عثرات البداية.. كابوس موسمي يؤرق جماهير النصر

السقوط الأخير أمام الفتح جدد الذكرى الأليمة في المدرجات الصفراء

TT

بات تعثر فريق النصر في بدايات كل موسم رياضي ذكرى تتكرر عند انطلاقة كل نسخة للدوري السعودي المحلي، وذلك خلال المواسم العشرة الأخيرة، ربما تتفاوت نسب هذا التعثر من ضربة قاسية إلى عادية أو إلى أخرى طبيعية، إلا أنها في النهاية تتفق على انهيار الفريق النفسي وابتعاده عن المنافسة لأسباب نفسية وفنية بالتأكيد، سقوط الفارس الأصفر مساء أول من أمس أمام ضيفه الفتح بنتيجة (2-1) لم يكن سقوطا في النتيجة فقط، بل ظهر النصر كحمل وديع أمام الفتح الذي لا يتوازى فنيا وماديا وتاريخيا مع فريق النصر، ومع ذلك نجح في فرض احترامه على الجميع بعد أن حقق فوزا يبدو لأول مرة في تاريخه على ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض.. وكأن الفريق الأصفر مستمر على نهجه بالغياب عن تحقيق البطولة المحلية الأهم «الدوري» منذ نحو 16 عاما.

خسارة النصر المؤلمة بدت واضحة وجلية على جماهير النصر الحاضرة للمباراة، بعد أن أطلقت صفارات الاستهجان على لاعبي فريقها وهم يهمون بالخروج من أرض الملعب، في المقابل صفقت كثيرا للاعبي فريق الفتح الذين خطفوا المستوى والنتيجة من أمام فريقهم النصر.

بدورها فتحت «الشرق الأوسط» أوراق التاريخ وعادت لتقلب مسيرة النصر عبر نسخ الدوري الماضية خلال المواسم العشرة الأخيرة منذ موسم (2001-2002) وحتى الموسم الحالي، حيث باتت الخسارة ملازمة للنصر مع انطلاقة الدوري وحتى الجولة الخامسة باستثناء موسم واحد لم يتعرض فيه النصر لخسارة مبكرة تبعثر أوراقه كما جرت العادة، ففي موسم (2001-2002) تعرض النصر لخسارة مؤلمة من فريق الرياض (أحد فرق دوري الدرجة الأولى) بنتيجة (1-0) وذلك في الجولة الرابعة من الدوري، وفي الموسم الذي يليه (2002-2003) تعادل مع فريق الطائي (أحد فرق دوري الدرجة الأولى) بنتيجة (2-2)، فيما لم يتعرض الفريق الأصفر لخسارة مبكرة كما جرت العادة في موسم (2002-2003)، وفي موسم (2004-2005) عاد فريق الرياض ليطيح بالنصر بخسارة مؤلمة وبنتيجة (3-1) في الجولة الخامسة من الدوري، وواصل النصر التعثر في البدايات عندما خسر من فريق القادسية بنتيجة (2-1) في الجولة الثانية من الدوري السعودي لموسم (2005-2006)، وفي الموسم الذي يليه نجح الغريم التقليدي لفريق القادسية فريق الاتفاق في إلحاق خسارة مبكرة بفريق النصر وذلك في الجولة الثانية حيث تغلب عليه بنتيجة (2-1)، وفي موسم (2007-2008) كانت الخسارة مؤلمة والسقوط أكثر جرحا بعد أن خسر فريق النصر من فريق الوطني (أحد فرق دوري الدرجة الأولى) وذلك بنتيجة (1-0) في الجولة الثالثة من الدوري، وفي الموسم الذي يليه (2009-2010) واصل النصر سقوطه وخسارته ولكن الخسارة كانت أخف وقعا من سابقاتها، حيث كانت هذه المرة عبر فريق الشباب الذي تغلب بنتيجة (2-1)، وفي الموسم الماضي كان تعثر النصر بالتعادل أمام فريق التعاون (2-2) بعد ملحمة كبيرة بين الفريقين في مباراة أقيمت على أرض التعاون وبين جماهيره، وكانت المباراة تتجه لصالح التعاون قبل أن يدرك النصر هدف التعديل في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة ويحرز بعدها هدف التقدم ليعود التعاون ويعادل فريق النصر، وكانت الأهداف الثلاثة الأخيرة حضرت للفريقين بعد الدقيقة 90 من عمر المباراة.

النتائج التي يتعرض لها فريق النصر عند بداية كل موسم تربك أوراق الفريق وتترك الأثر النفسي السلبي على اللاعبين والإدارة، وتهز الثقة بين لاعبي الفريق وأنصارهم، وتجعله بعيدا عن الدوري الذي بات بنظام النقاط، ولا يسمح بالتفريط بأي نقطة إذا ما أراد الفريق المنافسة على لقب الدوري، ربما يبدو أمر التفريط بالنقاط مقبولا نوعا ما في عالم النقاط وذلك أمام الفرق المنافسة، ولكن أمام فرق بعيدة عن المنافسة على اللقب بالتأكيد هذا يعني أن فريق النصر سيظل بعيدا عن ملامسة كأس الدوري ما دام أن التفريط بالنقاط مستمر.

يذكر أن فريق النصر ظل غائبا عن تحقيق لقب الدوري السعودي طويلا، بعد أن حقق آخر بطولة في موسم (1994-1995)، ويصنف النصر كثالث الأندية السعودية في تحقيق لقب الدوري، حيث يحتل المركز الأول فريق الهلال بـ13 لقبا، ويأتي خلفه فريق الاتحاد بـ8 ألقاب، ثم فريق النصر بـ6 ألقاب، ثم فريق الشباب بـ5 بطولات دوري، وأخيرا يأتي فريقا الأهلي والاتفاق ببطولتي دوري لكل منهما.