مسجد العولقي السابق في أميركا يندد بـ«اغتياله» خارج نطاق القضاء

وسط ردود فعل متباينة على مواقع الأصوليين

TT

ندد مسجد في ضاحية واشنطن أول من أمس باغتيال خطيبه السابق الإمام الأميركي من أصل يمني أنور العولقي الذي قتل في غارة جوية أميركية في اليمن، معتبرا قتله «اغتيالا خارج نطاق القضاء» ولكن مع حرصه في الوقت عينه على التنديد بـ«خطاب الحقد» للإمام المتشدد. وقال المركز الإسلامي دار الهجرة في بيان بعد ساعات من إعلان مقتل الإمام المرتبط بتنظيم القاعدة: «نحن نرفض ممارسات الاغتيال خارج نطاق القضاء بحق أي شخص كان، ولا سيما بحق المواطنين الأميركيين، وهذا يشمل العولقي». وأضاف المسجد أنه كان من الأجدر إطلاق ملاحقات قضائية بحق العولقي تنفيذا لأحكام القانون، معربا عن تخوفه من أن «يرسل هجوم بطائرة من دون طيار الرسالة الخاطئة إلى العالم حول احترام القانون». وأكد المركز الواقع في فالس تشرش (فيرجينيا، شرق) أن العولقي كان محل تقدير واحترام في المسجد بفضل «التزامه المدني وتسامحه» إلى حين رحيله عن المسجد في 2002، مشيرا إلى أن العولقي اعتقلته لاحقا «السلطات اليمنية ويعتقد أنه تعرض للتعذيب، وعندها بدأ العولقي يدعو إلى العنف».

وأضاف المسجد أن العولقي «حض مسلمين أميركيين قابلين للتأثر على مهاجمة بلدهم. بوفاته لن يكون بإمكان العولقي بعد اليوم أن ينشر في صفوف الشباب خطاب الحقد على الإنترنت».

إلى ذلك أعرب أعضاء منتدى إسلامي عن عدم تصديقهم أن طائرة أميركية من دون طيار تابعة لوكالة «سي آي إيه» قتلت العولقي يوم الجمعة ولكنهم قالوا: إنه إذا أكد تنظيم القاعدة مقتله فإنهم سيتذكرونه: «شهيدا عظيما». وتصف «سي آي إيه» العولقي الذي يتحدث الإنجليزية والعربية بطلاقة بأنه «رئيس العمليات الخارجية» لجناح «القاعدة» في اليمن ومروج ماكر للتنظيم عبر الإنترنت.

وقال مسؤولون أميركيون إنه قتل في هجوم بطائرة من دون طيار تابعة للمخابرات الأميركية في بلدة نائية بمحافظة الجوف الشمالية المتاخمة للحدود مع السعودية.

وقالت أم تيمية في منتدى الصحوة الإسلامي الصادر بالإنجليزية: «أتمنى وأدعو أن تكون هذه الأنباء خاطئة». ووبخ بعض المشاركين أولئك الذين نقلوا عن تقارير إعلامية نبأ مقتل العولقي وقالوا: إنه ينبغي الانتظار حتى صدور بيان من المنافذ الإعلامية لـ«القاعدة» التي تنشر في الغالب تأكيدات رسمية على المنتديات الإسلامية خلال أيام من وقوع أي هجوم.

وذكرت رسالة بثت على شبكة أنصار الجهاد الصادرة بالإنجليزية هل هناك أي فائدة من إضاعة الوقت في بث أخبار من الإعلام الصليبي. هل تعرف أنك لو نشرت خبرا عن المجاهدين فإنك ستحاسب عليه يوم القيامة.. وقال مشارك آخر في منتدى الصحوة الإسلامية «إن الدرس المهم الذي يتعين تنفيذه هو عدم الثقة في الكفار أبدا». وكان ينظر إلى العولقي الذي رخصت الولايات المتحدة في العام الماضي بقتله أو اعتقاله على أنه يلعب دورا مؤثرا في تجنيد غربيين وتنشيط منفذين فرادى مثل نضال مالك حسن الذي أطلق النار عشوائيا ضد جنود أميركيين في قاعدة فورد هوود بولاية تكساس عام 2009 فقتل 13 شخصا. وكان نضال مالك حسن على اتصال بالعولقي عبر الإنترنت.

وقالت شرطة مدينة نيويورك إنها على أهبة الاستعداد خشية وقوع هجمات انتقامية عقب مقتل العولقي ولكن لا يبدو أن كبرى المواقع الإسلامية بثت دعوات للانتقام.

وبثت المنتديات الإسلامية الصادرة بالعربية تعليقات أقل بشأن العولقي المولود في نيومكسيكو بالمقارنة بنظيراتها الصادرة بالإنجليزية والتي قال محللون إن سببها هو أن القاعدة الأساسية للعولقي إسلاميون يتحدثون الإنجليزية وتحولوا للتشدد.

وقال جريجوري جونسون الخبير في الشأن اليمني إن بداية شهرة العولقي بين المتشددين العرب هو تفاديه للاعتقال. وبث منتدى «أنا مسلم» الصادر بالعربية خبرا عن العولقي أعربت كل التعليقات التي نشرت عنه عن تشككها بشأن نبأ مقتله.

وقال أحد المشاركين ويدعى حبيب: إذا كان قتل نسأل الله أن يتقبله من الشهداء. وإذا كان حيا نسأل الله القدير أن يجعله شوكة في حناجر أعداء الإسلام.

وعلى موقع «الصحوة الإسلامية» أعرب بعض الأعضاء عن إحباطهم وشكهم في وصول ما يصفونها بالحرب على الإسلام إلى نهاية.

وقال أحد الأعضاء تحت اسم سلفية شيكاغو على منتدى «الصحوة الإسلامية» إن الحقيقة هي أن هؤلاء الكفار لن يتركوك وشأنك بعد أن قتلوا بضعة رجال مستهدفين. لن يتوقف هؤلاء الكفار عن قتلتنا وغزونا بعد قتل بن لادن والعولقي.. إلخ. ستستمر الحرب على الإسلام.