أثارت صور للمغني الأميركي مايكل جاكسون وهو ممدد على سرير الموت داخل مستشفى وروايات عن معاناته النفسية الشجون في افتتاح محاكمة طبيبه الخاص بتهمة القتل الخطأ. وفي مستهل المرافعات بعد عامين من وفاة جاكسون بجرعة زائدة من عقار بروبوفول وعقاقير مسكنة أخرى أبلغ ممثل الادعاء ديفيد والغرين هيئة المحلفين أن ملك البوب الراحل «وضع بكل معنى الكلمة حياته بين يدي الدكتور كونراد موراي». وقال والغرين: «هذه الثقة في الدكتور كونراد مواري التي كانت في غير محلها كلفت مايكل جاكسون حياته».
وخلص تقرير طبيب شرعي إلى أن جاكسون مات جراء جرعة زائدة تناولها عن طريق الخطأ من مخدر بروبوفول مع أدوية أخرى.
لكنّ محامي موراي جادلوا بأن جاكسون «جلب الموت لنفسه» عن طريق الإفراط في تناول العقاقير الطبية التماسا للنوم. وقال محامي الدفاع ايد شيرنوف في مستهل المرافعات إن جاكسون «توفي سريعا جدا وبشكل فجائي، حتى إن الوقت لم يسعفه لإغماض عينيه».
وكان قد أفصح تشيرنوف في بيانه الافتتاحي الذي أدلى به أمام هيئة المحلفين، المكونة من 12 عضوا، أن مواري كان يحاول إثناء جاكسون عن تناول عقار بروبوفول المهدئ، غير أن جاكسون تناول العقار بنفسه مع عقار مضاد للقلق، وهو ما أدى إلى وفاته.
وأضاف تشيرنوف أن جاكسون انتهز فرصة غياب موراي عنه لفترة وجيزة وابتلع ثماني حبات من عقار لورازيبام المضاد للقلق، أعقبها بجرعة من عقار بروبوفول، «وهو ما أدى إلى تلك العاصفة التي اجتاحت جسد مايكل جاكسون وقتلته على الفور».
ومن المتوقع أن يؤكد محامو الدفاع أن الكثير من الأطباء الآخرين وصفوا هذا العقار لجاكسون وأن موراي حاول إثناء المغني عن تناول العقار عندما حدثت وفاته المأساوية.
وينفي موراي أنه مذنب بالقتل الخطأ لجاكسون في 25 يونيو (حزيران) 2009، لكنه يعترف بإعطاء نجم البوب الذي توفي عن 50 عاما جرعة من عقار بروبوفول المخدر القوي التأثير لمساعدته على النوم. ويواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى أربع سنوات في حال إدانته بالتهم الموجهة إليه. ومن المتوقع أن تستغرق المحاكمة من أربعة إلى ستة أسابيع.
وذرف طبيب القلب، الذي كان يتقاضي 150 ألف دولار شهريا للاعتناء بجاكسون، الدموع أثناء افتتاح المرافعات يوم أول من أمس الثلاثاء عندما دافع عنه تشيرنوف.
وعثر على جثة جاكسون في الشقة التي كان يستأجرها في لوس أنجليس قبل ثلاثة أسابيع فقط من انطلاق سلسلة مكونة من 50 حفلا غنائيا كان من المنتظر أن يعود بها إلى الساحة الفنية.
وشهد كيني أورتيغا مساعد مخرج الحفلات بأن جاكسون كان متحمسا لتقديم عروضه لأنه أراد أن يراه أبناؤه الصغار وهو على المسرح. لكن في التاسع عشر من يونيو، أي قبل ستة أيام من الوفاة، ظهر جاكسون في البروفات في لوس أنجليس في حالة مقلقة. وقال أورتيغا وهو يتذكر تلك الأيام: «ظهر جاكسون مرتجفا وتائها ومشوشا». وكتب أورتيغا في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى متعهدي الحفل بعد ذلك بساعات: «كنت أطعمه وأدثره بالملاءات لتدفئته وأدلك قدميه لتهدئته وأستدعي طبيبه. حطم هذا قلبي. كان مثل طفل تائه.. كان مرعوبا بصورة رهيبة». وقال أورتيغا إن جاكسون عاد بعد أربعة أيام «مفعما بالحيوية، وكله رغبة في العمل، ومملوءا بالحماس».
وقال تشيرنوف للمحلفين إن موراي كان يحاول أن ينهي اعتماد نجم البوب على البروبوفول الذي كان يطلق عليه جاكسون «اللبن».
ومن جانبه استهل والغرين القضية بعرض صورة على المحلفين لجسد جاكسون النحيف وهو ممدد ميتا فوق سرير طبي في المستشفى، وعرض لاحقا تسجيلا لآخر عروض جاكسون، وهو بروفة مؤثرة لـ«أغنية الأرض» التقط في 24 يونيو 2009.
وحضر جو وكاثرين والد ووالدة جاكسون وأختاه جانيت ولاتويا وأفراد آخرون من العائلة إلى المحكمة يوم الثلاثاء. وتجمع عشاق أسطورة البوب خارج المحكمة العليا بلوس أنجليس قبل المحاكمة مع مئات الصحافيين من مختلف أنحاء العالم. وردد المعجبون: «العدالة لمايكل»، في الوقت الذي اصطف فيه حشد من الصحافيين عند مدخل المحكمة لمتابعة المحاكمة التي تحظى باهتمام كبير.