«دونات دي خيا».. وموت القانون!

عبد العزيز الغيامة

TT

«ذكر متحدث رسمي باسم نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، أمس، أن أي مشجع يقوم برمي كعكة «دونات» على أرض الملعب خلال مباريات الفريق سيتم طرده بعد حادثة السرقة التي قام بها حارس الفريق الأول الإسباني ديفيد دي خيا؛ حيث تم القبض عليه وهو يخرج من السوبر ماركت دون أن يسدد ثمن كعكة قيمتها 1.19 جنيه إسترليني، على الرغم من أنه يتقاضى أسبوعيا نحو 70 ألف جنيه إسترليني».

ماذا يفهم المتابع الرياضي السعودي من هذا الخبر الذي تناقلته أمس وكالات الأنباء العالمية وقبل ذلك الصحف الإنجليزية، خاصة صحيفة «ذي صن»؟ وبماذا يربط هذا المتابع وهو يقرأ ما بين السطور تجاه حارس مرمى شاب قام بجرم كما عنونت الوكالات العالمية، بينما إدارة النادي تحمي نجمها بتهديد أي مشجع بالقيام باستفزازات ضد لاعبها حينما يرمي بعض قطع الدونات في إشارة إلى ما فعله خارج الملعب؟!

قبل أسبوع من الآن غرمت لجنة الانضباط الإماراتية لكرة القدم جماهير نادي الوحدة بنحو 30 ألف درهم فقط لأنها رددت عبارات مسيئة لقناص الكرة السعودية الدولي ياسر القحطاني أثناء مباراة فريقه العين قبل أيام!!

بين النظام الإنجليزي والنظام الإماراتي تذكرت ما يطلق عليها «لجنة الانضباط» في اتحاد الكرة السعودي التي كانت تسمع وتشاهد وتقرأ كل شيء في شفاه الجماهير التابعة لبعض الأندية وهي تسيء لياسر القحطاني ليس مرة ولا مرتين ولا عشرا بل عشرات المرات!!

يا سادة يا كرام.. لم يكن الأمر مجرد ترديد قلة من الجماهير بل من روابط رسمية لأندية كانت تقوم بمهام استفزاز لاعب أخطأ خارج الملعب، ضاربة بكل تعاليم الستر الدينية عرض الحائط!!

إن ما قامت به إدارة مانشستر يونايتد ولجنة الانضباط الإماراتية كان بمثابة النموذج المضيء لمسؤولين محايدين يريدون إغلاق ملف قد يستمر ويخسرون من خلاله خدمات لاعب سيفيد الكرة الإنجليزية أو الإماراتية ولن أقول السعودية!!

كان الإعلام الرياضي السعودي المستقل، لا التابع، يطالب لجنة الانضباط المحلية بضرورة العودة إلى عشرات الأشرطة من المباريات للنظر في الهتافات المسيئة، بيد أن اللجنة القضائية، منذ أكثر من عامين، تتجاهل كل المطالب وسط «فرجة» و«صمت» اتحاد الكرة «الغريب» و«المثير» لكل الأطياف!!

تصوروا، كل الجماهير بكافة انتماءاتها الهلالية والنصراوية والاتحادية والشبابية والأهلاوية كانت تطالب بمعاقبة المسيئين، لكن الجهات الرسمية الكروية لم تكن لتتحرك أبدا لحماية نجمها الذي أنهته تلك الاستفزازات نفسيا ودمرته ليخرج بشكل مسيء على الصعيد الفني طيلة العامين الماضيين مع محاولات يائسة منه لإظهار ما يستطيع من إمكاناته الهائلة.

مر رؤساء على اللجنة وتشكل أعضاء واستقال آخرون، بيد أن حال اللجنة لم يتغير تجاه الهتافات، لتخرج لجنة الانضباط الإماراتية بعد أيام فقط من انطلاق منافساتها بقرار مثير ومحترم صفقت له كل وسائل الإعلام الخليجية لأنها فقط عايشت الواقع واحترمت الجماهير وحمت اللاعب الذي عانى كثيرا في بلده وللأسف!

[email protected]