفين على حسم المعارك، التي استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة، لصالحه.

وعلى الرغم من حصولهم على تعزيزات إضافية من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي فإن الثوار يواجهون مقاومة عنيفة وشرسة للغاية من قوات القذافي التي تتحصن داخل المدينتين اللتين هجرهما معظم سكانهما وتشهدا أوضاعا إنسانية متدهورة.

وتحدث مسؤول عسكري في سرت لـ«الشرق الأوسط»عن سقوط نحو 16 قتيلا و60 جريحا في معارك أمس، فيما انسحب الثوار من بني وليد بشكل تكتيكي كما يقولون لإعادة دراسة خطة جديدة لاقتحام المدينة التي يعتقد أن بداخلها سيف الإسلام القذافي.