لبنان: انفجار في طرابلس في منطقة واقعة بين أحياء سنية وأخرى علوية

المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى يدعو إلى تأييد الشعوب المتطلعة للحرية ووقف سفك الدماء

TT

انفجرت بعد ظهر أمس قنبلة في مدينة طرابلس في شمال لبنان، في منطقة تفصل بين أحياء غالبية سكانها من السنة وأخرى غالبية سكانها من العلويين، مما تسبب في إصابة أربعة أشخاص بجروح، بحسب ما أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح المصدر أن القنبلة ألقيت أو وضعت تحت سيارة في منطقة باب التبانة السنية قرب جامع الناصر. ويفصل شارع سوريا بين الجامع ومنطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية.

والجرحى هم طفلتان، إحداهما عمرها سنتان والأخرى في الخامسة، وامرأة ورجل. وقد نقلوا إلى المستشفى الإسلامي في طرابلس لتلقي العلاج، بحسب مصادر طبية. وتسبب الانفجار في إقفال سوق القمح الموجودة في المنطقة الفاصلة وإغلاق عدد كبير من المحال التجارية في شارع سوريا. كما انتشر الجيش في المنطقة وبدأت التحقيقات في الحادث.

وكان توتر سجل ليل أمس في المنطقة بعد سماع دوي انفجارين تبين أنهما ناتجان من مفرقعات نارية وضعت في علبتين حديديتين بهدف إحداث صوت قوي. وتشهد منطقتا باب التبانة وجبل محسن بين الوقت والآخر توترات وانفجارات متفرقة يعمل الجيش اللبناني على ضبطها، وذلك على خلفية خلاف مزمن بين السكان العلويين والسنة كثيرا ما تطور خلال السنوات الأخيرة إلى مواجهات مسلحة.

وعادت المناوشات والانفجارات بتقطع خلال الأشهر الأخيرة، تزامنا مع الاضطرابات في سوريا المجاورة التي ينقسم سكان طرابلس إزاءها بين متضامن مع التحركات الشعبية ومؤيد للنظام السوري.

إلى ذلك، دعا المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى (سني) في لبنان أمس إلى «وقف فوري لسفك الدماء» في الدول العربية، وإلى تأييد الشعوب «المتطلعة إلى الحرية». وجاء في بيان صادر عن المجلس الذي عقد اجتماعا برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ محمد قباني أن المجلس «توقف أمام انتفاضات الشعوب العربية الداعية إلى رفع الظلم والمتطلعة إلى الحرية والعدالة والعيش الكريم في أوطانها، وطالب بوضع حد فوري لسفك الدماء البريئة بغير وجه حق وانتهاك كرامة الإنسان (..) أمام مرأى العالم أجمع». كما طالب «شعوب العالم بالالتفات إلى هذه المأساة وتأييد هذه الشعوب في مسعاها المحق والعادل لأن واجباتنا أن ننتصر للمظلوم في كل الظروف انطلاقا من القواعد الشرعية».

وبحث المجلس، بحسب ما جاء في البيان «ما قيل حول مستقبل المسيحيين في العالم العربي والإسلامي، ورأى أن هذه المخاوف هي استدراج للفتنة، وإلى تقسيم البلاد طبقا لمعايير ليست من طابع الحضارة الإسلامية». ويأتي هذا البيان إثر قمة مسيحية إسلامية عقدت في دار الفتوى في بيروت الثلاثاء، وجدد خلالها البطريرك الماروني بشارة الراعي تخوفه من أن تؤدي الحوادث في سوريا «إلى حرب بين العلويين والسنة تنتقل إلى لبنان المرتبط عضويا بسوريا». وكان البطريرك عبر مرارا خلال الفترة الأخيرة عن تخوفه من وصول السنة المتطرفين إلى الحكم في سوريا وانعكاس ذلك سلبا على المسيحيين.