دراسة طعون ضد فائزين في المجالس البلدية حصلوا على تزكيات في خطب الجمعة

المتقاعدون والصحافيون يسيطرون على نتائج الانتخابات

تبدأ لجان الطعون استقبال الشكاوى المرصودة حول مخالفات العملية الانتخابية الثانية («الشرق الأوسط»)
TT

سيطر المتقاعدون والصحافيون وأعضاء المجالس البلدية السابقون، على نتائج الانتخابات البلدية، في السعودية، بعد أن أنهت اللجان البلدية فرز الأصوات في ثاني عملية اقتراع تجري في البلاد، والبالغ عددهم أكثر من 5 آلاف مرشح يتنافسون على 816 مقعدا، ولم يحصل غالبية المرشحين الذين اعتمدوا على تزكيات، على خلاف ما حدث في الفترة الأولى التي سيطر عليها أصحاب التزكيات، والتي حصلوا عليها من قبل مشايخ قبل 5 سنوات، وظهرت النتائج باكتساح كبير وصلت نسبتها إلى أكثر من 60 في المائة من مجموع التصويت العام، وتسببت تلك التزكيات في إثارة الجدل لدى الرأي العام، وصل بعضها إلى رفع قضايا ضد مجالس البلدية إلى المحاكم.

يأتي ذلك في وقت تدرس فيه لجان مستقلة طعونا مقدمة ضد فائزين بالانتخابات البلدية، التي سترفع نتائجها النهائية لوزير الشؤون البلدية، ومن المتوقع أن يتم استبعاد المرشح في حال ثبتت صحة الطعن ومخالفته لاشتراطات الانتخابات البلدية.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الطعون المقدمة شملت تزكيات وركزت على فائزين من أعضاء المجالس البلدية السابقين الذين تم تجديد ترشيحهم، حيث حصلوا على تزكيات من أئمة المساجد طالبوا فيها خلال خطب الجمعة لتجديد الترشيح لهم والفوز في هذه الفترة.

ومن المفارقات في فرز التصويت حصول عدد كبير من المرشحين على صفر في النتائج، وهو ما يدل على أن المرشح لم يقم بالتصويت لنفسه في الانتخابات التي يسمح للمرشح بأن يقوم بالتصويت لنفسه بالاقتراع في دائرته الانتخابية.

وحول الطعون المقدمة قال الدكتور عبد العزيز النهاري، المتحدث الرسمي للانتخابات البلدية في جدة لـ«الشرق الأوسط»، إن النتائج لا تعتبر نهائية إلا بعد أن ينتهي عمل لجان الطعون المشكلة من قبل لجان مستقلة، عن البلديات، التي روعي ربط عملها ونتائجها بوزير الشؤون البلدية، وبعد الانتهاء من عمل تلك اللجان يتم رفع الأسماء النهائية التي من المتوقع أن تعلن في يوم 18 من الشهر الحالي.

وأضاف: «هناك طعون ولكن عملية إثباتها ترجع في النهائية لنتائج لجان الطعون، التي جمعت عن طريق ثلاثة محاور، أولها مقدمة من قبل مرشحين، والثاني من قبل ناخبين، وآخرها من قبل مراقبين من لجان الطعون التي بدأت عملها منذ بداية الحملات الإعلانية للمرشحين».

وثمن النهاري الإقبال للمحافظات والقرى التابعة لمحافظة جدة، التي شهدت إقبالا كبيرا على التصويت، بنسب تتراوح بين 30 و50 في المائة.

وبينت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن معظم الطعون قدمت على فائزين في مدينة جدة، حيث لوحظ مطالبة أئمة مساجد بالتصويت للمرشحين بذكر أسمائهم، كنوع من التزكية، في الأحياء التي تتبع تلك الدائرة.

واللافت في نتائج الانتخابات في معظم المدن والقرى سيطرة الصحافيين، وخاصة في المناطق الشمالية والغربية من السعودية، وأرجع الصحافيون الفائزون ذلك لقربهم من الناخبين وإدراكهم وتشخيصهم لمشكلات البنى التحتية.

وأوضح محمد إبراهيم البشري، الفائز بدائرة منطقة عسفان، أن المراكز الحضارية الصغيرة غالبا ما تكون إمكانات وقدرات المرشحين معروفة، وعملية التصويت تخضع لاعتبارات أهمها الانتماء القبلي، كما كان يحدث في السابق، إلا أن الوضع تغير في هذه الفترة، حيث إن المرشحين الفائزين فازوا عن طريق برامجهم المعدة باحترافية معهودة، تساعد الناخبين على اكتشاف جوانب جديدة من ذهنية وشخصية المرشح، ويسهم بفاعلية في حسم النتائج، وعملية الترشح. وقال البشري: «قصرت برنامجي الانتخابي على بروشور فقط لا غير تحققت من خلاله نتائج رائعة جدا»، وأضاف الإعلامي والمرشح محمد البشري أن العمل الصحافي يكشف للناخبين الكثير من السمات الشخصية للمرشح الإعلامي، وتتضح لهم من خلال كتاباته وتقاريره، قدراته الذهنية وطريقة تفكيره، ونظرته للحياة، ومدى قدرته على تشخيص واقع الخدمات في أي منطقة يقف على مشارفها، فضلا عن قدرته على إيصال أصوات الناخبين والتأثير في أذهان المسؤولين، كما أن استمراريته في نقل معانات الناس مؤشر صدق على حبه لتقديم الخدمات الاجتماعية والإسهام في التنمية البشرية، مما يرفع أسهم الإعلاميين ويزيد من فرصتهم في الترشح.