الباذنجان.. وجبة جميع الأوقات

مونة الشتاء ورفيق المائدة الشامية

TT

في كل عام، وبشهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، ومع وصول موسم الباذنجان إلى أواخره في القطاف والتسويق وانطلاق موسم قطف وتسويق الجوز ومع تحول (الفليفلة) إلى اللون الأحمر تستنفر النساء السوريات لإطلاق موسم (مونة المكدوس) الذي يأخذ طابعا احتفاليا منزليا؛ حيث تجتمع على إعداد المكدوس الأم وبناتها وكناتها في نهار طويل يبدأ منذ الصباح الباكر وينتهي في المساء.

وعلى الرغم من قيام الكثير من أصحاب المصانع الغذائية في المدن السورية وورش تحضير الأغذية الجاهزة في سوق التنابل بمنطقة الشعلان بالعاصمة السورية دمشق فإن الكثير من النساء يفضلن تحضير مكدوس الباذنجان في منازلهن على الرغم من الجهد الذي يتطلبه والوقت الطويل لإعداده.

وجودة المكدوس تتعلق، بجودة المواد الأساسية المكونة له، وعلى الرغم من أن مذاقه واحد فإن لونه قد يختلف حسب رغبات المتذوقين وحسب المناطق السورية، فمن المعروف أن الشوام يفضلون تحضير المكدوس من الباذنجان ذي اللون الأسود الذي يعتبرونه الأجود؛ حيث ينتج بكثرة في غوطة دمشق وينادي عليه باعة الخضار بشكل فلكلوري جميل وبأهزوجة شعبية كما هو حال مناداتهم على الفاكهة والخضار الأخرى ليجذبوا انتباه المتسوقين فينادوا عليه بعبارة موسيقية وهي: «أسود متل الليل يا بتنجان». أما المكون الثاني، فهو الجوز، الذي يستبدله البعض باللوز كونه أقل ثمنا على الرغم من أن مذاق المكدوس سيتغير بالتأكيد وسيكون أقل لذة باللوز من الجوز، وهناك من يستخدم السمسم بدلا من الجوز وسينتج مكدوس بمذاق مختلف أيضا، فإن ذواقي المكدوس وعشاقه، وهم كثر في سوريا، يفضلون شراء الجوز البلدي الذي تنتشر أشجاره في ريف دمشق والمناطق الداخلية على الرغم من سعره في موسم المكدوس، وعادة يكون في موسم قطافه الأول يصل لضعف سعر الجوز المستورد.