آلاف المتظاهرين في حمص يواجهون الرصاص بالهتاف: «خاين خاين.. الجيش السوري خاين»

المتظاهرون طالبوا بحماية دولية.. ورفعوا لافتة «بشار الأسد وعلي عبد الله صالح وجهان لعملة واحدة»

متظاهرون سوريون يرفعون لافتات تندد بالمسلحين المندسين بينهم بهدف التخريب
TT

في جمعة «النصر لشامنا ويمننا»، هتف المتظاهرون السوريون لليمن ولصنعاء وسائر المدن اليمنية، وورد ذكرها بالهتاف التضامني المعروف: «يا رستن نحنا معاكي للموت.. ويا حمص نحنا معاكي للموت.. ويا صنعاء نحنا معاك064A للموت.. ويا تعز نحنا معاكي للموت..», وغيرها من مدن سوريا ويمنية تتعرض للقمع الشديد.

وفي حين هتف السوريون، متحدين آلة القمع العسكرية لنصرة اليمن، تداول النشطاء السوريون على موقع «فيس بوك» خبرا عن رفع العلم السوري في مظاهرات اليمن؛ «فالهم واحد ومطلب الحرية واحد؛ من الشام إلى اليمن».

وعلى وقع إطلاق النار من قبل الأمن، رفع المتظاهرون في منطقة دير بعلبة في حمص لافتة كتب عليها: «بشار الأسد وعلي عبد الله صالح وجهان لعملة واحدة.. يا يمن حمص معاكي للموت»، وهم يهتفون: «نحنا الحمصية ونحنا الحمصية ثورتنا نحنا سلمية.. سلمية وعم نطالب بالحرية حرية..».

كما أحرقت أعلام إيران وروسيا والصين في غالبية المظاهرات التي خرجت يوم أمس. وفي حمص، كان المشهد الأبلغ تعبيرا حين واجه المتظاهرون إطلاق النار الكثيف في منطقة دير بعلبة بهتاف: «خاين خاين خاين.. الجيش السوري خاين»، و«حرية للأبد غصب عنك يا أسد».

ولم تكن اليمن وحدها حاضرة في المظاهرات السورية، بل ليبيا أيضا، حيث رفع المتظاهرون في عربين في ريف دمشق علم ليبيا، وهنأوا ثوارها بالنصر. إلا أن المدينة التي تقدمت المشهد يوم أمس كانت الرستن في محافظة حمص، التي تتعرض لأكبر عملية عسكرية منذ أسبوع، إلى جانب بلدة تلبيسة التي تجاورها، اللتين تعيشان حالة حصار عسكري. وتتكاثر الأنباء عن قصف عشوائي مستمر وطلعات للطيران الحربي، وعن معارك عنيفة بين الجيش السوري والمنشقين، مما جعل الرستن في مقدمة المدن التي طالب المتظاهرون بنصرتها.

ففي مدينة حمص، التي لقبت بعاصمة الثورة السورية، «مدينة الألف شهيد»، خرجت المظاهرات على الرغم من الوجود العسكري والأمني وإطلاق النار، وحمل المتظاهرون الذين خرجوا بالآلاف، لافتة كتبوا عليها: «عدنا لنصرة الرستن». وفي محافظة إدلب كتبوا «كل السوريين صغار أمام تضحيات أهلنا في الرستن البطلة».

وفي مدينة معرة النعمان، أرسل المتظاهرون تحية للرستن: «من معرتنا سلام إلى الرستن». أما في قرى حوران في محافظة درعا، فأكدت لافتات المتظاهرين في قرية الجيزة أن «الرستن مقبرة الجيش البعثي»، وفي بلدة هبيط في ريف إدلب، سخر المتظاهرون من قمع النظام، وكتبوا على لافتة: «إذا لم تجدني لتقتلني ستجدني في منامك». وحملت عدة لافتات شكلت في مجملها رسائل إلى العالم؛ الأولى كتبوا عليها «الشعب يريد حظرا جويا»، والثانية: «النظام يريد حربا أهلية»، والثالثة كانت تحية إلى «أبطال الجيش الحر»، والرابعة رسم لقطار الثورة وهو ينطلق وكل عربة حملت اسم مدينة من المدن الثائرة.

وفي ريف حمص، طالب المتظاهرون في مدينة القصير بـ«أسلحة متطورة لإبادة الشعب السوري»، في تعبير يسخر بمرارة من عملية القتل التي يمارسها النظام، والتي أدت إلى مقتل نحو 14 شابا في القصير وحدها خلال يومين، الأسبوع الماضي، وجميعهم أقارب، هذا فضلا عن عمليات اختطاف الفتيات، التي بلغت عشرين عملية، والاغتيالات التي طالت أربعة من الأكاديميين والأطباء في مدينة حمص، خلال الأسبوع الماضي أيضا. كل ذلك دفع المتظاهرين في يوم جمعة «النصر لشامنا ويمننا» إلى العودة للتأكيد على مطلب الحماية الدولية، وفي كل المظاهرات التي خرجت يوم أمس، إذ كان المطلب الرئيسي الذي عبرت عنه الكتابات على اللافتات والهتافات التي قالت: «الشعب يريد حماية دولية»، ولكنهم في الوقت نفسه سخروا من أن يطلب ذلك من الدول التي تريد حماية دولية لسفرائها، في إشارة إلى محاصرة السفير الأميركي في دمشق من قبل مؤيدين للرئيس الأسد وسط دمشق يوم الخميس الماضي. ورفعت لافتة في ريف إدلب كتب عليها: «يبدو أن من نطلب منه حماية دولية يحتاج لحماية سفرائه أولا».

وكالعادة، غنى المتظاهرون في مختلف أنحاء البلاد أهازيج الأعراس والأغاني الشعبية، بعد أن تم تحويرها لتصبح أغاني تنطق بلسان حال الثورة في سوريا. فغنى المتظاهرون في ريف دمشق: «شنك ليلة شنك ليلة بيت الأسد أسوأ عيلة»، و«طير أزرق طير مبرقع طير يهدي بازرع ويا بشار إرحل يا بشار». وجدد المتظاهرون عهدهم على الاستمرار في الثورة.. «حتى لو استمر العالم أجمع بالصمت»، وكتبوا على لافتة في قرية كرناز في ريف حماه: «إن صمت العالم فالشعب السوري لن يصمت وسيقولها مدوية.. الشعب السوري يريد إسقاط النظام». وفي حمص كتبوا «إرادة الشعوب الحرة أقوى من بطش الطغاة»، وهم يهتفون «يا يامو يا يامو بشار آخر أيامو».

وكما في سائر المدن التي شهدت مظاهرات يوم أمس، هتفوا في حمص: «الشعب يريد إعدام الرئيس» و«الشعب يريد حماية دولية»، و«فقط في سوريا وإسرائيل عصيان على مجلس الأمن».

وانتقدوا أيضا المعارضة السورية، وقال المتظاهرون في حي باب هود: «المعارضة بالحوار والشعب تحت النار»، مع توجيه اتهام لإيران والصين وروسيا بالمتاجرة بدماء السوريين. وطالبوا الدولتين «بالتوقف عن المتاجرة بدمائنا».