الجمهوريون الأميركيون يحددون 31 يناير موعدا لبدء انتخاباتهم التمهيدية

التبكير بالخطوة يخدم مرشحي الوزن الثقيل ويخيب آمال منافسيهم المحاصرين بضيق الوقت وقلة المال

TT

تبدأ الانتخابات التمهيدية الجمهورية للاقتراع الرئاسي الأميركي في 2012 قبل الوقت الذي كان متوقعا لها، وهو خبر جيد لميت رومني وريك بيري القلقين على موقعيهما على الرغم من أنهما يتصدران استطلاعات الرأي.

وحدد الجمهوريون في فلوريدا، مساء أول من أمس، يوم 31 يناير (كانون الثاني) المقبل، موعدا لانتخاباتهم التمهيدية لاختيار مرشحهم للانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجرى في 2012، أي قبل الولايات الأخرى. ووافقت اللجنة الخاصة المكلفة بتحديد موعد الانتخابات على هذا القرار، بـ7 أصوات مقابل صوتين.

واستبق المرشح ريك سانتوروم، الخميس، هذا القرار في مقابلة مع شبكة «فوكس» الإخبارية، معتبرا أنه «يخدم مصلحة المرشحين الذين يتصدرون استطلاعات الرأي». وأضاف سانتوروم، الذي حصل على تأييد 3% من الناخبين في استطلاعات الرأي حسب المدونة السياسية «فايف ثيرتي إيت»، أنه «متأكد من أنهم يريدون أن تجرى الانتخابات غدا». وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة أيوا، تيم هاغل، إنه «لا يعتقد أن المرشحين الصغار سينسحبون بسبب هذا القرار، لكنه سيعقد مهمتهم».

وفي الواقع سيكون لهذا القرار انعكاسات كبيرة على المرشحين الثانويين الذين يرون أنه لن يكون لديهم وقت كاف، وقد يجمعون مبالغ أقل من المال، للاستعداد لمعركة الانتخابات التمهيدية، لكن القرار سيعود بالفائدة على المرشحين الذين يملكون مبالغ كبيرة مثل ميت رومني وريك بيري، بينما لم يفرض أي منهما نفسه كمرشح أكيد للجمهوريين.

ووسط سيل من الانتقادات، فقد حاكم تكساس ريك بيري موقعه كمرشح أوفر حظا للفوز في الاقتراع هذا الأسبوع. أما ميت رومني الذي أصبح يتصدر نتائج استطلاعات الرأي فلم يكن بمنأى عن الانتقادات. وقال هاغل: «إن هذا الأمر يجعل عددا كبيرا من الجمهوريين قلقين وبعضهم يبحثون عن المرشح الكامل. لكن لا وجود لمرشح كامل». وأشار عدد من استطلاعات الرأي على المستوى الوطني، هذا الأسبوع، إلى أن رومني سيحصل على 22% من الأصوات مقابل 21.7% لريك بيري. لكن بيري تراجع 6.7% عن نتائج الأسبوع الماضي، بينما لم يحصل خصمه سوى على 1.4% من الأصوات الإضافية.

وبدأ بيري السباق في أغسطس (آب) الماضي على رأس استطلاعات الرأي، لكن انتقادات خصومه، خصوصا بشأن موقفه من مسألة الهجرة، دفعت ناخبي تكساس إلى التراجع. أما رومني، الحاكم السابق لماساتشوستس، فلا يقنع عددا كبيرا من الناخبين الجمهوريين بمواقفه اللينة؛ فحزب الشاي المحافظ المتشدد لا يزال قويا بسبب الأزمة الاقتصادية والبطالة التي تبلغ 9.1%.

ويفترض أن يدفع قرار فلوريدا ولايات أخرى مثل أيوا وكارولينا الجنوبية ونيوهامشير ونيفادا إلى القيام بالخطوة نفسها. ويمكن أن تحدد أيوا، التي تفتتح الانتخابات عادة ويفترض أن تصوت في 6 فبراير (شباط)، موعدا آخر للاقتراع مطلع يناير. وقال رئيس الحزب الجمهوري في أيوا، مات سترون: «إن وقاحة مسؤولي فلوريدا مخيبة للآمال، لكنها ليست مفاجأة». وأضاف أن ولاية «أيوا ستبقى الأولى»، موضحا أن موعد الانتخابات التمهيدية الجمهورية فيها سيحدد بعد إعلان موعد الاقتراع في نيوهامشير.

والنتيجة الأخرى للقرار هي أن الوقت بالنسبة للسياسيين الذين لم يرشحوا أنفسهم بعدُ، مثل حاكم نيوجيرسي، كريس كريستي، الذي يتمتع بشعبية كبيرة، أو نجمة حزب الشاي المتشدد سارة بالين، أصبح ضيقا جدا ليقوموا بذلك. وحسب صحيفة «نيويورك بوست»، فإن قرار كريستي بالترشح قد يُتخذ قبل حلول اليوم الأحد. وفلوريدا ولاية أساسية للجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء بسكانها البالغ عددهم 18.8 مليون نسمة ولأن لديها 29 من كبار الناخبين من أصل أصوات 270 ضرورية لانتخاب الرئيس.