طوارئ في نيويورك توقعا لعمليات انتقامية

وزارة الأمن الأميركية حذرت من أن قتل العولقي قد يطلق شرارة الهجمات

TT

بينما نشرت معلومات عن سنوات قضتها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) والفرقة السرية الخاصة التابعة للقوات الأميركية المسلحة في مطاردة أنور العولقي، اليمني - الأميركي، حتى قتل أول من أمس بطائرة «درون» (طائرة من دون طيار) أميركية في اليمن، حذرت وزارة الأمن الأميركية من أن قتله «قد يطلق شرارة هجمات انتقامية ضد الولايات المتحدة». وأيضا، أعلن مدير شرطة نيويورك حالة طوارئ خوفا من عمليات انتقامية.

وقال بيان مشترك للوزارة ولمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، في نشرة تنبيه مشتركة عممت على كافة أجهزة الأمن الأميركية، إن «أنصار العولقي قد يعتبرونه (شهيد) الحرب الأميركية ضد الإسلام». غير أن النشرة جزمت بعدم وجود معلومات تشير إلى وجود أي مخطط إرهابي. لكنها ذكرت بأن قتل العولقي «جذب اهتمام زوار المواقع الإسلامية المتشددة في الإنترنت». وأن «البعض نعاه، ودعا لاعتباره شهيدا».

وعددت النشرة بعض أنشطة العولقي، ومنها تجنيد كوادر، من بينهم النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، الذي يعرف بإرهابي «الملابس الداخلية»، بعد محاولته تفجير طائرة بمطار «ديترويت» بعبوات ناسفة أخفاها في ملابسه الداخلية أثناء أعياد الميلاد عام 2009.

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن الأجهزة الأمنية الأميركية كانت في الماضي، أعلنت تخوفها من الإسلاميين المتشددين الذين يعملون بمفردهم. وتسميهم «الذئاب المنعزلة»، نظرا لعدم قيامهم باتصالات أو تنسيق مع عناصر أخرى، مما يصعب رصدهم ومتابعتهم. وأن هذه الأجهزة الأمنية كانت بادرت بإصدار نشرات تحذيرية مماثلة بعد قتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، في مايو (أيار) الماضي.

وأمس، أعلن قائد شرطة مدينة نيويورك، رايموند كيلي، أن جهاز الشرطة «وضع في حالة تأهب» لمواجهة احتمال أن «يكون أحدهم يريد الانتقام» لقتل العولقي. وقال كيلي في بيان: «نحن نعلم أن العولقي كان لديه اتباع في الولايات المتحدة، بما في ذلك في نيويورك. ولهذا السبب نحن نبقى متيقظين حيال إمكانية أن يكون أحدهم يريد الانتقام لقتل العولقي».

وأشار البيان إلى المعلومات التي قالت إن مساعد العولقي، سمير خان، الأميركي من أصل باكستاني، قتل أيضا. وذلك اعتمادا على إعلان زعيم قبلي يمني أن خان، وهو خبير أميركي باكستاني في تكنولوجيا المعلومات، كان واحدا من ستة أشخاص قتلوا مع العولقي في الغارة التي استهدفته في اليمن. وأضاف كيلي: «خان كانت لديه علاقات واسعة في نيويورك».

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن السلطات الأمنية الأميركية أعلنت مرات كثيرة في الماضي أنها تتابع مجلة «انسباير» (الهام) الناطقة بالإنجليزية، وهي مجلة إلكترونية يصدرها تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب. وكان خان يشرف على إصدارها. وهي تعلم قراءها كيفية صنع قنابل في منازلهم. وأن المجلة كانت حددت، مؤخرا، محطة قطارات غراند سنترال (في نيويورك) هدفا لضرباتها. وربما لهذا اهتمت شرطة نيويورك بالموضوع أكثر من غيرها.

وخان من أصل باكستاني وهو ملقب بـ«رجل اللابتوب». وكان عاش سنوات في نيويورك. وكان أعلن في مقال في مجلة «انسباير» في سنة 2010 أنه «فخور بأن يكون خائنا لأميركا».

وأمس، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن القوات الأميركية، الاستخباراتية والعسكرية، كانت تتابع وتطارد العولقي منذ سنوات. وأنهم اعتقدوا أنهم عثروا عليه في إحدى قرى في جنوب اليمن في العام الماضي. في ذلك الوقت، حاصرت القوات الخاصة السرية اليمنية، وهي مجهزة بدبابات وأسلحة ثقيلة. لكنهم لم يجدوه. وفي مايو الماضي، أعلن مسؤول يمني أن طائرة «درون» (من دون طيار) أميركية استهدفت العولقي. لكنها أخطأت في قتله.

وأشار مراقبون في واشنطن إلى معلومات نشرت قبل شهرين بأن طائرات «درون» بدأت تقلع من قاعدة أميركية جديدة وسرية في مكان ما في شبه الجزيرة العربية. وأن هذه الطائرات تعبر إلى شمال اليمن، وتطلق وابلا من قذائف «هيل فايار» (نار الجحيم). ويعتقد أن الطائرة التي قتلت العولقي وخان وغيرهما انطلقت من هذه القاعدة السرية.

وأعاد المراقبون في واشنطن إلى الأذهان أخبارا سابقة أشارت إلى أن نوعا قديما من طائرات «درون» بدأ العمل في اليمن في تعقب الإرهابيين منذ عام 2002. هذا بالإضافة إلى القوات السرية الخاصة الأميركية، بالتعاون مع القوات الخاصة والاستخباراتية العسكرية اليمنية.

وأمس، قال مسؤولون أميركيون إن الهجوم الصاروخي الذي قتل العولقي وخان ربما قتل أيضا حسن إبراهيم العسيري، صانع قنابل سعودي، ويعتقد أنه كان مسؤولا عن توفير المتفجرات التي حملها النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب.