البريطانيون يستمتعون في خريفهم بما افتقدوه في صيفهم

موجة حر غير عادية تكتسح بريطانيا

زوجان يستمتعان بالجو المشمس عبر استقلالهما زورق تجديف في بحيرة الهايد بارك بالعاصمة البريطانية لندن، التي تشهد موجة حر مع درجات حرارة تصل إلى 30 درجة مئوية (إ. ب.أ)
TT

من يصل إنجلترا هذه الأيام قد يعتقد أنه ما زال في شهر يوليو (تموز) أو ربما أغسطس (آب) وليس أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، فالسائر في شوارع لندن، مثلا، سيرى سكان العاصمة وهم يرتدون الملابس الصيفية من السراويل القصيرة (الشورتات) والقمصان قصيرة الأكمام، وذلك بسبب ارتفاع الحرارة المفاجئ الذي ضرب بريطانيا هذا الخريف.

الغريب أن موجة الحر، التي قاربت درجات الحرارة فيها 30 درجة مئوية، جاءت بعد صيف بارد لم ينعم فيه البريطانيون وعشرات آلاف السياح الذين قصدوا المملكة المتحدة هذا الصيف بدفء الشمس بعد شتاء قاسٍ. فقد شهدت بريطانيا «صيفا باردا» هذا العام؛ حيث تدنت درجات الحرارة إلى ما تحت 15 درجة مئوية، وكان «الصيف الأبرد» منذ نحو 20 عاما.

وبلغت درجات الحرارة أرقاما قياسية هذه الأيام وسجل أقصاها في شرق لندن؛ حيث بلغت 29.5، ويقول خبراء الأرصاد الجوية: إن درجات الحرارة ما زالت في ارتفاع، وقد تصل اليوم الأحد إلى 30 درجة مئوية.

ويعود آخر رقم قياسي لدرجات الحرارة في بريطانيا إلى الأول من أكتوبر 1985.

واستغل كثيرون دفء الخريف البريطاني هذا واتجهوا صوب الشواطئ الجنوبية للبلاد، كما شهدت الطرق المؤدية إلى الريفيرا الإنجليزية زحاما مروريا شديدا، بينما كان من الصعب جدا الحصول على غرف شاغرة في فنادق المدن الساحلية.

وتقول سارة بنيت، 19 عاما، وهي طالبة تدرس في جامعة بمدينة بورنماوث، جنوب البلاد، وهي تستلقي على شاطئ البحر مع رفاقها: «لا أصدق أنه شهر أكتوبر، لم أحضر معي أي ملابس صيفية، لهذا عليَّ أن أذهب للتسوق»، وأضافت: «لم أعتقد أبدا أنني سأسبح على البحر مع بداية الفصل الدراسي، هذا أمر رائع». وقال متحدث باسم مكتب منتجع سياحي في المدينة إنه خلال هذا الأسبوع تم حجز 90% من غرف الفنادق مسبقا، وقد كانت الفنادق تتصل ببعضها البعض من أجل البحث عن غرف شاغرة للزبائن، وأضاف: «لقد وظفنا كادرا إضافيا عند شاطئ البحر، ونحن نستمتع بالطقس كما لم نفعل ذلك أبدا».

من جانبه، قال بائع مرطبات يجول في المدينة: «إنه أمر رائع، لقد اعتقدت أن أيام الدفء قد انقضت، لكن هذا الأسبوع كان استثنائيا». وأضاف: «كان الربيع عظيما، والصيف باردا، والخريف رائعا».