أديبايور: أتمنى هز شباك الآرسنال اليوم

مهاجم توتنهام يتعهد بعدم تكرار احتفاله الذي أثار «المدفعجية» في ملعب سيتي قبل عامين

TT

كان السقوط على الأرض بالنسبة لإيمانويل أديبايور بقدر بشاعة الانتقادات التي نالها من مشجعي الآرسنال، الذين شاهدوه وهو ينزلق أمامهم في واحدة من أكثر الاحتفالات بتسجيل هدف إثارة للحنق في تاريخ الدوري الإنجليزي. فسارع النقاد إلى انتقاد المهاجم، ثم مانشستر سيتي على سوء سلوكه، وأعربوا عن ازدرائهم، بيد أنه على غير المتوقع دافع البعض عنه.

ربما كان هاري ريدناب، المدير الفني لفريق توتنهام، هوتسبيرز، يرمي إلى هدف أبعد بدفاعه عن أديبايور، وهو ما تحقق في النهاية بضمه أديبايور إلى توتنهام على سبيل الإعارة في الموسم الحالي. وقد ثمن المهاجم التوغولي دعم ريدناب له في سبتمبر (أيلول) 2009 إلى حد أن مدرب توتنهام اتصل به هاتفيا ليخبره بذلك. ويسترجع ريدناب تفاصيل المكالمة: «قلت له إنه ما كان ينبغي عليه أن يتجه نحو الجمهور، لكنهم بالغوا في انتقاده. كلنا نرغب في الفوز على الفرق المنافسة وهذا هو ما فعله. وقد اتصل بي هاتفيا في ذلك الوقت وقال لي إنه يقدر دفاعي عنه».

هناك أوجه تشابه كثيرة بين أديبايور، وريدناب فهو يعتز بالأفراد المستعدين للمجازفة من أجله، بيد أن هذا الترابط يمكن أن يتهاوى إذا ما تعقدت الأمور فيما بعد. أديبايور يرتقي مستواه عندما يشعر بالتقدير لمكانته، وقد يكون اللاعب رأى في ريدناب المدير الفني المثالي. سيحظى لاعب الآرسنال السابق بفرصة رد الجميل بثقة ريدناب فيه. عندما يشارك في ديربي شمال لندن اليوم على ملعب توتنهام. وربما يكون من المثير للشكوك أن يكون أي لاعب قد استقطب على الإطلاق الرأي العام على هذا النحو بقدر ما فعل أديبايور.

كان أديبايور موضع إعجاب كبير في الآرسنال في بداية انتقاله عندما أحرز 30 هدفا في موسم 2002 - 2008 للإعلان عن موهبته الهائلة. ولكن نهاية الموسم شهدت فترات عصيبة للاعب مع آرسنال عندما بدأ يغازل الأندية المنافسة صراحة. في هذه الأثناء لم يكن أديبايور يحظى بأي نوع من الحب داخل توتنهام، بسبب سجله من الأهداف ضدهم، حيث أحرز ثمانية أهداف في تسع مباريات ديربي.

إذا كان أداؤه وسلوكه في المباراة الخامسة له في الدوري مع مانشستر سيتي حوله إلى شخصية شريرة في عيون الآرسنال، فقد كان هناك بعض التسامح الموسم الماضي عندما أعير في العام الماضي إلى ريال مدريد، وأحرز هدفين ضد توتنهام ليخرجهم من بطولة دوري أبطال أوروبا. غنى جمهور آرسنال: «أديبايور، أديبايور، سنظل نكرهك، لكن ليس كما كنا من قبل». لكن انتقاله إلى توتنهام دفع الجمهور إلى إعادة تقييمهم له فغنوا: «أديبايور، أديبايور، كنا نكرهك، لكننا لن نفعل ذلك بعد الآن».

سيواجه اللاعب الشاب البالغ من العمر 27 عاما، الكثير من العداء من الجماهير الزائرة، لكن ذلك لن يؤثر فيه. فبعد أن واجه المهاجم التوغولي الموت أثناء الكمين المسلح الذي تعرضت له حافلة الفريق التوغولي في يناير (كانون الثاني) 2010، كان سعيدا بكونه لا يزال حيا - فقد تعرض الأفراد الذين كانوا على مسافة مقعدين منه لطلقات الرصاص، فالوقت الذي لم يتعرض فيه هو لأي إصابة. وسيهدف أديبايور إلى مواصلة البداية المشجعة له في قميص توتنهام.

أحرز أديبايور في أول مباراة له أمام فريق وولفز - عادة ما كان يفعل ذلك مع الآرسنال ومانشستر سيتي وريال مدريد - وقد صاحب هدفيه أداء فردي رائع في الانتصار أمام ليفربول. حتى الآن كان أديبايور عنصرا أساسيا في ثلاثة انتصارات في الدوري الممتاز، وفي الوقت الذي يتخبط فيه الآرسنال في مسيرته في الدوري يسير توتنهام بخطى واثقة للمنافسة على لقب الدوري. وينوي أديبايور أن لا يظهر أي نوع من الشفقة تجاه الفرق المنافسة.

وقال أديبايور: «عندما تعاقدت مع توتنهام، قال أليكس سونغ (لاعب خط وسط الآرسنال): هل تفعل ذلك عمدا للانتقام من الآرسنال؟ قلت له: كلا يا أخي، أنا لاعب محترف والخيار الوحيد المتاح بالنسبة لي هو توتنهام. إنه ناد رائع وقد عدت لرؤية عائلتي، وسيكون من الممتع أن ألعب ضدهم».

وأضاف أديبايور: «عندما سألني لاسانا ديارا (لاعب خط وسط ريال مدريد والآرسنال سابقا) وقت أن شاركت مع ريال مدريد إذا ما كنت سأسجل أهدافا في مرمى توتنهام. قلت له إنني أحب توتنهام، وآمل أن أسجل في مرماهم، وإذا ما أتيحت لي الفرصة للتسجيل ضد الآرسنال، صدقني، سأفعل.. وأشعر أنني سأهز شباك الآرسنال اليوم، لكني لن أحتفل على الإطلاق كما فعلت من قبل».

لقد اعتذر أديبايور مرات عدة على تصرفه ضد الآرسنال، مما جعل الكثيرين، لسوء حظه، يقفزون إلى استنتاجات غير مشجعة عن شخصيته وطباعه. ويبدو أن شهوة التجوال والراتب الأسبوعي الذي يصل إلى مئات الآلاف لم يكن يساعد على الإطلاق في ذلك. لكن آرسين فينغر الذي وضعه على طريق الشهرة عندما ضمه للآرسنال قادما من فريق موناكو سعى إلى دحض هذا التصور.

فقال فينغر: «إنه شخصية ليس من الصعب قيادتها. كرة القدم لعبة مهارة ولكل لاعب أسلوب في قيادته، لكنه لم يكن الشخص الذي يمكنك القول إنه كان صعبا في قيادته أكثر من غيره. فهو لاعب رائع ويمكنه أن يشكل تهديدا للآرسنال اليوم». لكن تعامل ريدناب مع القضية اتسم بالفظاظة، فقال: «دائما ما كان يرغب في اللعب لتوتنهام، منذ أن كان في الثالثة من العمر، لذا فقد حصل على ما تمناه أخيرا. أتمنى أن يحرز عدة مرات، وآمل أن يتزحلق على ركبتيه ويحتفل. وكي أكون أمينا معكم، أنا لا أكترث لما سيقوم به». لكن تركيز أديبايور في الوقت الراهن لا يتمثل سوى في تسجيل الأهداف.