بطريرك الموارنة في لبنان يبدأ زيارة إلى أميركا.. ولا موعد محددا لاستقباله في البيت الأبيض

متحدث باسم بكركي لـ «الشرق الأوسط»: الراعي حسم التردد الأميركي برفضه أي لقاءات سياسية.. وحصر جولاته في السياق الرعوي

TT

تزدحم الاستنتاجات والقراءات السياسية والدبلوماسية الغربية في بيروت حول الزيارة التي يبدأها البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى الولايات المتحدة الأميركية اليوم، بعدما كانت سبقته إلى العاصمة الأميركية أصداء مواقفه الأخيرة من سوريا وحزب الله. وعلى الرغم من القراءة المتأنية لمسيرة الراعي من قبل المسؤولين المعنيين بالشؤون اللبنانية في السفارة الأميركية في بيروت، فإن ذلك لم يؤد حتى الساعة إلى رسم ملامح الموقف النهائي من قبل واشنطن من البطريرك الراعي عبر استقباله في البيت الأبيض ولقائه الرئيس، باراك أوباما، وتحديد مواعيد له مع مسؤولين في الكونغرس.

وبمعزل عن المناخ الضبابي المحيط بالعلاقة بين واشنطن وبكركي في ضوء مواقف الراعي الأخيرة، فإن المؤكد أن خطاب بكركي اليوم غير خطابها بالأمس، وتحديدا عندما كان الكاردينال نصر الله صفير بطريركا، حيث كان يحل ضيفا استثنائيا في البيت الأبيض خلال جولاته الراعوية في الولايات المتحدة الأميركية.

وعلى إيقاع التحديات الداهمة في الساحة الإقليمية ووسط الاصطفافات الحادة على الساحة اللبنانية، تكتسب جولة الراعي الأميركية طابعا خاصا كونها تتم في إطار راعوي منعزل عن أي عنوان سياسي لبناني أو إقليمي. ويوضح مدير الدائرة الإعلامية في بكركي، وليد غياض، لـ«الشرق الأوسط» أن «الكثير من اللغط قد أثير في الإعلام خلال الأسبوعين الماضيين حول جدول أعمال البطريرك الراعي في الولايات المتحدة، لكن الواقع أن ما من لقاءات أو مواعيد رسمية قد حددت في واشنطن، والسبب أن الإدارة الأميركية لم تحدد مثل هذه المواعيد كما لم تبلغ سفيرتها لدى لبنان، مورا كونيللي، البطريرك خلال لقائها الأخير معه عن أي قرار لدى الرئيس أوباما باستقبال البطريرك الراعي عندما يزور الولايات المتحدة الأميركية».

وأشار إلى أن الراعي «لم يطلب في الأساس أن تحدد له مواعيد رسمية في واشنطن، وقد حسم مسألة التردد الأميركي حول استقباله في البيت الأبيض بالمبادرة إلى رفض حصول أي لقاءات سياسية له مع أي شخصية رسمية أميركية خلال زيارته الحالية إلى أميركا». ولم ينف غياض في المقابل أن «هناك مساعي بذلت من قبل أبناء الجالية اللبنانية في واشنطن لأن تكون لزيارة البطريرك روزنامة اجتماعات مع مسؤولين سياسيين، وأن لا يستثني واشنطن من جولته، لكن الراعي اختار أن يحصر زيارته في السياق الراعوي، خصوصا أن هدفها هو ترؤس لقاء مطارنة أبرشيات الانتشار الذي سيعقد في سانت لويس لمدة 4 أيام في السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، كما سيشمل جدول الأعمال أيضا جولتين على الأبرشيتين المارونيتين في الولايات المتحدة من دون التوقف في واشنطن، إلا إذا طرأ تعديل في اللحظة الأخيرة».

ويستبعد غياض أن تكون لهذه الجولة «أي ارتدادات سياسية على الواقع السياسي الداخلي»، نافيا «وجود حملات من قبل مسيحيي (14 آذار) ضد هذه الزيارة في وسائل الإعلام الأميركية». وأكد أن «هذه أجواء إعلامية فقط وليس هناك أي معلومات لدى بكركي حول هذه القضية»، مشددا على أن «محاولات إظهار البطريرك الراعي طرفا في الصراع السياسي هي من دون نتيجة».

وفي سياق متصل، أكد عضو المؤسسة المارونية للانتشار، أنطونيو عنداري، أن «الموقف ثابت لدى البطريركية من القضايا الوطنية»، ونفى «وجود أي انقسامات داخل مجلس المطارنة»، لافتا إلى أن «التباينات في الرأي لا تؤدي إلى وجود مشهدين سياسيين في بكركي، لأن الكل يدعم توجهات البطريرك الراعي».

واستغرب الحديث عن تباينات في المواقف بين الراعي وصفير، مشيرا إلى «محاولات لتصوير بكركي وكأنها منقسمة على ذاتها بعد كلام صفير في ذكرى شهداء القوات اللبنانية عن (زمن بائس نعيشه اليوم)». وأضاف: «البطريرك الراعي هو من كلف البطريرك صفير رعاية احتفال (القوات) وكانت له كلمة أشاد فيها بالتطور الذي حققه هذا الحزب».

وشدد عنداري على أن «البطريرك الراعي ليس طرفا في الصراع السياسي بين (14 آذار) و(8 آذار)، كما أنه يسعى إلى جمع مسيحيي (14 آذار) وهو يستمع إلى كل الأطراف ويعبر في مواقفه عن الثوابت الوطنية فقط، وهو ما شكل محور خطابه في القمة الروحية المسيحية الإسلامية في دار الفتوى في بيروت».