أضواء جائزة «نوبل» للسلام 2011 تسلط على «الربيع العربي»

المصريان وائل غنيم وإسراء عبد الفتاح والتونسية لينا بن مهني.. أبرز الوجوه المرشحة

TT

فرض الربيع العربي إيقاعه الإنساني على جائزة «نوبل» العالمية للسلام، خاصة في مصر وتونس اللتين أثمر فيهما الربيع. وتقديرا للدور الذي لعبه الشباب، والذي شكل شرارة هذه الثورات، حملت أجندة الجائزة العالمية للعام الحالي 2011، والتي سيعلن عنها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، أسماء الناشطين السياسيين المصريين وائل غنيم، وإسراء عبد الفتاح إحدى مؤسسات حركة 6 أبريل، وانضمت إليهما المدونة التونسية الشابة لينا بن مهني، بعد أن رُشح ثلاثتهم لنيل الجائزة، لمساهماتهم في إطلاق الموجة الثورية التي اجتاحت الدول العربية في ما أصبح يعرف بـ«الربيع العربي».

من بين الوجوه الثلاثة، يعد وائل غنيم، مدير صفحة «كلنا خالد سعيد» على موقع «فيس بوك»، هو المرشح الأبرز كونه ملهم ثورة 25 يناير (كانون الثاني) المصرية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك.

ظهر اسم غنيم منذ يوم الجمعة 28 يناير «جمعة الغضب»، بعدما اعتقلته السلطات ليستمر رهين محبسه في سجن جهاز أمن الدولة مدة 12 يوما، والتي يصفها وائل «عندما لا ترى شيئا إلا السواد خلال 12 يوما فإنك تظل تصلي لكي لا ينساك الآخرون». ومع الإفراج عنه، تحول وائل غنيم إلى بطل قومي، فقد أبكى جموع المصريين بعدما فوجئوا به يبكي بحرقة على الشاشات على رفاقه الذين سقطوا قتلى في المظاهرات.

وائل من مواليد عام 1980 بالقاهرة، وانضم للعمل في شركة «غوغل» في عام 2008 كمدير للتسويق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أشرف على تعريب وتطوير المنتجات التي تفيد المستخدم العربي، وذلك من خلال العمل ضمن فريق المهندسين المسؤولين عن هذه البرامج. وفي مارس (آذار) 2011 تم اختياره لنيل جائزة كيندي للشجاعة، كما اختارته مجلة «التايم» ليكون الاسم الأول في قائمتها السنوية لقائمة أكثر 100 شخصية تأثيرا حول العالم.

أما ثاني الأسماء فهي الناشطة المصرية إسراء عبد الفتاح، العضو بحزب الغد، والتي شاركت العديد من الشباب المصري في الدعوة لإضراب 6 أبريل (نيسان) 2008 في مصر ضد «الغلاء والفساد»، والذي على أثره تأسست حركة 6 أبريل كحركة سياسية معارضة ظهر تأثيرها بشكل واضح في الدعوة إلى ثورة 25 يناير. وأغلب أعضاء الحركة من الشباب الذين لا ينتمون إلى تيار أو حزب سياسي معين، وتحرص الحركة على عدم تبنيها آيديولوجية معينة حفاظا على التنوع داخلها ولما تفرضه ظروف مصر من ضرورة التوحد والائتلاف.

أما ثالث الأسماء، فهي التونسية لينا بن مهني، وهي ناشطة حقوق إنسان ومدونة وصحافية وعضو الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال. تعمل بن مهني صحافية في راديو «كلمة»، كما أنها معيدة في جامعة تونس للغة الإنجليزية. عرفت بمعارضتها لنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.

تكتب لينا في مدونتها «بنية تونسية»، وقد أسهمت في التغطية الإعلامية عبر الإنترنت لثورة تونس حيث توجهت إلى مدينة الرقاب لتغطي انتفاضة سيدي بوزيد، وقد حصلت هذا العام على جائزة «دويتشة فيله» العالمية للمدونات «The BOBs».

يذكر أن ترشيحات الجائزة هذا العام قد سجلت رقما قياسيا بلغ 241 ترشيحا، بينها 53 مؤسسة. وتبلغ القيمة المالية للجائزة 1.5 مليون دولار. وبحسب يان ايجلاند، نائب وزير الخارجية النرويجي السابق فإن «إحساسي القوي بأن لجنة (نوبل) وقيادتها تريد أن تعكس القضايا الدولية الكبرى كما يحددها مفهوم واسع للسلام. ووفقا لهذا المنطق فلن يصارع الربيع العربي هذا العام شيء كونه لحظة فارقة في زمننا الحالي».

أما كريستيان هاربفيكن، رئيس معهد بحوث السلام في أوسلو فقال «الربيع العربي سيحتل مركزا متقدما في جدول أعمال المشاورات الداخلية للجنة» وأضاف «ما اتضح جيدا من اللجنة الحالية هو أنها تريد حقا تناول الشؤون الجارية، هناك تلهف ليس فقط لمنح جائزة كان لها تأثير على ما يحدث الآن، لكن أيضا استغلال الجائزة للتأثير في الحاضر».

ومن بين المرشحين للجائزة هذا العام موقع «ويكيليكس» وصاحبه جوليان أسانج، وبرادلي مانينغ، الذي يعتقد في أنه سرب البرقيات السرية الأميركية إليه، والأفغانية سيما سامار المدافعة عن حقوق الإنسان، والمستشار الألماني الأسبق هيلموت كول، والمنشق الكوبي اوزوالدو بايا سارديناس وجماعة (ميموريال) الروسية لحقوق الإنسان ومؤسستها سفيتلانا جانوشكينا، والطبيب الكونغولي دينيس موكويجي.